إسقاط الدولة المصرية كان ومازال هدفا تسعى له دول وجماعات إقليمية، ترى أن وجود مصر المستقرة والقوية تهديد لوجودها، فعملت على استخدام كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة لتحقيق هدفهم بإسقاط مصر وإغراقها فى دوامة العنف والتطرف والجهل والتبعية.
القصة ليست وليدة اليوم، بل نعيشها منذ سنوات، لكن زادت وتيرتها الأعوام الثلاثة الماضية، خاصة حينما استطاع المصريون أن يتحدوا الجميع، ويعيدوا بلدهم من الجماعة الإرهابية التى أرادت اختطافها لصالح دول وقوى إقليمية ودولية، أرادت أن تكون مصر تابعة لها، لذلك رأينا بعد 30 يونيو 2013 الغضب يتملك من أنفقوا مليارات الدولارات لإسقاط مصر.
غضبوا لأن المصريين انتفضوا على كل مخططاتهم القذرة، واستطاعوا استرداد بلدهم وكرامتهم، لكن أبت هذه الدول أن تستسلم فزادت من الأموال المدفوعة لجماعات وأشخاص يعملون فى الداخل والخارج لتدمير مصر، وزعزعة ثقة المصريين فى أنفسهم وفى مؤسسات الدولة الوطنية.
تحدثنا كثيرا عن حروب الجيل الثالث والرابع، وكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعى كمنصة للهدم، ولم يصدقنا أحد، إلى أن ظهرت الحقيقة أمام الجميع، حينما تابعوا بأنفسهم كيف تحولت وسائل التواصل الاجتماعى إلى أداة لهدم شخصية المواطن المصرى، ومحاولة ضرب العلاقة الوثيقة بين المصريين وجيشهم الوطنى، بدءا من ترويج شعارات إخوانية تم الاتفاق عليها والإعداد لها من جانب مخابرات دول إقليمية، وتحديدا المخابرات القطرية والتركية، وكلها شعارات تسعى إلى هدم الثقة بين الشعب والجيش.
لكن فشلت هذه المحاولة الخبيثة، وأظهر المصريون معدنهم الأصيل وثقتهم القوية، التى لا حدود لها فى جيشهم ورجال قواتنا المسلحة، فكانت الخطة البديلة فى الاستعانة بمن يسمون أنفسهم النشطاء، خاصة من عرضوا أنفسهم للبيع لمن يدفع أكثر، فظهرت التويتات والبوستات المأجورة، وبالتوازى مع ذلك، نشط الإرهابيون مستهدفين رجال الشرطة والقوات المسلحة، ورسالتهم واضحة، أن مصر غير آمنة، لكن مرة أخرى أعطى المصريون لهؤلاء الخونة درسا فى الوطنية، حينما خرجوا لمنح التفويض للرئيس عبدالفتاح السيسى وللجيش المصرى للقضاء على قوى الإرهاب والتطرف.
القصة لن تنتهى وستظل مصر مستهدفة، مادام المصريون أثبتوا قدرتهم على تحدى قوى الظلام، وأيضا وقوفهم خلف القيادة السياسية، وهو ما أغاظ حزب كارهى مصر فى الداخل والخارج.
ولا تتعجب حينما أقول إن هناك حزبا لكارهى مصر يعيشون بيننا، فهؤلاء موجودون ويعملون على تنفيذ كل المخططات الخارجية لضرب مصر، فهم فى النهاية لا تعنيهم الدولة بقدر سعيهم لجمع أكبر قدر من الأموال الحرام.
هناك كثيرون سعوا لكى تصبح مصر دولة فاشلة، كما حدث فى ليبيا وسوريا واليمن، وغيرها من الدول التى وقعت فريسة لمحاولات التخريب الممنهجة والمستمرة من الخارج بمعاونة خونة فى الداخل، لكن مصر نجت من هذا السيناريو بفضل حكمة ووطنية المصريين، وأيضا تماسك مؤسسات الدولة وقدرتها على أن تجمع المصريين على هدف واحد، وهو إعادة بناء الدولة من جديد، وهو الهدف الذى وضعه الرئيس السيسى نصب أعينه، ليس فقط منذ توليه مسؤولية الحكم قبل ثلاثة أعوام، وإنما قبل ذلك بكثير، فكل الشهادات تؤكد أن السيسى حتى خلال ثورة 25 يناير كان يركز على ألا تقع الدولة فى خندق الفوضى، ربما لأنه كان يرى ما كان يحاك للدولة من مؤامرات، حينما كان يتولى إدارة المخابرات الحربية، وبعد أن أصبح وزيرا للدفاع.
وهذا ما جعل المصريون يمنحونه ثقتهم، لأنه وقف بقوة أمام هذه المحاولات وتصدى لها، واستطاع فى 30 يونيو 2013 ومعه كل قيادات القوات المسلحة الوطنيين أن ينجى مصر من المصير الأسود، بل أستطيع القول إنه وضع روحه هو وقيادات الجيش على أكفهم، حينما انحازوا لإرادة المصريين الرافضة لحكم الجماعة الإرهابية، وتحقق لثورة 30 يونيو النجاح، واستطاع أن يعبر بمصر إلى بر الأمان.
لكن المخطط لايزال قائما، خاصة من القوى الإقليمية التى لا هدف لها إلا مصر، تحديدا بعدما استطاعت مصر 30 يونيو أن تنزع الغطاء عن الإرهابيين والقتلة ومن يمولونهم وخططهم ليس فى مصر وحدها، وإنما فى كل المنطقة العربية، التى وصلت إلى تعرية النظام القطرى الإرهابى وفضح كل مخططاته.
استطاعت مصر أن تقف بكل قوة أمام مخططات الاستهداف الداخلية والخارجية، وستواصل العمل ليس فقط من أجل أن تبقى، لكن من أجل أن تبقى الدول العربية قوية وفى مأمن من قوى التخريب والتدمير، لكن يبقى الرهان الحقيقى على شخصية المواطن المصرى القوية، التى تحملت كل الصعاب ولا تزال تتحمل، فرغم كل الصعاب والأزمات السياسية والاقتصادية، بقى المصرى صامدا خلف رئيسه، لأنه يؤمن بصدق ما يقوله ويفعله، حتى وإن كانت لبعض القرارات تأثير مباشر أو غير مباشر على حياة بعض المصريين، لكنهم تحملوا لإدراكهم أن بناء الدولة هدف صعب، لكننا فى حاجة له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة