يمر فريق نادى الزمالك لكرة القدم هذا العام بسنة كبيسة، ورغم ذلك يصر مشجعوه على قول كلمتهم المهمة جدا «سنظل أوفياء».. فما الذى تعنيه هذا الجملة؟
هذه الجملة المهمة التى تحولت إلى أيقونة تعبر عن مشجعى هذا الفريق الكبير لها دلالتان، واحدة سلبية وأخرى إيجابية، السلبية تتعلق بالفريق والإيجابية تتعلق بالمشجعين، والوفاء يعنى اتفاق الطرفين على عهد ما لا ينقضونه، والعهد هنا أن يكون على الفريق الفوز وتقديم كرة جميلة وتحقيق بطولات، وعلى الطرف الآخر دعم الفريق معنويا بتشجيعه والسعى خلفه فى كل مكان لرفع همته وروحه المعنوية التى تساعده على تحقيق ذلك الفوز، وتوفير الجو العام المناسب للانتصار.. فهل حدث ذلك؟
نعم حدث ذلك من قبل فى سنوات كثيرة كان الزمالك يقدم مدرسة الفن والهندسة فى الكرة، وكان مستقرا فنيا، حتى فى السنوات التى حصل فيها المنافس التقليدى الأهلى على بطولة الدورى لسنوات متتالية كان الزمالك أيضا محافظا على مستوى فنى عالٍ لا يتراجع بحدة وكان يحتفظ بالمركز الثانى مما يؤكد أن منافسة شرسة كانت تسود الموسم الكروى، لكن ذلك لم يعد موجودا.
ولو توقفنا عند الموسم الأخير سنجد نادى الزمالك خرج من بطولة الدورى محتلا المركز الثالث بفارق 18 نقطة عن النادى الأهلى حامل اللقب، وكذلك خرج من بطولة أفريقيا ومن بطولة العرب مبكرا، وهذا يؤكد أن هناك شيئا ما غائبا عن الفريق، هذا الشىء هو الرغبة الحقيقية فى الفوز، ولا نعرف لماذا انطفأت الروح القتالية التى كانت تسود الفريق فى معظم فتراته، ولماذا استسلم اللاعبون والمدربون إلى الترتيب المتراجع ولم تعد المنافسة على القمة هى الأهم لديه، حتى أنهم صاروا يختصرون كلمة القمة فى مباراتهم مع النادى الأهلى.
أما الجماهير فعلى مر التاريخ لم تخذل فريقها أبدا، لا فى لحظات الانتصار ولا فى لحظات الهزيمة، فظلت على العهد أوفياء فى كل المواقف كانت مع الفريق تفرح لفرحه وتتحمل حزنه وسقطاته، تحب لاعبيه وتدللهم وتدافع عنهم طوال الوقت، كما أنها تتحمل تكلفة ذلك سواء السفر إلى محافظات مصر المختلفة أو فى الدول الأفريقية والعربية.
والذى نفهمه من ذلك أن هناك من أخل بالعهد بين الفريق والجمهور وهناك من صانه، الفريق أخل ولم يعد يفكر فى إسعاد جماهيره، فى حين أن الجماهير قالت كلمتها الخالدة «سنظل أوفياء».
لكن أين يكمن الخطر؟ يكمن الخطر فى الأجيال المقبلة التى حتما سوف تتأثر كثيرا بما يحدث، ولو ظل الزمالك يقدم نفسه بهذه الصورة سوف ينشأ محبو كرة لا يعرفون عن الفارس الأبيض سوى أن ترتيبه متأخر وأنه لا يحقق بطولات وأنه يعيش عالما من المشكلات والذكريات الجميلة وحينها لن يقولوا سنظل أوفياء، وينقطع العهد بين الجمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة