الأسئلة الحرام.. هل يكره الأقباط عمرو بن العاص؟ .. لماذا يرفض المسيحيون تسميتهم باللفظ القرآنى "نصارى"؟ .. هل هناك أسلحة فى الأديرة والكنائس المصرية؟

الأحد، 02 يوليو 2017 12:00 م
الأسئلة الحرام.. هل يكره الأقباط عمرو بن العاص؟ .. لماذا يرفض المسيحيون تسميتهم باللفظ القرآنى "نصارى"؟ .. هل هناك أسلحة فى الأديرة والكنائس المصرية؟ هل يكره الأقباط عمرو بن العاص
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

السؤال الأول

يُحمل قطاع كبير من الأقباط المصريين المعاصرين «عمرو بن العاص» وزر فتح مصر عام 641م ميلادية، أى قبل أكثر من 1500 عام من الآن، بل إن كلمة «فتح» التى اتفق المؤرخون على استعمالها فى كل ما يخص دخول المسلمين إلى مصر، تتحول إلى غزو فى بعض المواضع رغم أن للكلمتين دلالتين مختلفتين علميًا وتاريخيًا، ورغم الخطأ الشائع الذى يحاول من خلاله القارئ الحكم على حوادث تاريخية بعيون معاصرة بعيدة عن سياقها وزمنها ومعطياته. الفتح لغة يعنى الدخول فى بلد والاستقرار فيه، فى حين يعنى الغزو قتالاً يعود الطرفان فيه إلى موطنيهما، ومن هنا كانت تسمية غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم مثل «غزوة بدر» و«غزوة أُحد» وغيرهما، ولقد دخل الجيش الإسلامى، بقيادة عمرو بن العاص، مصر واستقر فيها المسلمون بعد ذلك، أى أن ما حدث كان فتحًا لا غزوًا. الكثير من المراجع الكنسية المعاصرة، تذهب إلى ما هو أبعد من الخلاف بين كلمتى الغزو والفتح، بل تسمى فتح مصر بالاحتلال العربى لمصر، وهو حديث يقال على المنابر وفى عظات الكنائس، ومن ذلك ما قاله القمص عبد المسيح بسيط، مدرس اللاهوت الدفاعى بالكنيسة، حين أكد أن عمرو بن العاص احتل مصر وأحرق عشرات القرى والمدن عند دخوله لها فى حوار سابق لـ«اليوم السابع» أجرته كاتبة هذه السطور.

بينما حاول الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وأبو قرقاص فى كتابه «تعرف على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية» الصادر عن إيبراشية المنيا، استخدام لفظة محايدة وهى «دخول» فسمى الفتح العربى لمصر، دخول العرب إلى مصر، ليتجنب ما تثيره كلمة فتح فى النفوس من أثر طيب، وما تتركه كلمة «غزو» من عنف، ولكنه فى الوقت نفسه، قال إن مجمع خلقدونية عام 451م، والذى رفضت الكنيسة القبطية قراراته، فرض على مصر حكاما فاسدى الإيمان استولوا على كنائس الأقباط واضطهدوهم حتى دخول العرب مصر، وقد أظهر العرب ترفقًا بالأقباط فى بادئ الأمر، ولكن سرعان ما تتابع على مصر ولاة كانوا من القسوة والعنف بحيث ذاق معهم الأقباط ألوانا من الذل والهوان بسبب الضغط العقائدى من جهة، وأعمال القتل والتعذيب وقطع الرقاب من جهة أخرى، بدءا من البطاركة الذين أهين الكثير منهم ما بين السجن والتعذيب وصولًا إلى أفراد الشعب العاديين، وفى هذا السياق تم إلغاء اللغة القبطية كلغة رسمية للبلاد، وهدمت الكثير من الكنائس، وخربت الأديرة، وأسلم من أسلم وهرب من هرب، وتبقى فى مصر القادرون على دفع الجزية، حتى تغيرت التركيبة السكانية لمصر فتناقصت أعداد المسيحيين وتزايدت أعداد المسلمين.

وعلى الرغم من أن الأنبا مكاريوس يؤكد أن المسلمين ترفقوا بالأقباط فى بادئ الأمر أى فى بداية دخولهم لمصر، وهو ما يبرئ ذمة عمرو بن العاص أول الولاة على مصر من ذلك، لكنه يحملهم فى الوقت نفسه مغبة ما جرى بعد ذلك من اضطهاد حدث معظمه فى عصر الحاكم بأمر الله الذى يتفق المؤرخون على قسوة حكمه على المسلمين والأقباط معًا.

غير أن المتابع الجيد لهذا الملف سوف يدرك بسهولة، أن تلك النبرة الكارهة لابن العاص وليدة العصر الحديث، بعدما تزايدت حدة الاستقطاب الدينى بين المسلمين والمسيحيين، فاحتمى الأقباط بالكنيسة وبوجهة نظرها فى التاريخ كحيلة دفاعية، فالكتابات القبطية فى القرن الماضى كانت تنتصر لعمرو بن العاص، وترى أنه أنقذ الأقباط من اضطهاد الحكم الرومانى الذى كان يدين بمسيحية غير تلك التى يؤمن بها الأقباط المصريون، فالكنيسة الرومانية كنيسة خلقدونية أى تؤمن بالطبيعة الواحدة للمسيح، بينما الكنيسة المصرية كنيسة لاخلقدونية تؤمن بمبدأ الطبيعتين وهو الأمر الذى تسبب فى الكثير من الاضطهاد للأقباط المصريين آنذاك.

على سبيل المثال لا الحصر، فإن كتاب «تاريخ الأمة القبطية» الذى كتبه المؤرخان كامل صالح نخلة، وفريد كامل، عضوا لجنة التاريخ القبطى، ومن أشهر مؤرخى الأقباط، والمنشور منذ ما يزيد على 60 عاما، إذ إن نخلة توفى عام 1957 كان ينتصر لعمرو بن العاص.

على الرغم من أن الكنيسة تعتبر «نخلة» رسميًا من أهم مؤرخيها، وتعيد طباعة كتابه تاريخ الأمة القبطية بل ويوزع فى معارض الكتاب القبطية فإن جموع الأقباط لا يتبنون الموقف نفسه، نخلة فى كتابه، تحت عنوان «مصر تحت الحكم الإسلامى: أشهر الرجال والحوادث منذ الفتح العربى»، تعرض الكتاب لعصر البابا بنيامين البابا الثامن والثلاثين فى تاريخ الكنيسة القبطية الذى تعرض للإكراه والاضطهاد فى عصر حكم هرقل الفارسى الذى أقام أساقفة خلقدونيين فى مصر ليكره الأقباط على القبول بهذا المذهب، الأمر الذى دفع البابا بنيامين للكتابة للأساقفة يطالبهم بالثبات على العقيدة حتى الموت والاختفاء حتى زوال هذه المحنة حتى إن البابا نفسه اختفى ثلاثة عشر سنة فى أحد الأديرة بالصعيد. يؤكد الكتاب أن هذا العصر شهد فتح العرب لمصر على يد عمرو بن العاص الذى كتب صكًا بالأمان نشره فى جميع أنحاء مصر دعا فيه البابا بنيامين إلى العودة لكرسيه ويؤمنه على حياته، فظهر البابا وذهب إلى عمرو فاحتفى به ورده إلى مركزه. يصف الكتاب القرن العاشر الميلادى بعصر اضطهاد الأقباط، وهو عصر الحاكم بأمر الله، حيث هدم الكنائس وحرم على المسيحيين أن يقيموا الصلاة مجاهرة، ناهيك عما فعله هذا الخليفة بباقى المصريين حتى نال لقب الحاكم لشدة ما فعل.

غالبية الأقباط المعاصرون يكرهون عمرو بن العاص، ويحملونه وزر ما جرى فى التاريخ بعد مجيئة بآلاف السنين، بل إن بعضهم يحاكمه بمعايير العصر الحديث، فهو غازى ومحتل بمقياس اليوم، رغم أن اللحظة التى دخل فيها إلى مصر، كانت لحظة صراع وقتال بين أطراف الإمبراطورية الرومانية الآفلة والدولة الإسلامية الوليدة، وهى أحداث لا يتحمل تبعاتها مسلمو اليوم، ولا مسيحيو الأمس، فلا يصح أن نتنابز بالتاريخ بعد كل هذه السنوات من البقاء على الأرض نفسها متشاركين فى القدر والمصير حلوه ومره.

السؤال الثاني

يحفل القرآن الكريم بالآيات التى تطلق على المسيحيين لفظة "نصارى"، فإذا كان المسيحيون يفضلون الانتساب للمسيح نفسه بلفظة مسيحيين، فإن كلمة "نصارى» مشتقة من اللقب يسوع الناصرى، حيث ينتمى المسيح إلى بلدة الناصرة بفلسطين.

قد ترغب فى استخدام لفظة «نصارى» الواردة فى أكثر من موضع بالقرآن الكريم كالآية الكريمة «ولتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ»، ولكنك لا تقدر عواقب تلك الكلمة على المسيحيين الذين لن يأخذوها على محمل الود أبدًا حتى وإن كان تفسير الآية القرآنية يشير إلى ذلك.

تثير كلمة «نصارى» الكثير من الغضب فى نفوس المسيحيين، وخاصة الأرثوذكس وهم أغلبية المصريين، فالنصارى، ووفقاً للإيمان المسيحى الأرثوذكسى هم أتباع تعليم هرطوقى أى مجدف ومنحرف، النصارى، كما يراهم الأرثوذكس، لا يعترفون بألوهية السيد المسيح، وينكرون الثالوث المقدس الأب والابن والروح القدس، فيسوع عند أتباع هذا التعليم هو خادم للرب وليس ابن الله، الكلمة وفقًا لمعتقدات الكنائس التقليدية.

القديس إبيفانيوس، أسقف قبرص الذى عاش فى القرن الرابع الميلادى، كان أول من ذكر هذه الطائفة فى الكنيسة، معتبرًا إياها طائفة من الهراطقة الذين ينحدرون من أصل يهودى يختلف عن جوهر العقيدة المسيحية، وفقا لما يشير له موقع تكلا هيمونت الذى يضم أكبر أرشيف للكتابات المسيحية، حيث كان أتباع العقيدة النصرانية يسمون أيضًا بالإبيونيين، فكانوا ممن تمسكوا بالشريعة والتقاليد والعادات والشريعة اليهودية، وهم طائفة قليلة العدد بالمقارنة بالمسيحيين الذين تبعوا تلاميذ ورسل المسيح، وقد كانت لهم تجمعات فى بعض البلدان، فكان يطلق عليهم مثلاً نصارى مكة، نصارى الشام، نصارى نجران... وهكذا.

يؤكد القديس إبيفانيوس، أن النصارى كان لديهم معرفة جيدة باللغة العبرية، ويقرأون العهد القديم وهم متمكنون جيدًا فى اللغة العبرية، لأنهم يقرأون كل قوانين الشريعة اليهودية وقصص الأنبياء السابقين والأنبياء وما يسمى بالأسفار المقدسة، ويختلفون عن اليهود والمسيحيين فهم لا يتفقون مع اليهود بسبب إيمانهم بالمسيح، ولا يتفقون مع المسيحيين لأنهم متمسكون بالقانون اليهودى وشريعة السبت التى تعنى التوقف عن كل الأعمال بما فيها مداواة المرضى يوم السبت.

يعتبر المسيحيون المعاصرون، أن النصارى ليسوا مسيحيين مثلهم فهم لم يتسلموا الإيمان من رسل المسيح المبشرين كبطرس وبولس ومرقس، فمسيحيو روما بشرهم بطرس تلميذ المسيح، وأقباط مصر بشرهم بالمسيح مرقس رسول المسيح وهكذا، أما باقى الفئات التى يطلق عليهم نصارى أو ناصريين، فيرى المسيحيون أن إيمانهم ناقص ولم تمتد جذورهم إلى تلميذ أو رسول للمسيح أو مخالف للإيمان المستقيم الذى تسلمته الكنائس الرسولية القديمة من الآباء التلاميذ (الحواريين) والرسل.

والإنجيل الذى يربطون به عقيدتهم هو إنجيل مختلف يعود إلى السنة 130 للمسيح، ويعُرف بـ«إنجيل الناصريين»، وقد أخذت به «الشيعة الإبيونية» ويصف أتباعها أنفسهم بـ«الإبيونيين» أى الفقراء.

كان النصارى ينتشرون فى أطراف الإمبراطورية الرومانية، وتحديدًا خارج العمران أى فى بادية الشام وصولاً إلى الجزيرة العربية، وانتشر رهبانها على طول الطريق الذى كانت تسلكه القوافل من الشام إلى الحجاز ومكة والمدينة وكانت تعاليمهم تقول إن الإيمان بالمسيح ليس كافيًا للخلاص، بل يجب عيش الشريعة اليهودية وتطبيقها، وأن المسيح ليس ابن الله.

النصارى لا يدينون بما يدين ويعتقد به مسيحيو الروم والشرق وبقية العالم من عقائد عن طبيعة المسيح ولاهوته وعن صلبه وقيامته، بل يعتقدون أن المسيح مجرد إنسان وعبد الله فقط، ولم يُصلب بل شُبه للناس أن المصلوب هو المسيح بينما رفعه الله حيا إلى السماء قبل الصلب وصُلب غيره، هذه العقائد لا يؤمن بها المسيحيون منذ تاسيس المسيحية فى القرن الأول الميلادى وإلى اليوم.

السؤال الثالث

«فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق ولابسين درع البر يقول بولس الرسول فى رسائله بالإنجيل، وهو يعدد أنواع الأسلحة والذخائر الموجودة فى الأديرة والكنائس، فالأقباط مثلما تنتشر الشائعات يستعدون لحرب مقدسة.

أساطير كثيرة تتردد عن تلك الأبنية المغلقة على أصحابها، أديرة فى الصحراء يسكنها رهبان متعبدون ناسكون، وكنائس فى المدن يتردد عليها «شعب الكنيسة» بانتظام، ومسلمون فى الشوارع والطرقات لا يعلمون عن الأقباط شيئًا، يقعون ضحية الجهل بالآخر وما يتردد عنه من أساطير، وككل شائعة لها أصل تتمدد من خلاله حتى تصير فى حكم الحقيقة، كانت أسطورة الأسلحة فى الكنائس والأديرة إحدى تلك القصص ذات الأصل.

يرجع أصل القصة إلى العام 2010، الذى شهد الكثير من القضايا الساخنة فى الملف القبطى، تصريحات من هنا، وأزمات من هناك، نساء يتأسلمن ويختفين، وقادة الكنيسة يهاجمون الإسلام، ومصر تعيش ذلك الحراك السياسى والاجتماعى فى سنوات فوران ما قبل الثورة، ثم يخرج محمد سليم العوا المحامى الذى سيترشح بعدها بسنوات لانتخابات الرئاسة، ويتهم الكنيسة بتخزين أسلحة وذخائر فى مقارها وأديرتها. يستند العوا فى اتهامه إلى شائعة أخرى، خبر صحفى تبدلت تفاصيله وتغيرت حتى صار شيئًا آخر، «سلطات ميناء بورسعيد تضبط شحنة مواد متفجرة على متن إحدى السفن القادمة من الصين» ليست مواد متفجرة بل هى ألعاب نارية كتلك التى يلعب بها الأطفال فى الأعياد، الشحنة مملوكة لجوزيف بطرس الجبلاوى، نجل الكاهن بطرس الجبلاوى وكيل مطرانية بورسعيد، الذى أفرج عنه بعدما تم تحريز شحنة الألعاب النارية.

العوا حين أطلق تصريحاته المعادية للكنيسة انطلق من تلك القضية ولكنه أكد أن الشحنة كانت أسلحة وذخائر وقادمة من إسرائيل وليس الصين، وهو ما ثبت خطؤه فيما بعد.

سبع سنوات مرت على تصريحات العوا، وقضية الألعاب النارية، صدق خلالها آلاف المصريين أن بالكنائس ذخائر وأسلحة، ثم تأتى أيام كتلك يصبح الأقباط فيها تحت مرمى نيران الجماعات الإرهابية، تستهدفهم دون غيرهم، تفجر كنائسهم بأحزمة ناسفة، ويوقف المسلحون أتوبيسات الأديرة فيقتلون من فيها، عام كامل من الدماء بدأ بحادث الكنيسة البطرسية يوم المولد النبوى، ثم حادث كنيستى طنطا والإسكندرية يوم أحد السعف، إرهاب لا يفرق بين أيام حرم لدى المسلمين أو أعياد عند الأقباط، وقبيل رمضان يسقط شهداء دير الأنبا صموئيل بالمنيا، الأمر الذى يطرح السؤال: لماذا لم تدافع الكنائس عن رعاياها إذا كانت تملك تلك الأسلحة؟

عقب حوادث البطرسية وطنطا والإسكندرية، أثيرت قضية تأمين الكنائس مرة أخرى، وطُرحت عدة أسئلة حول توافر البوابات الإلكترونية والخدمات الأمنية على أبواب الكنائس بالشكل الذى يمنع الإرهابيين من التسلل إليها.

الحوادث الإرهابية كشفت عن آلية تأمين الكنائس المتبعة منذ سنوات، فالكنائس تؤمن بالجهود الذاتية، بعض الكنائس فى الأحياء الراقية مما تمتلك صندوقًا ضخمًا من التبرعات أو تتلقى تبرعات عينية تمكنت من شراء بوابات إلكترونية متطورة وعصى مكهربة تمكن الكشافة الكنسية والأمن الإدارى من تفتيش الداخلين إليها، إلا أن الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة كشف فى حوار سابق لـ«اليوم السابع»، أن كنائس إيبراشيته القريبة من القاهرة والتى تقع معظمها فى نطاق الأحياء الشعبية والعشوائيات لا تتمكن من شراء معدات التأمين المتطورة التى تكلف آلاف الجنيهات بل تكتفى بالعصى المكهربة رخيصة الثمن، مما يدحض أسطورة وجود أسلحة فى الكنائس وإلا لماذا لم يدافع بها الأقباط عن أنفسهم؟

الكنائس مغلقة على نفسها، ولا تنظم إليها الرحلات المدرسية ومن ثم تنسج هذه النوعية من الأساطير حولها، وتصدق ما يشاع، وهى القضية التى لا يمكن اتهام الكنيسة بها بقدر ما توجه أصابع الاتهام لوزارة التعليم ومدارسها والنوادى التى تأخذ طلابها فى رحلات للمزارات الأثرية وتتجنب الكنائس لاعتبارات دينية أو قراءات سلفية للدين رغم أن مصر تمتلئ بالكنائس الأثرية ومزارات العائلة المقدسة بداية من القاهرة وعلى امتداد خط الصعيد، المسلمون الذين يدخلون الكنائس فى المناسبات لا يمثلون 10٪ منهم، يحضرون أفراحًا أو جنازات.

وعلى العكس من الكنائس فإن الأديرة تحظى بزيارات أقل من المسلمين إلا الريفيين الذين يحرصون على المشاركة فى موالد الأديرة أو التبرك بالعذراء، ولعل تنظيم الرحلات للأديرة فى الصحارى قد يولد لدى طلاب المدارس ثقافة الانفتاح على الآخر التى ستدحض المزاعم.

بعض الأديرة تضم حصونا، وهو ما يثير مزيدًا من الغموض لدى هؤلاء الذين لا يكلفون أنفسهم معاناة الزيارة بقدر الاستسلام لتصديق الشائعات، و«الحصن» مبنى قديم موجود بالأديرة الأثرية، يحتوى على كنيسة صغيرة وغرف لحفظ الغلال وغرف لنوم الرهبان وبئر.

وهذا المبنى كان يلجأ إليه الرهبان القدامى وقت هجوم البربر أو الرومان على الأديرة، فيدخلون فيه عن طريق قنطرة خشبية يتم رفعها بعد أن يدخل آخر راهب، وبذلك يتم عزل الرهبان عن المكان المحيط بهم، فلا يستطيع المهاجمون قتلهم، وذلك فى الأديرة التاريخية فقط أما الأديرة الجديدة مثل دير مارجرجس الخطاطبة فلا تبنى فيه «حصون»، وكذلك يردد البعض مصطلحات كنسية مثل «ذخائر القديسين» و«حق الذخيرة» فيظنها السامع أسلحة، ولكن الذخائر هنا تعنى الجواهر فذخائر القديسين هى أجسادهم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة