يبدو أن تغريدة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، التى تحدث فيها عن امتلاكه الصلاحيات الكاملة لإصدار عفو رئاسى عن أقاربه ومستشاريه ونفسه فيما يتعلق بقضية التدخلات الروسية فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ألقت حجرا فى بركة راكدة.
فبعد تحذير مجلة تايم من غضب محتمل داخل الكونجرس إذا أقدم ترامب على مثل هذه الخطوة وإحتمال التحرك نحو عزله، كرر السيناتور الجمهورى الرفيع، راند بول، هذا التحذير، ذلك على الرغم من أنه أقر بأن الرئيس الأمريكى، يمتلك الصلاحية الدستورية لإصدار عفو رئاسى عن نفسه فيما يتعلق بقضية التدخل الروسى فى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية 2016.
وقال بول فى مقابلة مع شبكة "سى.إن.إن"، الأحد، إنه يتفهم إحباط الرئيس من المزاعم المتواصلة بشأن التنسيق مع روسيا للتدخل ضد منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، ومع ذلك فإنه حذر ترامب من التفكير فى إصدار عفو رئاسى عن أفراد عائلته أو نفسه.
تأتى تصريحات سيناتور كينتاكى بعد تغريدة للرئيس الأمريكى، مطلع الأسبوع الجارى، يقول فيها أن لديه الصلاحيات الكاملة لإصدار عفو عن أقاربه ومستشاريه ونفسه فى القضية الأكثر إثارة للجدل داخل الولايات المتحدة منذ إنتخاب ترامب رئاسيا فى نوفمبر 2016، حيث يعتقد ان روسيا تدخلت فى الإنتخابات عبر عمليات قرصنة إلكترونية إستهدفت هيلارى كلينتون وأجهزة الحزب الديمقراطى.
وقد كشفت صحيفة واشنطن بوست، الجمعة الماضية، أن ترامب ناقش مع مستشاريه صلاحياته الدستورية فيما يتعلق بإصدار عفو رئاسى فى القضية حيث يبدو أن الرئيس الأمريكى يبحث عن الثغرات القانونية التى تمكنه من اجتياز الأزمة التى تواجهه، ومما زاد الزخم بشأن إمكانية إستخدام ترامب هذه الصلاحية، إجراء التحقيق فى علاقات بين حملة ترامب والحكومة الروسية خلال الإنتخابات.
وينص الدستور الأمريكى على أن " للرئيس سلطة منح العفو عن الجرائم المرتكبة ضد الولايات المتحدة، باستثناء حالات العزل"، ومع ذلك أشارت مجلة "تايم" إلى أن هذا النص لا يستبعد صراحة إمكانية العفو الذاتى، وتضيف أن هناك مسألة قانونية أخرى دون إجابة، حول ما اذا كان يمكن توجيه الاتهام إلى الرئيس فى منصبه.
إلا أن العفو الذاتى سوف ينتهك مبدأ قانونيًا أساسيًا فى الولايات المتحدة، وفقًا لمذكرة صدرت عام 1974 عن مكتب المستشار القانونى فى عهد الرئيس نيكسون، وبحسب المذكرة التى أعلنت قبل أيام من استقالة الرئيس الأمريكى الأسبق، ريتشارد نيكسون، فى أعقاب فضيحة ووترجيت، فإنه " فى ظل القاعدة الأساسية القائلة بأنه لا يجوز لأحد أن يكون قاضيا فى قضيته الخاصة، فإنه لا يمكن للرئيس أن يعفو عن نفسه".
ومع ذلك تنص الوثيقة على ثغرة وهى "بموجب التعديل الــ25 فإنه إذا أعلن الرئيس أنه غير قادر مؤقتًا على القيام بواجبات منصبه، فإن نائب الرئيس سيصبح رئيسًا بالوكالة، وبالتالى يمكن للرئيس أن يعفو عن نفسه، وبعد ذلك يمكن له إما تقديم الاستقالة أو استئناف مهام منصبه".
وبعيدًا عن المسائل القانونية، تقول مجلة "تايم" أنه سيكون هناك بالتأكيد تعقيدات سياسية إذا حاول ترامب العفو عن نفسه، ويمكن أن يؤدى ذلك إلى قيام مجلس النواب، الذى يسيطر عليه الجمهوريون أنفسهم، بإبعاده عن منصبه". ويتفق ما تقوله تايم مع تحذير بول لترامب من إستخدام هذه الصلاحيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة