أصدرت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق برئاسة الدكتور أحمد الشوكى كتاب " الاحتجاج والعنف والثورة.. العنف الاجتماعى فى مصر العثمانية" من تأليف الدكتور عبد الحميد سليمان.
يتناول الكتاب الصادر عن مركز تاريخ مصر المعاصر التابع لدار الكتب الأحوال الاجتماعية فى مصر تحت وطأة الاحتلال العثمانى، واعتمد المؤلف فى توثيقه لمسارات الثورة والعنف آنذاك على وثائق المحاكم الشرعية ومحافظ الدشت وسجلات الديوان العالى وإسقاطات القرى ونحوها.
واستعرض الكتاب صراع المصريين مع السلطة ومع بعضهم البعض، من أجل الحفاظ على مجرد الحياة، لعلنا نعيد النظر فيما هو شائع عن خنوع المصريين، وذلك من خلال جولة توثق الحياة خارج القاهرة فى الأقاليم والقرى، نكتشف من خلالها بطولة الفلاح المصرى فى مواجهة الظلم.
وقد قدم لنا المؤلف دراسة تاريخية لظاهرة العنف فى العلاقات بين قرى الدلتا، وخلص إلى أن تلك الظاهرة قد خفت كثيرًا فى بدايات القرن السابع عشر، ولكنها لم تلبث أن تزايدت خلال بقية هذا القرن، وقد ربط ذلك بالأوضاع السياسية فى مصر والصراع على السلطة، وقد نتج عن ذلك اعتماد الفلاحين على قواهم الذاتية للدفاع عن مصالحهم، كما ظهرت طبيعة نظام الالتزام وعلاقة الملتزمين ونوابهم بالفلاحين كسبب مهم من أسباب الصراع والعنف.
وفى تلك الظروف تنامى دور النخب المحلية بما امتلكته من أوضاع اقتصادية مميزة بالإضافة إلى تميزها العرقى المستند إلى أصول قبلية أو عائلي، أو تستند إلى شغلها مناصب إدارية، سواء فى مناصب الالتزام أو شياخة القرى، أو مشايخ العربان ووكلاء القرى.
كما رصد الكتاب تفشى ظاهرة "عسكرة الفلاحين والعربان" بعد تزايد اقتناء السلاح والخيل وهو ما دعا الإدارة إلى شن حملات لنزع السلاح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة