"اذهب من حيث أتيت" كانت هذه رسالة المملكة العربية السعودية التى تمثل أحد أهم أركان الرباعى العربى المواجه لإرهاب قطر للرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعد زيارته للمملكة يوم الأحد الماضى فى إطار جولة خليجية له للعب دور الوساطة بين الرباعى العربى المواجه لإرهاب قطر فى المنطقة.
فلم يطرأ أى جديد على موقف الدول الأربع، بل زادت من اصرارها على التمسك بموقفها فى مواجهة إرهاب أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى، وظهر هذا جليا على وجه "تميم"، حيث ظهرت علامات القلق والريبة خلال اللقاء الذى جمعه بأردوغان فى الدوحة يوم الاثنين الماضى لعله يجد مخرجا من المأزق الذى وضعه لنفسه وللقطريين.
وحفاظا على ماء الوجه خرجت الرئاسة التركية بيان أجوف يختصر الزيارة فى جملة واحدة وهى أن أردوغان اتفق مع الزعماء الذين التقاهم فى جولته الخليجية على ضرورة استمرار مبادرة الكويت، فى حين كانت الأزمة فى سوريا والعراق أساس النقاش مع الزعماء فى الخليج.
ومن جانبها وصفت مصادر رفيعة المستوى فى المعارضة التركية زيارة الرئيس التركى للخليج بأنها بمثابة جولة سياحية، لكونها لم يكن لها أى مردود سياسى أو دبلوماسى ولم يشعر بها أحد، واصفة أردوغان بأنه "منزوع للثقل الدبلوماسى".
وأوضحت المصادر لـ"اليوم السابع" أنه غير مستبعد على الإطلاق أن يحصل "أردوغان" من تميم على مصاريف جولته الخليجية التى فشلت من أمير قطر الذى قابله أول أمس فى الدوحة.
وأشارت المصادر إلى أن الرباعى العربى اعتبر تركيا طرفا فى المشكلة لكونه رفض إغلاق القاعدة العسكرية التركية فى الدوحة، التى هى فى الأساس من ضمن بنود المطالب التى تقدمت بها الدول المواجه لإرهاب تميم.
وأكدت المصادر أن أردوغان يريد استثمار الأزمة الخليجية فى النهوض باقتصاد تركيا الذى يعانى من تراجع ملحوظ فى السنوات الأخيرة، وذلك لكون تركيا باتت الباب اليتيم لقطر بعد الأزمة وبدأت تستقبل مشاريع استثمارية ضخمة، مستدلين على ذلك بارتفاع حجم التبادل التجارى بين البلدين بحوالى 50% بعد الأزمة فقط.
ومن جانبه علق وزير الدولة الإماراتى للشؤون الخارجية، أنور قرقاش أن الجولة الخليجية التى قام أردوغان، لا تحمل شيئاً جديدا والموقف المتسرع لبلاده جعل الحياد أفضل خيارات أنقرة.
وقالت صحيفة الجزيرة السعودية فى تقرير لها أن مساعى تركيا لحل الأزمة القطرية لن تلقى ردا مغايرا لما تلقته واشنطن ولندن وباريس وبرلين، وأضافت أنه لم تلُح فى الأفق بوادر لنجاح جهود تركيا تقود لانفراج الأزمة دون التزام الدوحة بمطالب الرباعية العربية.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا أقرب إلى الموقف القطرى، وتحاول القيام بدور الوسيط فى الأزمة، واعتبرت أن الدبلوماسية التركية ذات مواقف متغيرة تجاه الأزمة، وأنها ليست بذات الثقل لنظيرتها الأمريكية أو البريطانية أو الفرنسية أو الألمانية، فليس من المنتظر أن تلقى مساعيها ردا مغايرا لما تلقته واشنطن ولندن وباريس وبرلين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة