فى نوبة من الصراحة، أو خلال التنافس حول كشف الفضائح خلال الأزمة الداخلية للجماعة، لتكشف كواليس الداخلية للأخطاء والفضائح التى تتسم بها جماعة الإخوان وحلفاؤها، وكشف خبايا وأسرار حاول التنظيم إخفاءها، إلا أن الخلافات الداخلية للتنظيم وتحالفه فضحتها علانية.
أخطاء وفضائح عديدة، كانت بمثابة الزلزال الذى فضح التنظيم كشف فيه عمليات سرقة ونصب واحتيال وفساد منهج، واختلال عقلى، آخرها ما كشفه هيثم أبو خليل، أحد حلفاء الإخوان فى الخارج، ومقدم أحد البرامج بقنوات الإخوان فى تركيا، الذى قال فى بيان له: "فى لحظة صراحة أقول المعضلة الأساسية عند بعض المنتسبين للحركات الإسلامية هي النظرة الفوقية والتعالي على باقي البشر".
وقال أبو خليل فى بيانه: "للأسف خطأ فاضح وكارثي ويجرح في العقيدة أن تزدري الآخر كونه ليس على خطاك أو ضمن اتجاهك الفكري والأيديولوجي وتتحرك كونك الأخ الأكبر وأنك الأكثر فهما، والأكثر صلاحا، والأكثر تضحية، والأكثر عددا، والمنزه عن كل خطأ وعيب وأنك لا تخطئ أبدا!، حتي ولو قيل من البعض أننا أخطأنا فهذا على سبيل المرواغة والفكاكة والدهاء السياسي غير الموجود أصلا!.
وتابع أبو خليل: "دائما ينظر هؤلاء لأخطاء غيرهم، دائما يحصرون ويحاصرون ويذاكرون كل سقطة ولاقطة للغير ولا يتذكرون أخطائهم ومصائبهم أبدا، ويقولون انشغل وابكي على خطيئتك وهي لاتتجاوز حناجرهم فلديهم قناعة تامة أنهم ليسوا المقصودين بمثل هذه النصائح، ويجن جنونهم لو خالفتهم ونقدتهم وهجوتهم ويتخلوا عن تدينهم لينقلب لتدني يتجاوز أحيانا أساليب أحط البلطجية وقطاع الطرق بل يبدعون في محاربتك بكل وسيلة حتي لو كانت محاربة في الأرزاق فهم يظنون أنهم يتقربون إلى الله بالفتك بك بل بتحطيمك، ويا ويل من يختلف معهم من بينهم !! .
واستطرد هيثم أبو خليل موجها رسالته لقيادات الإخوان: ينسون في ليلة وضحاها أخوة استمرت سنوات ورقائق كانت تردد في الخلوات عن إذا عز أخاك فهن ! لديهم مهارة مرعبة في اللعب بالنصوص وليّ الحقائق وإرهاب دعاة الإنصاف والتغيير فالإجابات جاهزة ووسائل الطرمخة والتشويش على أي إصلاح موجودة وحاضرة، لا يعرفون من أقوال الصحابة والخلفاء الراشدين إلا عبارة : ليس كل ما يعرف يقال.
وأكد أبو خليل أن قيادات الإخوان تحتاج لعلاج نفسى قائلا: "هؤلاء يحتاجون لعلاج نفسي مكثف ثم دورات تعليمية في كل مناحي الحياة لأنهم بالفعل لديهم مشكلة عويصة خلفتها الحاضنة المغلقة عليهم والتي شوهت بصورة غير طبيعية نفسية كثير منهم وجعلتهم في عالم آخر غير عالمنا ".
هذه الاعترافات سبقها اعترافات أيضا لقيادات إخوانية ومن تحالف الإخوان، لعل أبرزها ما خرج من القيادى الإخوانى عز الدين دويدار، الذى كشف عمليات سرقة لقيادات الإخوان حول اشتراكات الأعضاء فى الخليج، كاشفا أن الجماعة استغلت تلك الاشتراكات لتمويل قنوات الجماعة بينما القنوات تعانى من أزمة تمويل كبيرة، ووصل نسبة الاستيلاء على الأموال إلى 250 مليون دولار.
كما سبقها اعتراف خطير لعاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية العضو فى تحالف دعم الإخوان، عندما كشف فساد منهج الإخوان، اعتبارها الجماعة هى الدين والرسول، بعدما شن هجوما عنيفا على الإخوان، واصفا إياهم بتفضيل مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن، وقال عاصم عبد الماجد : "أما الإخوان فعين على الثورة وعين على الجماعة، ولو تعارضت الثورة كما يرونها مع الجماعة كما يتصورونها فالجماعة أولى بالمراعاة عندهم، فالجماعة عندهم رغم أنه يسوسها بشر يخطئون ويصيبون هى الدين والدنيا والقرآن والرسول والسنة والدولة والثورة والحق والخير والجمال".
وتعليقا على تلك الاعترافات، يقول طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن اعترافات هيثم أبو خليل، تؤكد أن قيادات الإخوان التي فشلت أولا في إدارة مؤسسات الحكم والتي فشلت ثانية في إدارة الأزمة قبل 30 يونيو، والتي فشلت أيضا في إدارة الأزمة بعد 30 يونيو وصارعت من أجل البقاء في المناصب الدعوية عليها أن ترحل غير مأسوف عليها فهي المتسبب الأول والأخير في ما حل بالإخوان.
ويضيف القيادى السابق بالإخوان، لـ"اليوم السابع" أن الجماعة في رأيه فشلوا إلى الآن في إعادة مرسى أو في إخراج المسجونين من السجون وفشلوا في أي عمل فعليهم أن يتوقفوا عن إدارة الجماعة، وهو أيضا يرى أن الصف الإخواني والتكبر ملازمين للإخوة المسئولين، وعدم تقبل النقد أو السماح به يجعل الجماعة وكأنها معصومة ويجعل الأفراد خصوصا القادة منزهين عن الخطأ.
بدوره يقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن ما تقوله قيادات وحلفاء الإخوان من فضائح للجماعة هو أمر معروف عن الجماعة التى ليس فيها اعتدال وتطرف إنما تطرف وتكفير وغلو واستعلاء وتكبر فقط والجماعة على مختلف مراحلها منذ تأسيسها تزعم احتكار الحقيقة وامتلاك التأويل الصحيح الوحيد للدين رغم أن ما قاله البنا ومن بعده سيد قطب واستوحاه عنهم منظرو داعش والقاعدة.
ويشير النجار، إلى أن هذا يخالف إجماع علماء الأمة قبل نشأة الإسلام السياسي، فهم – أى الإخوان - يرفضون أى نقد أو أى تصحيح لما يطرحونه من أفكار ومناهج ضالة أضرت بالأوطان والإسلام حتى لا يؤثر ذلك على هيبتهم ومراكزهم ومناصبهم القيادية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة