بعد انتشارها فى اليمن والسودان وليبيا أطباء مصر يؤكدون: "الكوليرا مش راجعة تانى".. البكتيريا أصبحت أقل شراسة وتوجد بسبب المياه الملوثة بالصرف الصحى.. وأهم أعراضها إسهال وسخونة وتسبب الوفاة نتيجة الجفاف

الإثنين، 03 يوليو 2017 03:45 م
بعد انتشارها فى اليمن والسودان وليبيا أطباء مصر يؤكدون: "الكوليرا مش راجعة تانى".. البكتيريا أصبحت أقل شراسة وتوجد بسبب المياه الملوثة بالصرف الصحى.. وأهم أعراضها إسهال وسخونة وتسبب الوفاة نتيجة الجفاف وزير الصحة ... والكوليرا
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد تصريح الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، أن مصر آمنة ولا توجد إصابات داخلية بين المصريين والأجانب بـ"الكوليرا"، وأن الوزارة اتخذت جميع إجراءات الحجر الصحى لمنع تسرب المرض من السودان، واليمن، بعد انتشار المرض نسبيا بالدولتين.

وتعانى كل من السودان واليمن من تفشى وبائى بمرض الكوليرا، الذى يتسبب فى الإسهال المائى للمصابين به، ما يودى بحياتهم بسبب الجفاف، الأطباء يؤكدون أنه من الصعب عودة الكوليرا إلى مصر مرة أخرى لأنها تتفشى نتيجة المياه الملوثة بالصرف الصحى.

فى هذا التحقيق نقدم سبب وجود الكوليرا منذ سنوات فى مصر، وإمكانية أن تتفشى فى مصر مرة أخرى، ومدى وجود تطعيمات منها، والأعراض التى تظهر على المصابين وأيضا أهم العلاجات المتوافرة فى مصر..

آخر حالة كانت فى مصر عام 1985

نفى الدكتور شريف كامل مدير مستشفى حميات إمبابة فى تصريح خاص لــ "اليوم السابع " إمكانية أن تعود الكوليرا إلى مصر مرة أخرى، مضيفا أن الكوليرا انتهت من التسعينيات، ولم يعد عناك وجود للكوليرا فى مصر ،وتحدث نتيجة تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحى ،وهى موجودة فى اليمن نتيجة تلوث مياه .

وقال إن آخر حالة كانت فى المستشفى منذ عام 1985 وكانت نتيجة تلوث المياه، موضحا أن أعراضها تكون عبارة عن إسهال متكرر بغزارة، والعلاج يعتمد على تعويض الجسم بالسوائل المفقودة حتى لا يتعرض المريض للوفاة، بالإضافة إلى تناول المضادات الحيوية، ويتم عمل مزرعة براز لمعرفة الميكروب المصاب به المريض، وعند التشخيص السليم يتم تعويض المريض بالسوائل لأنه قد يحدث هبوط بالدورة الدموية نتيجة فقدان السوائل، مشيرا إلى أن حالات الوفيات تكون ناتجة عن عدم توافر الخدمات الصحية الملائمة للمرضى.

وقال الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، إن الكوليرا لها أماكن معينة متوطنة فيها، مثل جنوب السودان، وجنوب شرق آسيا وفى أماكن أخرى فى العالم،مثل اليمن ، وتتميز الأماكن التى تنتشر فيها الكوليرا بأنها لا يوجد بها بنية تحتية سليمة من الصرف الصحى، أو مياه الشرب النظيفة، حيث إن البكتيريا المسببه للكوليرا والتى تسمى "فيبريو كوليرا" تخرج مع البراز وتنتقل العدوى من خلال تلوث مياه الشرب، أو الخضروات والفواكه التى يتم ريها بمياه المجارى، والدول التى لا يوجد بها شبكات سليمة من الصرف، ومياه الشرب.

تعرف على أعراض الكوليرا ..

وأضاف أن الأعراض تكون عبارة عن إسهال ومغص شديد، وارتفاع فى درجة الحرارة ، وأحيانا قيء، موضحا أن البكتيريا بمجرد وصولها إلى الأمعاء تخرج نوعا من السموم يسبب إسهالا مائيا يشبه الماء، ويجعل المريض يدخل فى حالة من الجفاف بشكل سريع إذا لم يتم إسعافه بسرعة، مؤكدا أن العلاج يتم من خلال تعويض السوائل والأملاح بالإضافة الى استخدام المضادات الحيوية المناسبة.

تطعيم الكوليرا ضعيف لا يسبب حماية

وقال أنه على الرغم من أن هناك تطعيم ضد الكوليرا إلا أن منظمة الصحة العالمية لا تنصح باستخدامه لأن نتيجته أقل من 50 % فى الحماية، بالإضافة إلى أن نسبة الحماية من المرض لا تتعدى شهور قليلة.

رفع الاستعداد للقادمين من الدول الموبوءة

وينصح أنه يجب رفع الاستعداد بالنسبة للقادمين من الأماكن الموبوءة، بحيث يتم مناظرة الحالات وملاحظة الاعراض التى تبدو عليهم مثل ارتفاع فى درجة الحرارة أو ظهور علامات للجفاف مثل جفاف الجلد ،والعينين وهو من السهل اكتشافه.

150 ألف إصابة جديدة العام الماضى

وأوضح  أن منظمة الصحة العالمية كانت قد سجلت إصابة 150 ألف حالة بالكوليرا خلال العام الماضى فقط ، من السودان ،والهند ،واليمن ،وبعض أماكن إفريقيا وجنوب شرق آسيا.

من جانبه قال الدكتور أحمد أبو مدين رئيس قسم الأمراض المتوطنة والكبد الأسبق بطب القاهرة، أن الكوليرا مرض كان أول ظهوره فى بنجلاديش شمال الهند من 300 سنة بسبب نهر الجانج المقدس بنجلاديش ، موضحا أن سبب تواجد هذا النوع من البكتيريا هى الطقوس بالديانة الأندوسية ،وهو كان سبب انتشار الكوليرا فى العالم نتيجة توافد الهنود على هذا النهر ،موضحا أنهم كانوا يعتقدون أنهم كانوا يعتقدون أن الحج بالنسبة لهذه الديانة هى الذهاب إلى نهر الجانج المقدس بالنسبة لهم رجال ،ونساء وأطفال ،ويظلوا فى الماء لمدة يومين مما يجعلهم يتبرزون فى الماء ،وبالتالى يكون النهر عرضه للإصابة بالكوليرا نتيجة تلوثه ، ونظرا للأعداد الكبيرة التى تبقى داخل مياه النهر وهم حوالى 6 مليون شخص ،مما يعرضه للتلوث ،وكان بؤرة من التلوث ، مما يسهل انتشار المرض بسبب هذه الطقوس ومنها انتشر جميع البلدان الأخرى.

الجينات الوراثية للكوليرا أصبحت أقل شراسة..

وأضاف  الدكتور أحمد أبو مدين أن الكوليرا ظهرت فى مصر عام1947 ، وظهرت بعض حالات أخرى بعدها ،ولكن ليست بصورة وبائية ، وذلك لاختلاف القدرة المسببة للمرض وهى بكتيريا "فيبريو" وتحولها إلى نوع من البكتيريا الأقل شراسة فى الانتشار ،موضحا إن قدرة البكتيريا الشرسة قلت بكثير خلال العقود الأخيرة من الزمن، وتحولت الصفات الجينية للبكتيريا المسببه للكوليرا إلى صفات أقل شراسة ،لدرجة أنه ظهرت بعد ذلك نوعين هما ،الكوليرا الآسيوية و"كوليرا الطور" موضحا إن الانتشار الوبائى يرجع الى الظروف السيئة التى كان يعانى منها أغلب الدول من ناحية الحصول على الماء النقى ،وعدم توافر وسائل الصرف الصحى المتقدمة .

 

90 % من الحالات يمكن شفاؤها

وأضاف أن 90 % من الحالات تظهر فى صورة إسهال يمكن السيطرة عليه عن طريق أخذ المحاليل ، وعلاجها من الإسهال ، موضحا أن نسبة الوفيات حتى فى الحالات الوبائية لا تتجاوز 5 % من المرضى ،ويتكون الوفيات ناتجة عن الإهمال فى إعطاء المحاليل المناسبة لعلاج المرض.

وأشار إلى أن حدوث كوليرا فى مصر غير وارد ،لأنه من الصعب انتشارها حيث تنتقل من خلال الماء الملوث ببراز المرضى المصابين ،أو من خلال الطعام او الفواكه أو الخضروات المغسولة بالماء الملوث ،موضحا أنها انتشرت فى اليمن بعد تدمير البنية التحتية ، وأصبحت وسيلة لنقل الأمراض، ويتم الشرب من السدود ،والتى غالبا ما تكون عرضه للتلوث ،موضحا أن أوروبا فى الحرب العالمية الثانية انتشر فيها التايفويد، مشيرا إلى أن الكوليرا مرض معوى يصيب الأمعاء ،وأول ما يتم تدمير البنية التحتية يتم انتشار الأوبئة .

حالات الإسهال فى مصر ليست كوليرا

وقال أن هناك حالات إسهال شائعة تحدث فى مصر، ولكنها غير الكوليرا وعلى رأسها "روتا فيروس" وبعض أنواع من الفيروسات التى تصيب الأطفال أكثر ولا تعنى أن مصر بها كوليرا .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة