"سأحاول تتبع نتائج الرأى القائل بأن العلم يهدف أساسا لحل مشكلات، وبرغم أن هذا الرأى ذاته يعد مألوفا ومنتشرا، فإن دراسته تفصيلا لم تلق سوى درجة ضئيلة جدا من الانتباه، ما هى الأنواع المختلفة للمشكلات، ما الذى يجعل مشكلة ما أكثر أهمية من مشكلة أخرى، ما المعايير التى تجعلنا نعتبر حلا ما كافيا للغرض، ما العلاقة بين المشكلات غير العلمية والمشكلات العلمية؟".. من هذه الأسئلة ينطلق لارى لودان فى كتابه "التقدم ومشكلاته.. نحو نظرية عن النمو العلمى" الصادر عن المركز القومى للترجمة وترجمته فاطمة إسماعيل.
ويرى لارى لودان أنه من العقبات الرئيسية بالنسبة لتطوير نظرية عن التقدم العلمى هو الادعاء العام بأن التقدم يمكن أن يحدث فقط إذا كان تراكميا، أى إذا كانت المعرفة تنمو بالكامل عن طريق التراكم، ونظرا لوجود مصاعب هائلة، من الناحية التاريخية والتصورية، تتعلق بهذا الرأى، فإننى أقترح تعريفا للتقدم العلمى لا يتطلب تطورا تراكميا.
ويعرض الجزء الأول من الدراسة نموذجا للتقدم العلمى والعقلانية، ويعرض كيف يتجنب هذا النموذج، مع عدم اكتمال وضوحه، العديد من المفارقات التى ولدتها النماذج السابقة، كما أنه يجعل للمعطيات التاريخية معنى.
أما الجزء الثانى فهو يختبر نتائج هذا النموذج على مجموعة متنوعة من البحوث العقلية، والتى تمتد من تاريخ الأفكار إلى تاريخ العلم وفلسفة العلم وعلم اجتماع المعرفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة