بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع وزراء الخارجية العرب فى القاهرة لبحث التصعيد الإسرائيلى الأخير فى مدينة القدس المحتلة وإجراءات الاحتلال التى تمنع الفلسطينيين من ممارسة شعائرهم الدينية، صعد جنود الاحتلال الاسرائيلى من الإجراءات المتخذة ضد أبناء مدينة القدس المحتلة، وخارج أسوار المسجد الأقصى المبارك، ومنع من تقل أعمارهم عن 50 عامًا من الصلاة فى المسجد الأقصى المبارك.
وشددت إسرائيل من إجراءاتها الأمنية داخل ساحات الأقصى وخارج البوابات الرئيسية، اليوم الجمعة، بوضع حواجز حول المسجد وعلى مداخل مدينة القدس، وفرقت فرقة تابعة للجيش الإسرائيلى عدد من المصلين أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك، وأعلن الهلال الأحمر الفلسطينى إصابة 40 فلسطينيًا فى المواجهات مع جنود الاحتلال الإسرائيلى، مشيرًا إلى لنقل معظم الحالات إلى مستشفى المقاصد بالقدس لتلقى العلاج، وتتزامن هذه الإصابات مع مواجهات أخرى فى الضفة الغربية.
وأكدت تقارير إعلامية، استشهاد فلسطينى، حيث أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلى النار عليه، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن عند مستوطنة جنوبى بيت لحم فى الضفة الغربية المحتلة.
وبدورها، منعت الشرطة الإسرائيلية عضو الكنيست من القائمة العربية المشتركة "حنين زعبى" من دخول المسجد الأقصى المبارك.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلى، أن قائد عام الشرطة اللواء رونى الشيخ أقال وبشكل مفاجىء اليوم الجمعة ارييه عميت الذى يشغل منصب مساعد قائد الشرطة على خلفية التوتر في القدس المحتلة.
واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلى، بعد انتهاء صلاة الجمعة، على المصلين فى عدة مناطق بالضفة الغربية والقدس المحتلة.
وقالت مصادر محلية، إن مواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال، والمصلين، عقب انتهاء صلاة الجمعة، فى منطقة وادى الجوز، بالقدس، حيث تم منعهم من الوصول فى المسجد الأقصى، كما تم منع المصلين من العبور من معبر قلنديا، وهو المعبر الرئيسى الواصل بين القدس وباقى مدن الضفة.
وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال اعتدت على المصلين فى بيت لحم، عند المدخل الشمالى للمدينة بالمياة العادمة، وتم إلقاء قنابل الغاز، والذى أدى إلى وقوع عدد من الاصابات اختناقًا بالغاز، كما وقعت مواجهات عند باب الزاوية وسط مدينة الخليل.
وفى شمال قطاع غزة، انطلقت مسيرات حاشدة نصرة للمسجد الأقصى، ورفعت شعارات النصر، ولافتات مكتوب عليها "نفديك يا أقصى".
واحتشد عشرات الآلاف من المصلين حول البوابات، وسط استنفار من جانب الهلال الأحمر الفلسطينى والذى دفع بأكثر من 200 عربة إسعاف إلى المنطقة.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى تمنع جميع الفلسطينيين دون استثناء من العبور إلى القدس عبر حاجز قلنديا.
وأعلن تليفزيون فلسطين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى نصبت حواجز ومتاريس حديدية فى باب الساهرة وباب العامود، بمدينة القدس المحتلة.
وفى السياق نفسه، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى نحو 120 معتكفًا بالمسجد الأقصى المبارك، وأصابت عشرات المصلين، بينهم 15 إصابة بأعيرة مطاطية فى الرأس بين المصلين، و6 مسعفين، وذلك خلالها اقتحامها الواسع عند منتصف الليلة الماضية للمسجد الأقصى، من باب المغاربة، وفق إحصائيات مقدسية.
وذكرت تقارير إعلامية فلسطينية، أن قوات الاحتلال شرعت فور اقتحامها الأقصى بإطلاق القنابل الصوتية الحارقة والارتجاجية والغازية السّامة والأعيرة النارية بهدف طرد المصلين، قبل أن تفرض حصارًا محكمًا على المُصلى القبلى بهدف إخراج المعتكفين، واعتقلت منهم نحو 120 مصليًا منهم اثنان من حراس المسجد هما: خالد شراونة، ولؤى القواسمى، ونقلتهم بواسطة حافلات عسكرية من باحة حائط البراق إلى مراكز اعتقال وتحقيق فى القدس المحتلة.
وحسب جمعية المسعفين المقدسيين؛ فقد رفض جنود الاحتلال الإسرائيلى دخولهم وغيرهم من المسعفين إلى الأقصى رغم وجود أكثر من حالة خطرة، لافتة إلى أن إصابتين أخليتا وُصفتا بالخطيرة، من باب المغاربة عن طريق سيارة إسعاف تابعة للاحتلال.
فيما قالت المرجعيات الدينية فى القدس، إنها ستعقد الآن اجتماعًا للبحث والتشاور فى كيفية التعامل مع إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلى القمعية بحق المقدسيين، بحسب تقارير إعلامية فلسطينية.
ووفقًا للمرجعيات، فقد لوّحت بالعودة إلى الصلاة فى شوارع وأزقة البلدة القديمة، احتجاجًا على ممارسات الاحتلال الإسرائيلى، وبالتالى عودة الوضع لما كان عليه.
وقال مدير الوعظ والإرشاد فى الأقصى، الشيخ رائد دعنا، فى تصريحات صحفية، أنه فى حال تواصلت إجراءات الاحتلال الإسرائيلى هذه "فإننا سنعود إلى الشارع والصلاة مع الجمهور".
بدوره، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسوانى: "سنواصل اعتصامنا حتى يتم فتح جميع الأبواب، ويتمكن جميع المواطنين من دخول المسجد الأقصى".
واعتبر الكسوانى، أن اعتداءات الاحتلال على المواطنين فى المسجد الأقصى يدلل على تخبطه.
من جانبه، أكد محافظ القدس عدنان الحسينى فى تصريح صحفى، أن عدد المصلين الذين تواجدوا داخل المسجد الأقصى، والذين سمح لهم بدخوله بلغ 10 آلاف مصل، لافتاً إلى أن هناك الآلاف من المصلين، أدوا صلاة الجمعة خارج المسجد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة