تعد الرديسية بمركز إدفو شمال شرق محافظة أسوان، أشهر مناطق الجمهورية فى إنتاج الحناء المصرية، حيث تضم مدينة الرديسية مطاحن الحناء، كما يوجد بها كبار مزارعى وتجار الجملة والصنايعية المهرة المتخصصين فى الطحن والإنتاج.
كما تغذى مدينة الرديسية السوق المحلى المصرى بالكامل بمحصول الحناء، ومن الرديسية يتم أيضا تصدير الإنتاج لكافة دول العالم، لما اتسم به المنتج من جودة عالية، مما أكسبها شهرة كبيرة.
يقول المهندس "محمد فتحى الشيمى" مدير أحد مطاحن الحناء بمدينة الرديسية لـ"اليوم السابع" إن نبات الحناء يزرع فى مصر منذ عهد المصريين القدماء، ولكن منذ نهاية الستينيات من القرن الماضى أصبح محصول الحناء هو المحصول الرئيسى والرسمى للرديسية، ويرجع ذلك لجودة ووفرته والخبرة فى زراعته، لتصبح بذلك الرديسية أكبر منتج للحناء، كما يوجد بالمدينة حاليا عدد من تجار الجملة والمطاحن لتصبح المدينة مقصد لكل مشترى للحناء، لافتا أن الحناء المصرية التى ينتجها أبناء مدينة الرديسية غزت أسواق الخليج العربى ودول أوربا وكافة دول العالم وتعتبر السعودية وألمانيا أكبر مستوردين.
وأكد الشيمى أن المستوردين يضعون عدة اشتراطات فى المنتج النهائى وهى بالفعل متوفرة فى الحناء المصرية التى تزرع وتنتج فى الرديسية سواء للتصدير أو للسوق المحلى، حيث إن المنتج نقى بدون أى إضافات ومنتج طبيعى بدون ملوثات وعالى الجودة حيث يقوم المستوردون بتحليل عينات من المنتج قبل التصدير بمعامل وزارة الزراعة بالقاهرة.
وأضاف أن أولى مراحل الإنتاج تبدأ بمرحلة الزراعة، حيث هناك تنسيق بين مزارعى الرديسية وتجار الجملة حيث يقوم التجار بتمويل زراعة محصول الحناء وهذه العملية تشبه السلف الزراعية لمزارعى القصب ولكن بدون فوائد، وتزرع الحناء فى مساحات شاسعة، وتستغرق مدة زراعتها حوالى 6 شهور تقريبا حتى يتم حصاد محصول الحناء، وبعد ذلك تبدأ عملية تجفيف المحصول وتستغرق من أربعة لعشرة أيام ثم الطحن والتعبئة و تتم عملية الطحن بماكينات خاصة تصنع محليا.
وأضاف الشيمى أن أهم استخدامات الحناء المصرية فى دخولها فى مستحضرات التجميل والأدوية، مشيرا إلى أن الحناء النوبى هى نوع من الحناء المصرى ولكن توضع لها إضافات مثل المحلب وماء الأكسجين وغيرها من الإضافات.
وأضاف المهندس"محمد فتحى الشيمى" أنه من حطب الحناء تصنع السلال و المنشآت والفواصل والمظلات التى تستخدم فى القرى السياحية ولكن تجرى عملية تصنيع هذه المنتجات فى ورش متخصصة لهذه الأغراض و يوجد منها فى مدينة الرديسية وكما تنتشر هذه الورش فى العديد من محافظات الوجه البحرى حيث يتم الاعتماد على حطب الحناء المزروعة بمدينة الرديسية.
وكشف الشيمى أن ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية وقلة العمالة أبرز المعوقات التى تواجههم فى عملية الإنتاج، مناشدا الحكومة بدعم الأسمدة المصروفة لمزارعى محصول الحناء المصرية بالرديسية أسوة بمزارعى محصول قصب السكر.
أشهر-مطاحن-للحناء-بمصر-(7)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة