دندراوى الهوارى

ممدوح حمزة «يشفط» جزيرة فى النيل ويطرد الغلابة.. والدولة صامتة مرتعشة؟!

السبت، 22 يوليو 2017 12:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«إلى أهالى الوراق.. تمسكوا بحقوقكم ولا تخضعوا لمن يبيع الأرض.. لقد دافعنا عن جزيرة القرصاية 2009 أمام هجوم الاحتلال.. الاتحاد قوة».
 
هذه نص ما كتبه الاستشارى الهندسى والناشط والثورى والمورد الأعظم للخيام والملابس الداخلية لثوار ميدان التحرير «ممدوح حمزة».. على صفحته على «تويتر» منذ أيام، ثم زعم الدفاع عن حقوق أهالى جزيرة الوراق.
 
وبعيدا عن وصف ممدوح حمزة لقوات الأمن المصرية بأنها «قوات الاحتلال»، وكأنه يساوى بينها وبين قوات الجيش الإسرائيلى، وهى المساواة التى دشنها شيخ مشايخ الإرهاب والتطرف «يوسف القرضاوى»، إلا أن دفاعه وشحن أهالى جزيرة الوراق، المنتمى معظمهم لجماعة الإخوان، إنما مبعثه ليس خوفا على مصلحة البسطاء والغلابة كما يتشدق فى تصريحاته و«تويتاته»، ولكن لأهداف شخصية.
 
وعلى غرار القول المآثور «إذا عُرف السبب.. بطل العجب»، فإن سبب حملة ممدوح حمزة للدفاع المستميت عن المغتصبين لأراضى وممتلكات الدولة فى جزيرة الوراق، وشحن صدورهم ضد الدولة، إنما هدفه الدفاع عن مصالحه الشخصية، فالرجل تبين أنه يمتلك 32 فدانا فى منطقة «العطف» بالعياط التى تقع على نهر النيل، ثم توسع الرجل بردم النيل، والاستيلاء و«شفط» جزيرة تبلغ مساحتها 36 فدانا، ليضمها لأراضيه، ويصبح جملة ما يمتلكه المهندس والثورى والناشط والباحث عن تطبيق شعار «الحرية والعدالة الاجتماعية» من أراضى 68 فدانا بالتمام والكمال.
 
فى «العُرف» السياسى، فإن ما فعله الناشط والثورى والسياسى، من استيلاء على أراضى الدولة، وارتكاب جريمة «ردم النيل»، يعد فضيحة مدوية، لكن الأمر يختلف بالنسبة لممدوح حمزة، فتاريخ الرجل النضالى والثورى، مبعثه الحقيقى والوحيد، تحقيق مصالح ومكاسب شخصية، وإن القضايا الوطنية ليست من ضمن فقه أولوياته على الإطلاق.
 
ممدوح حمزة مثال صارخ لكل النخب وأدعياء الثورية، الباحثون عن جمع المغانم والمكاسب على جثة الوطن، لا يهمهم انهيار البلاد، وفناء العباد، ولكن يهمهم فقط تصدر المشهد العام، والاستيلاء على الأراضى، وتنفيذ المشروعات، والسيطرة على المناصب.
 
لذلك شكلوا كتائب نشر الشائعات، وتشويه المؤسسات الرسمية، والتسخيف من الإنجازات، وترويج الأكاذيب، وخلط الأوراق، إيمانا منهم أن تحقيق أهدافهم لن يتأتى إلا بتشويه وجه الدولة، واغتيال سمعة الشرفاء، وإشهار سيوف وخناجر الغدر لطعن خصومهم خسة ونذالة!!
 
استيلاء ممدوح حمزة على جزيرة فى النيل مساحتها 36 فدانا، ليضمها إلى أراضيه، وفيلته الشبيهة بأحد قصور الأسرة البريطانية المالكة، ويعيش ملكا متوجا، ويطرد الغلابة من زراعتهم، ويمنع دخولهم الجزيرة حتى للصيد، ويستخدم سلطاته ونفوذه الثورى فى التنكيل بهم وحبسهم، ثم يخرج علينا مرتديا العباءة الثورية ومتحدثا باسم الغلابة والبسطاء الذين لا يجدون قوت يومهم، ويأكلون من الزبالة، ويهاجم الجيش والشرطة والنظام كله، إنما يعد مثالا صارخ لانتهازية النشطاء وأدعياء الثورية، وخداع مشين للبسطاء واللعب بمشاعرهم وتصدير الوهم لهم، وتحويلهم وقودا لنار صراعهم مع الدولة!!
 
وبالتدقيق والبحث فى سيرة الدكتور ممدوح حمزة، الذاتية، تجدها مرصعة بكل مواقف النفعية وتحقيق المصالح الشخصية، فالرجل يمتلك مكتبًا للاستشارات الهندسية، ذاعت شهرته فى عهد نظام مبارك، من خلال عدد كبير من المشاريع الحكومية المهمة التى نفذها حينذاك، وعندما تولى المهندس محمد إبراهيم سليمان حقيبة وزارة الإسكان أغلق «حنفية» منح المشروعات الحكومية عن مكتب ممدوح حمزة، وأسند كل المشروعات حينها لشقيق زوجته، وهو ما أغضب ممدوح حمزة وأعلن الحرب الضروس على الوزير، بل ونظام مبارك بأكمله.
 
إذن خلاف ممدوح حمزة مع نظام مبارك كان شخصيًا، وليس من باب أن الرجل كان معارضًا ومحاربًا للفساد، ولكن الخلاف جاء تأسيسًا على حرمان مكتبه من الإشراف على المشروعات القومية، أى أن المصلحة الخاصة هى التى أججت نار الخلاف بين الطرفين، وزادت اشتعالًا عندما ألقى القبض على ممدوح حمزة فى العاصمة البريطانية لندن، بتهمة التخطيط لقتل عدد من رموز نظام مبارك، من عينة الدكتور فتحى سرور، ومحمد إبراهيم سليمان، وزكريا عزمى، وغيرهم من الشخصيات البارزة، وبعد فترة طويلة أفرج عنه القضاء البريطانى، وعاد إلى مصر.
 
وعندما اندلعت ثورة 25 يناير، كان ممدوح حمزة أحد رموزها، والممول الأكبر للخيام والبطاطين والملابس الداخلية للمتظاهرين فى ميدان التحرير، وفتح أبواب فيلته الكائنة فى السيدة زينب لحركة 6 إبريل، وباقى أعضاء اتحاد ملاك ثورة يناير، يجتمعون فيها، ويخططون للتصعيد وإثارة الفوضى طوال السنوات الماضية، ولم يكتف ممدوح حمزة بذلك بل قام بتعيين رموز شباب يناير فى مكتبه الهندسى، وعلى رأسهم أحمد ماهر، المنسق العام لحركة 6 إبريل، المحبوس حاليًا.
 
ثم وفى عهد السيسى كان ممدوح حمزة يحدوه الأمل فى أن يتولى مكتبه الإشراف على عدد من المشروعات القومية، محاولا أن يعيد فتح حنفية المكاسب التى كانت فى عهد مبارك وأغلقها السيسى، ولكنه فشل، فقرر شن حملة ضد النظام الحالى، واستعدائه، والتشكيك والتسفيه والتسخيف من المشروعات القومية الكبرى، والدليل أنه اعترف على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» أنه كان فى زيارة لشارع 26 يوليو بالقرب من «وكالة البلح»، وسأله بعض المواطنين هناك عن سر غيابه، فقال نصًا: «السيسى جعلنى عاطلًا».
 
ومن خلال السرد المبسط والمختصر لسيرة ممدوح حمزة، ثم استيلائه على جزيرة فى النيل وطرد الفلاحين الغلابة الذين كانوا يزرعون الأرض، والتنكيل بهم، يتأكد للقاص والدانى أن دفاع الرجل عن جزر القرصاية والوراق وأبوالدهب وكل الجزر النيلية الأخرى ليس تأسيسا على الدفاع عن الغلابة، ولكن لتحصين نفسه والاحتفاظ بالجزيرة التى استولى عليها فى العياط.
 
والسؤال الجوهرى، لماذا تصمت الدولة أمام استيلاء ممدوح حمزة على جزيرة بالكامل وجريمة ردمه للنيل والتنكيل بالغلابة؟ وهل الدولة تحترم وتخشى فقط الثوار والنشطاء فى حين تكره الوطنيين والشرفاء وتنكل بهم فقط؟! سؤال يحتاج لإجابة عاجلة!!
ولك الله يا مصر...!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة