حبه للتراث الإسلامى وشغفه لقيمته التراثية، دفعه أن يكون ديكور منزله محاكيا لللطبيعة الإسلامية القديمة، الوصول إلى تلك التحف والمقاعد الخشبية التى لم تأتى عبر سنة لكنه أستمر فى تجميعها لعدة أعوام مستغلاً فرصة تواجده فى فترة الإجازة التى يقضيها فى مصر، للبحث على تلك الأشياء النادرة ليزين بها منزله بعد انتهاء رحلة عمله فى السعودية والتى بلغت أكثر من 20 عاماً.
إنه شريف ضياء القللى أحد أبناء محافظة قنا، الذى تجول فى عدة أماكن داخل مصر للبحث عن تلك الأشياء التى يعرف قيمتها هو فقط، متنقلاً فى جميع الأسواق للبحث عن التحف والنجف التى تمتاز بالطبيعة الإسلامية لشرائها وإضافة بعض التعديلات البسيطة عليها لوضعها داخل منزله، ليستكمل رحلته فى أن يكون منزله ذات طابع إسلامى فى كل محتوياته، حتى تشعر بمجرد زيارته أنك داخل متحف إسلامى.
اليوم السابع انتقلت إلى المنزل والذى يبعد مسافة 500 متر بجوار مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى، تحدث عن رحلة تكونية لمنزل يطغى عليه الطابع الإسلامى: "قائلاً أنا عملت فى السعودية باحث فى التراث الإسلامى لمدة 25 عاماً، ودفعنى عملى أن أكون عاشق للحياة الإسلامية وأن أطبق النموذج الإسلامى فى منزلى فكنت أقوم بشراء الأخشاب والمقاعد التى مصنعه بالطراز الإسلامى ولا تجد أشخاصا قادرون على تصنيعها فى الوقت الحالى لأنها صناعة يدوية، وأندثرت الآن.. رحلتى فى البحث كانت تشمل سوق القلعة والجمعة فى القاهرة، أقوم بشراء بعض الأشياء ثم أقوم بوضعها داخل مخزن.
مضيفاً: "أنا خريج كلية الأثار جامعة القاهرة، قسم إسلامى ده كان المحرك الأول فى إحساسى بقيمة التراث الإسلامى وتأثرى به، وطموحاتى زادت بعد التخرج فى أعمال البحث فحصلت على مخطوطات وكتب مهمة فى التراث الإسلامى، ذهبت إلى السعودى وعملت 20 عاماً فى المركز التراثى بالسعودية، نتج عن ذلك أن أصبحت عاشقا فى البحث الإسلامى، طغت عليا فكرة إنشاء منزل إسلامى بالطريقة الحديثة، بمعنى البحث عن المفردات الإسلامية القديمة، الموجودة فى الأبنية القديمة الموجودة فى الحسين والمناطق الإسلامية، أنشأت الشبابيك على طريقة نظام الأرابيسك، كما ساعدنى انتشار شجرة "الكزورينا" فهى ذات جودة عالية وتنتج أخشابا قوية تشابة الأخشاب الزان وسعرها رخيص فكنت أقوم بشرائها وتصنيع بعض أساس المنزل، أخذت مفردات لبعض الكتب الموجودة فى التراث الإسلامى لإنشاء تلك العناصر، فضلاً عن الابتعاد عن الأشياء الحديثة بقدر الإمكان.
وأشار: "أنا عاشق للغة العربية والأشياء القديمة دخلت عليها التحديثات حتى فى اللغة، واليوم بسبب ابتعادنا عن التراث الإسلامى القديمة، اليهود يحافظون على "البرنيطة" ويرتدونها فى كل مناسباتهم، ونحن ابتعادنا عن أصولنا القديمة ومنها الجلباب الإسلامى، أن لا أنكر التحديثات لكن يجب أن تعود إلى أصلك القديم فى مناسبات عدة ولا تنسى الأشياء التى تحكى طبيعة الإسلام، مشيراً أن الأثاث الإسلامى ساعدنى فى التخفيف من ارتفاع الحرار التى تنتشر بها محافظات الصعيد وخاصة محافظة قنا، وجميع من يأتى إلى زيارتى يتحدثون عن أنهم يشعرون بأنهم رجعوا إلى تاريخ الحضار الإسلامية القديمة، بمجرد الدخول لزيارتى، التراث الإسلامى يرفض الزينة الزائدة المفرطة التى تتم الآن فى البيوت المصرية، لأنه يعتمد فى الأثاث عن البساطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة