خبراء: يزيفون التاريخ و القرضاوي بعث فقه الفتنة والتمرد المسلح
أقام شيوخ الإخوان، حملة دعائية للدفاع عن يوسف القرضاوى رئيس ما يسمى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الكائن فى الدوحة، وعن الأمير القطرى حمد بن تميم، حيث حاولوا تصوير من وضعوا يوسف القرضاوى ضمن قائمة الإرهاب بأنهم كارهو الدين الإسلامى، بينما سعوا لتصوير تميم بن حمد بأنه الأمير العربى الوحيد الذى يناصر الأقصى، فيما فسر خبراء ومراقبون تلك الحملة بمحاولة اعتبار الإخوان تميم والقرضاوى بأنهم أولياء الله وتصوير معارضيهما بأنهم أعداء للإسلام.
البداية عندما نشر ما يسمى "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين" مقالا لجمال عبد الستار عضو الاتحاد وعضو مجلس شورى الإخوان ، يعتبر فيه من يهاجمون يوسف القرضاوى أنهم يكرهون الدين الإسلامى – على حد زعمه .
وقال عبد الستار فى مقاله:"تَصاعدتْ الحملةُ على الشيخ القرضاوي حتى وصل الأمر إلى اتهامه بالإرهاب؟! ورُبَّما كان من الطبيعي أن يتهمَهُ بذلك الصهاينةُ أو حتى الصليبيين أو العلمانيين أو الشيعة وغيرهم، إلا أنَّ العجيب أنَّ مَنْ يَتَّهِمُونَه بذلك أَنْظمةٌ تَحْكمُ بلادَ المسلمين، فماذا يَنْقِمُونَ على الشيخ ولم تكن لهم مُعاملةٌ ماديةٌ بَغَى بها عليهم؟! أو صِلاتٌ اجتماعيةٌ قَطَعَها، أو مطامعُ شخصيةٌ اكتسبها!!.
وزعم عبد الستار أن من يهاجمون القرضاوى أنَّهم يَكْرَهُونَهَ كراهتَهم للدين، زاعما أن القرضاوى نَفَخَ في الصَّحْوةِ الإسلامية ، ودفع عنها .
وشبه جمال عبد الستار يوسف القرضاوى وقيادات الإخوان بالأئمة الأربعة قائلا:" َ ضربوا الإمام أبا حنيفة النعمان وسجنوه، وَمَنْ جَرَّدُوا الإمام مالك من ملابسه وَجَلدُوا ظَهْرَه وَخَلَعُوا كَتِفَه، وَمَنْ سجنوا الإمام أحمد وجلدوا ظهره، وَمَنْ حاربوا الإمام ابن تيمية وأطالوا حبسه، وَمَنْ قتلوا عمر المختار وسيد قطب وحسن البنا وعز الدين القسام وعبد الله عزام".
من جانبه مجد، على قره داغى، الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى يترأسه يوسف القرضاوى، فى الامير القطرى تميم بن حمد الثانى، زاعما انه هو من ناصر القضية الفلسطينية متناسيا استضافة قناه الجزيرة القطرية المتحدث العسكرى للجيش الإسرائيلى خلال انتفاضة الفلسطينيين من أجل المسجد الأقصى.
وقال قره داغى فى تغريدته: "رغم الظروف الاستثنائية التى تعيشها قطر والحصار المفروض عليها واتهامها بدعم الإرهاب أصر اميرها على التضامن مع القدس والأقصى".
وفى هذا السياق قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن التنظيم يعتبر كلا من الأمير القطرى تميم بن حمد ويوسف القرضاوى بأنهم من يدافعون عن الإسلام بينما من يهاجمونهم اعداء للإسلام، فالجماعة وشيوخها يتبعون منهج التكفير لكل من ينتقد سياساتهم، ولم ينظروا إلى دعم تميم للإرهاب وسياساته التى تشكل خطرا على المنطقة.
وأضاف القيادى السابق بالإخوان لـ"اليوم السابع" أن قطر تمول شيوخ الإخوان لتشكيل دعاية لها، كما أنها هى من تصرف على اتحاد القرضاوى فمن الطبيعى أن يدافع امين اتحاد القرضاوى عن تميم رغم ظهور تميم فى خطابه مرتبكا وخائفا.
فيما اعتبر هشام النجار، الباحث الإسلامى، تشبيهات شيوخ الإخوان القرضاوى بالائمة الاربعة، بالتسطيح وتزييف فاضح للقضية وللحقائق وللتاريخ، لأن لكل عصر قضاياه وظروفه والأئمة الأربعة كانوا حريصين على وحدة الأمة ولم يفعلوا ما فعله القرضاوي من تحريض ودعوات وفتاوى للخروج والتمرد والثورات المسلحة التى نتج عنها تدمير الأوطان والجيوش العربية وانكشاف الأمة أمام أعدائها.
وأضاف النجار: لم يقل الأئمة الأربعة بما قال به القرضاوي بأن حلف الناتو الذي دمر سوريا وليبيا بمثابة حلف الفضول الذي مدحه الرسول، ولم يتحالف الأئمة الأربعة أو أحدهم مع قوى طامعة توسعية سعت لاختراق الامة والهيمنة على دولها كما فعل القرضاوي، ولم يقدم الأئمة الاربعة مصلحة جماعة أو تنظيم على مصلحة الأمة والأوطان كما فعل القرضاوي الذي قدم مصلحة جماعة الاخوان على مصالح الأمة العربية وأوطانها.
واستطرد: التاريخ يقول إن الامام مالك ابن أنس وهو أحد هؤلاء الأئمة الأربعة رفض دعوات محمد النفس الزكية للخروج والتمرد على الدولة في عهد أبى جعفر المنصور ورفض الانضمام لهذا التيار الذي كان يتحجج ببعض المظالم وبأن العباسيين أخذوا البيعة بالاكراه، وقدم الإمام مالك مصلحة استقرار الوطن وامنه ووحدته حتى لا تؤدى الفتن الداخلية لانكشافه أمام أعدائه وانحاز واصطف مع الدولة في مواجهة دعوات التمرد والخروج المسلح، وما فعله القرضاوي ومن معه عكس ذلك تماما فهو يخالف منهج الأئمة الأربعة وعلماء المسلمين الثقات في تفويت المصالح المتوهمة الخيالية درءًا للمفاسد الكبرى المحققة وفي تقديم مصلحة الأمة على مصالح الجماعات.
وأوضح أن القرضاوي بعث فقه الفتنة والتمرد المسلح واشاعة الفوضى الذي تصدى له الائمة الأربعة الذين تحملوا ايذاء بعض الحكام في بعض المسائل الخلافية التى عبروا فيها عن مواقفهم بصراحة وشجاعة، لكن هذا الخلاف لم يدفعهم للتحريض على الخروج والثورة المسلحة وقلب انظمة الحكم بالقوة ، ومنهج الائمة الاربعة هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ما أمر به فكيف يشبه أحدهم القرضاوى بالائمة الأربعة ؟ وهل يظن عبد الستار الناس جميعا اعضاءً في جماعته سيقولون له آمين وسمعًا وطاعة وفتح الله عليك؟ وهل يعتقد أن أحدًا لا يعرف التاريخ وأن تزييفه سيفضح ؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة