"عشرون عاما إلا شهرين فى سجون إيران الرهيبة، فهى إذن 238 شهرا، وهى أيضا 1032 أسبوعا، وبالأيام 7245 يوما بلياليها، فلنتأمل كم من الساعات هى، وبالتالى الدقائق وثوانيها؟" هكذا يعبر العراقى نزار السمرائى عما عاناه فى سجون طهران من خلال كتابه فى قصور آيات الله والذى صدر صدر عن دار دجلة للنشر ويناقش الكتاب السنوات التى قضاها المؤلف فى سجون إيران خلال الحرب العراقية - الإيرانية (1980-1988).
قضى السامرائى بعد أسره فى الحرب عشرين سنة إلاّ شهرين فى عددٍ من السجون الإيرانية (24 مارس 1982-22 يناير 2002). وبعد خروجه من السجن دوّن تجربته تلك، ولكنه تطرق إلى مسائل خارج دائرة السجن، وهى مسائل مهمة، إذ يدور خلاف بين المؤرخين فى الوقت الحاضر بالنسبة لاختلاف الروايات.
قضى مؤلف الكتاب فترات متعددة فى سجون إيرانية كثيرة، حيث عرف السجن فى مدرسة حولت إلى معسكر فى منطقة الأحواز (الأهواز)، ثم نُقل إلى سجن فيروزة. وفى هذا السجن برزت ظاهرة خلقتها المخابرات الإيرانية، إذ قُسم الأسرى العراقيون إلى قسمين: الصامدون والقسم الآخر: الخونة ويدعونهم فى إيران بالتائبين.
ثم نُقل الأسرى إلى معتقل رقم 2 بالقرب من مدينة مشهد بمنطقة خراسان. ثم إلى سجن الصخرة الصماء، التى تبعد عن مدينة مشهد بحوالى 400 كم. التى يسميها الملف بصخرة الموت لكثرة الأسرى الذين لقوا حتفهم نتيجة التعذيب أو القتل المتعمد.
ثم نُقل الأسرى إلى سجن مازدوان. وبالقرب من هذا السجن فى منطقة البسيتين ومع حلول يوم الشهيد أعدم الإيرانيون 1600 أسير رميا بالرصاص. ثم نُقل الأحياء من الأسرى إلى سجن قوجان. ثم إلى معسكر برندك استعدادًا لتبادل الأسرى الذى رعته الأمم المتحدة بين العراق وإيران.
أشار المؤلف إلى أسباب كثرة التنقلات بين السجون. وكان على رأسها تطبيق الفرز بعد استمالة بعض الأسرى العراقيين وموافقتهم للانضمام فى الحرب ضد بلدهم.
طبق المسئولون عن السجون كل أنواع التعذيب التى ورثوها من السافاك. فقد وصف المؤلف التعذيب الجسدى والنفسى بأنواعه التى لا تخطر على قلب بشر. ومنه الضرب بكوابل الكهرباء والأجساد عارية، والتجويع والتدلية، والمحاصرة، والإيذاء النفسى الشديد بالشتم والسب، وتطبيق تقنية إضعاف البصر، ووضع المساجين فى غرف صغيرة واعدادهم كبيرة، تسلط القمل عليهم نتيجة منعهم من الاستحمام وتطول القائمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة