رأى الكاتب الأمريكى، والمعلق فى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، جوش روجين، أن فريق الرئيس دونالد ترامب، يكرر نفس أخطاء إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، فى سوريا.
وقال روجين - فى مقال نشره الموقع الإلكترونى للصحيفة - إن مسئولى إدارة ترامب، لطالما أشاروا إلى سياسة أوباما الفاشلة فى سوريا لتبرير نهجهم، الذى يشمل التعاون مع روسيا وقبول استمرار حكم بشار الأسد، والتخلى عن العديد من الفصائل المعارضة التى دعمتها الولايات المتحدة لسنوات.
وأضاف "بالرغم من حقيقة أن فريق ترامب، ورث ملفا مرعبا فى سوريا من الادارة السابقة، إلا أن طريقة التعامل معه تكرر نفس الاخطاء الجوهرية التى وقع فيها أوباما- ومن المرجح أنها ستؤدى إلى نفس النتائج السلبية والوخيمة على الصراع السورى، وكذلك على المصالح الأمريكية فى المنطقة".
وأشار إلى تصريحات مدير عام وكالة الاستخبارات المركزية، "سى آى إيه" مايك بومبيو، خلال منتدى "آسبن" الأمنى السنوى، فى ولاية كولورادو، حول المصالح الأمريكية فى سوريا، وتأكيده أن الولايات المتحدة، لديها عدوان أثنان رئيسيتن هناك، هما تنظيم داعش، وايران، وأنه بجانب منع إيران من اقامة منطقة لبسط نفوذها فى المنطقة، يتمحور هدف واشنطن فى تهيئة الظروف أمام شرق اوسط أكثر استقرارا يساهم فى تعزيز امن الولايات المتحدة.
وتابع روجين، "أن ترامب، ليس أمامه خيار سوى العمل مع روسيا فى سوريا لأن أوباما، ووزير خارجيته جون كيرى، دعيا "بوتين"، للعمل فى سوريا عام 2013 بهدف التوصل لاتفاق حول الأسلحة الكيماوية، وفقا لـ"بومبيو"، ولكن حتى الآن لا يوجد ثمة دليل دامغ يثبت أن روسيا ترغب حقا فى محاربة الارهاب هناك،حسبما قال بومبيو".
واعتبر أن "بومبيو"، على حق، لكنه أردف، "إن بومبيو، ليس مسئولا عن ادارة سياسة أمريكا فى سوريا، وأن هذا الأمر مخول إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذى ادلى بتصريحات متناقضة تماما فى مدينة هامبورج الالمانية هذا الشهر، بعدما التقى هو و"ترامب"، مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لترتيب وقف اطلاق النار فى جنوب غرب سوريا".
وتابع روجين، "لكى نصبح على يقين، فإن أوباما وكيرى ارتكبا اخطاءً كثيرة.منها أن جهود واشنطن لتدريب وتسليح المعارضة اتسمت بضعف التنفيذ بل ودفعت إلى التدخل العسكرى الروسى عام 2015، علاوة على أن إدارة أوباما، تخلت عن أولوية السعى إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، ثم بدأت فى العمل مع روسيا لصالح تفعيل وقف اطلاق النار على أن هذا الأمر يوفر افضل امل لوقف المذابح فى سوريا".
كما اعتبر الكاتب الامريكى، أن "ترامب"، ربما لا يملك فعلا خيارات كثيرة فى التعامل مع ملف سوريا.غير أن إدارته كانت تستطيع عدم تكرار أخطاء كيرى، التى تمحورت على التفاوض مع روسيا دون ممارسة أى ضغوط، ولذلك فإن قرار ترامب، بوقف برنامج "سى أى ايه" لتدريب وتسليح بعض جماعات المعارضة السورية التى تحارب الأسد يعتبر قصير المدى، على حد قوله.
وختم الكاتب، "إن ترامب، عليه ايضا عدم تكرار الخطأ الثانى الذى ارتكبته إدارة أوباما، والذى دار حول السماح للأسد وإيران بتوسيع مناطق نفوذهما، لاسيما وأن النظام وشركاءه يستغلون اتفاق وقف اطلاق النار فى جنوب غرب سوريا للتقدم فى اتجاه جنوب الشرق؛حيث تدور معركة كبيرة للسيطرة على المنطقة الاستراتيجية فى دير الزور".
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
مواد غذائية و بيئة صحية نظيفة
مطلوب ثمانون تريليون طن مواد غذائية متكاملة و بيئة صحية نظيفة قبل عام 2018