فرضت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عقوبات على 13 مسؤولا كبيرا فى فنزويلا فى الوقت الذى بدأت فيه المعارضة فى البلاد اليوم الأربعاء إضرابا عاما لمدة يومين فى مسعى للضغط على الرئيس نيكولاس مادورو للتخلى عن انتخاب جمعية تأسيسية.
وقالت السلطات إن اشتباكات اندلعت فى بعض المناطق حيث قتل شخص يبلغ من العمر 30 عاما فى احتجاج بولاية ميريدا الجبلية.
واستهدفت الولايات المتحدة قادة الجيش والشرطة ومدير لجنة الانتخابات ونائب رئيس شركة النفط المملوكة للدولة بسبب مزاعم فساد وانتهاك حقوق الإنسان.
وتجنب ترامب حتى الآن فرض عقوبات أوسع على قطاع النفط الحيوى فى فنزويلا رغم أن مثل تلك الإجراءات قيد النقاش.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الهدف من العقوبات الفردية أن تظهر لمادورو أن واشنطن ستنفذ تهديدها باتخاذ "إجراءات اقتصادية قوية وسريعة" إذا مضى قدما فى إجراء انتخابات يوم الأحد التى يقول منتقدوه إنها سترسخ حكم الفرد.
ومنذ فجر اليوم تجمع البعض فى أجزاء من كراكاس لإغلاق الشوارع بالقمامة والحجارة والشرائط فى حين واصلت المقاهى الإغلاق. لكن ما زال بالشوارع أناس قرروا الذهاب لأعمالهم.
وقالت كليتسى خافيير (45 عاما) "هذا هو السبيل الوحيد لإظهار أننا لسنا مع مادورو. هم قلة لكنهم يملكون السلاح والمال".
غير أن عدد المشاركين فى الإضراب بدا أقل إجمالا مقارنة مع الملايين الذين شاركوا فى إضراب لمدة 24 ساعة الأسبوع الماضى عندما قتل خمسة أشخاص فى اشتباكات.
وتصف المعارضة الجمعية التأسيسية التى يريد مادورو تشكيلها بأنها مهزلة تهدف بوضوح إلى إبقائه فى السلطة.
ويصر مادورو، الذى يصف نفسه بأنه "ابن تشافيز" ورافع لواء مشروع "اشتراكية القرن الحادى والعشرين"، على إجراء التصويت على الجمعية التأسيسية الجديدة يوم الأحد رغم الضغط المتزايد بالداخل والخارج بما فى ذلك تهديد بعقوبات اقتصادية أمريكية.
ويقول مادورو (54 عاما) إن انتخاب جمعية تأسيسية مؤلفة من 545 مقعدا يهدف إلى وضع السلطة فى يد المواطن العادي. وسيحق للجمعية إعادة كتابة الدستور وحل الهيئة التشريعية الحالية التى تقودها المعارضة.
وقال مادورو لأنصاره فى وقت متأخر الليلة الماضية عن التصويت الذى ستقاطعه المعارضة "سنختار بين الحرب والسلام.. المستقبل والماضي.. سيادة الشعب وانقلاب الأقلية الإمبريالي".
وعملت الشركات المملوكة للدولة، بما فى ذلك شركة النفط الفنزويلية (بي.دي.في.إس.إيه) والتى تدر 95 % من عائدات صادرات النفط فى البلاد، كالمعتاد اليوم الأربعاء. وقال موظفون بالقطاع العام، الذين يبلغ عددهم 2.8 مليون موظف، إن لديهم تعليمات صارمة بعدم التغيب عن العمل.
وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم إن الأفراد الذين تستهدفهم العقوبات متهمون بدعم حملة مادورو القمعية والنيل من المؤسسات الديمقراطية وإن من الممكن فرض عقوبات على آخرين.
وتشمل العقوبات الأمريكية تجميد الأصول المملوكة لهم فى الولايات المتحدة وحظر سفرهم إليها ومنع الأمريكيين من الدخول فى أى تعاملات تجارية معهم.
