بمجرد أن يسمع أحد اسم دولة المجر يتبادر إلى ذهنك فورا القطار المجرى السريع الذى صنعته هذه الدولة الأوروبية العريقة، ودخل الخدمة فى مصر خلال فترة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1965 بواقع 25 عربة، إلا أن الكثير منا لا يعلم أن العلاقات بين كلا من مصر والمجر توطدت بشكل كبير عقب انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى والذى أدرك سريعًا الأهمية الصناعية والاقتصادية لهذه الدولة.
ولم يمر شهر واحد على زيارة رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان للقاهرة وتوقيع عدة اتفاقيات مع الرئيس السيسي من بينها تزويد سكك حديد مصر بقطارات جديدة، حتى يتم دعوة الرئيس السيسى لحضور قمة "فيشجراد" التى تستضيفها العاصمة بودابست ليكون أول رئيس فى الشرق الأوسط يحضرها.
وكان الرئيس السيسي قد وقع على مذكرة تفاهم لاستيراد 700 عربية قطار بقيمة 5 مليارات جنيه، بواقع 7 ملايين جنيه للعربة الواحدة، لكى يتم إعادة المنظومة المجرية لهيئة السكة الحديد بعد مرور نصف قرن على أول استخدام فى مصر.
كما وقعت الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى، إحدى الشركات القابضة التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، خطاب نوايا مع "مجموعة رابا لإنتاج محاور السيارات"، إحدى الشركات المجرية لتصنيع وإنتاج وسائل النقل" نهدف إنشاء خط متكامل لإنتاج محاور السيارات.
ومن المخطط، أن يتم بدء المشروع بطاقة إنتاجية قدرها 2000 مجموعة محاور سنويا تصل إلى 10000 مجموعة باكتمال خطوط الإنتاج وطبقا لمعدلات التسويق.
ومن جهته، قال اللواء محمد يوسف، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى، الذى وقع الاتفاق مع ستيفان بنتر رئيس مجلس إدارة مجموعة رابا القابضة للنقل والسيارات، ممثلا عن الجانب المجرى، إن المشروع يعتبر الأول من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط، ويهدف لأن يكون معظم المكون المحلى فى الأتوبيسات والمينى باصات وعربات النقل المنتجة والمجمعة محليًا.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة، أنه من المقرر أن يتم إنشاء المشروع بالشركة الهندسية لصناعة السيارات، حيث يسهم المشروع بطاقته الإنتاجية المخططة فى تشغيل جزء كبير من العمالة بالشركة ورفع مستواهم الفنى والتدريبى، بالإضافة إلى مردوده الإيجابى لدعم الموارد المالية والاستثمارية للشركة.
وأضاف "يوسف"، أن هذا الاتفاق يأتى فى إطار تنفيذًا لمخططات الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى لدعم شركاتها التابعة، وبالتنسيق مع وزارة قطاع الأعمال العام، ويعتبر من المشروعات طويلة الأجل، ويهدف إلى تسويق منتجات ليس فقط بالسوق المحلية، ولكن بهدف التصدير إلى الأسواق العربية والأفريقية وتصدير بعض المكونات المحلية إلى أوروبا والمجر.
وأشار إلى أن هذا المشروع هو بداية المجموعة من المشروعات المشتركة فى مجالات تصنيع السيارات والشاسيهات والجرارات الزراعية ومكونات المركبات بهدف دعم الشراكة وتفعيل دور شركات قطاع الاعمال العام فى دعم الاقتصاد القومى المصرى وهو ما تهدف اليه الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى من خلال تلك الاتفاقيات والمشروعات المشتركة فى ظل دعم التعاون مع الجانب المجرى,
وأعلنت مصر إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة المجر فى عام 1948 ، حيث تم تعيين أول سفير مصرى لدى بودا بيست، وتطورت هذه العلاقات مع ثورة 23 يوليو عام 1952 وكذلك عقب فترة رئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث ينعم البلدين بعلاقات دبلوماسية واقتصادية منذ 70 عامًا دون خلافات تذكر.
