حازم صلاح الدين

ناصر والعندليب فى زمن "السوشيال ميديا"

الإثنين، 24 يوليو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما تحل علينا روايح ذكرى ثورة 23 يوليو من كل عام، نتذكر أغانى العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ عن هذه الثورة المجيدة، ومع عصر «السوشيال الميديا»، تجد صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى تحتفى بهذا اليوم التاريخى، عبر أغانى العندليب، مثل «صورة» و«ثورتنا مصرية» و«بالأحضان» و«إحنا الشعب» وغيرها من الأغانى الأخرى.
 
ارتبط عبدالحليم حافظ بعلاقة وطيدة بقيادات ثورة يوليو، وعلى رأسهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وكان أول لقاء بينهما فى شهر نوفمبر عام 1953 بمقر مجلس قيادة الثورة، وقال العندليب عن هذا اللقاء وقتها: إنه عندما صافح عبدالناصر لأول مرة، شعر بأنه أمام شخصية جذابة جدًا، وقال لى: «أنت ابن لهذه الثورة». فقد رحل جسدا عبدالناصر وعبدالحليم، لكن تبقى ذكراهما تحيط بنا بمناسبة أو بدون مناسبة، فإن أعمالهما ستظل خالدة ومعبرة عن أحلام أبداً لا تموت، وروح لم تنفصل عن مجتمع منحهما الثقة والحب بدرجة تبدو لمن يراها من بعيد أو بشكل عابر كأنها خارج حدود المنطق، تلك هى الروح المفعمة بالقلق دائما، التى كانت تسكن جسدين واهنين وتمنحهما شعلة متوهجة بالمشاعر والأحاسيس، وبركانا كامنا ينتظر لحظات الانفجار والتوهج، فقد كان كل منهما «متمزقا.. حالما.. قلقا» فى رحلته، وكأنه يبحث عن حقيقة ما يحاول أن يدركها. الجميع من عشاق الوطن لم ينسوا ناصر وحليم، ويشعرون بأنهم كانوا بنفس ملامحهما، من طين الأرض التى تضمهما، من قلب مجتمعهما. الزعيم جمال عبدالناصر شخصية عظيمة، أجرى تغييرات فى البلد وعشقه الشعب ومازال، فهو يمثل فترة مهمة فى تاريخ العرب ككل وليس المصريين فقط، فى فترة زمنية مهمة تمتد منذ الثورة أو قبلها وحتى وفاته، فهذه الفترة كانت ثرية جداً، بها كثير من الأحداث التاريخية المهمة، التى أثرت ومازالت تؤثر فى تاريخ مصر وشعبه على مدار أكثر من ستين عاماً، لكن رغم هذا التأثير الكبير والممتد، فإن الأعمال الفنية التى تناولت السيرة الذاتية لثورة يوليو وعبدالناصر لم تكن دسمة بالقدر الكافى.
 
العندليب الأسمر الذى كان ولم يزل رأس الرمح للأغنية العربية، المهاجم والمغامر والرفيق لكل قصص الحب والعشق العربية، بل والمنادى بحرية وعزة وكرامة الأوطان العربية، فهو أصبح رمزاً خالداً، بل إنه كان صوتاً للحب والحرية، لكن لم يظهر أيضاً عمل درامى يجسد هذه الحالة التى خرجت من رحم مجتمع توحد مع جراح ناسه المشتتين على هامش الوطن، حيث اتخذ صف الناس والثورة منذ البداية، وبلور هويته الخاصة منها، ونجح فى تثبيت أحلامه وهمومه فى الوعى الإنسانى.
 
نحن فى حاجة إلى مزيد من الأعمال الوطنية، التى تناقش الفترات المهمة والتى أثرت فى تاريخ مصر وشعبها ولا يعرف عنها الناس الكثير، فننتظر ظهور أعمال درامية عن ناصر وحليم وفترة ثورة يوليو من زوايا مختلفة، لأن هذه الأعمال مهمة لا سيما حينما تكون عن فترة ذات قيمة تاريخية يلجأ إليها الناس الآن، مقابل بعض القيم الأخرى، التى لا يشعرون بها فى زمن «السوشيال ميديا»، الذى يغتال العقول ويروج شائعات ينساق وراءها الأجيال الجديدة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة