بعد سكوت تمام عن ملف المصالحة مع الإخوان، ووسط الأزمة التى تشهدها قطر أبزر الدول الداعمة للإخوان، مع دول العربية، أحيا السياسى السودانى البارز الصادق المهدى فكرة المصالحة مع الإخوان، داعيًا الحكومة المصرية للإفراج عن قيادات الإخوان، فيما رفض خبراء سياسيون هذه المبادرة، مؤكدين أن مصيرها الفشل لأنها تبحث عن مخرج لإعادة حركة تعتبرها معظم الدول العربية منظمة إرهابية.
البداية عندما نشرت وكالة الأنباء السودانية تصريحات منسوبة للقيادى السودانى الصادق المهدى، زعيم حزب الأمة القومى بالسودان، يدعو فيها لعقد مصالحة مصرية، داعيًا لما اسماه "مبادرة" للإفراج عن قيادات جماعة الإخوان.
وقال زعيم حزب الأمة القومى بالسودان، إنه اقترح على الدولة المصرية إصدار عفو عن قيادات الإخوان المحكومين بالإعدام؛ لأن اجتثاثهم بالمفهوم الأمنى مستحيل، بينما يكون مقابل هذا الإعفاء أن يقوم الإخوان بمراجعات فكرية داخل التنظيم لتقديم تنازلات وتغيير أفكارهم.
تأتى تصريحات الصادق المهدى بعد أيام من إعلان قواعد الإخوان فى سجن الفيوم العمومى مراجعات، أعلنوا من خلالها الانفصال عن الإخوان، وطالبوا التنظيم بعمل مراجعات فكرية، للتخلى عن الأفكار المرتبطة بالعنف.
وفى هذا السياق، قالت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، منسق حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميًا"، إن هذه الدعوة ما هى إلا حلقة متكررة من محاولات الإخوان لإيجاد أى منفذ يمكنهم من العودة للحياة السياسية ويرفع عنهم حالة الحصار التى يواجهونها ليس فى مصر أو الدول العربية فقط، ولكن فى كل أرجاء العالم.
وأضافت منسق حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميًا"، لـ"اليوم السابع"، أن عودة الإخوان إلى الحياة السياسية فى مصر بأى شكل هو طوق النجاة الوحيد المتبقى لهم، لكن بكل تأكيد الدولة المصرية والقيادة السياسية مصرة على الاستمرار فى محاربة الإرهاب بشكل عام والإخوان بشكل خاص، وسبق وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إنه لا تراجع مطلقاً فى هذا الإطار، فضلاً عن أن الشعب المصرى ليس مستعداً للتصالح مع الإخوان، فالدماء التى أراقوها ما زالت ساخنة، ومهما قدموا من تنازلات لن يشفى صدور المصريين الذين يفقدون أروح خيرة شبابهم حتى اليوم فى هذه المواجهة الشرسة.
وفى السياق ذاته، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن التنظيم يستجدى شخصيات عربية تطرح مبادرات لحل الأزمة المتعلقة بالإخوان فى المنطقة، وكما فعلوا وطالبوا "سوار الذهب" بالتدخل لحل أزمتهم، يسعون أيضًا للاستعانة بشخصيات وقيادات سياسية عربية، وبالتحديد سودانية، لإعادة ملف المصالحة.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أنه لا يمكن المصالحة مع أى شخص ارتكب عنفًا أو مارس إرهاب ضد الشعب المصرى، كما أن الجماعة تعانى من أزمات داخلية طاحنة تجعل الحديث عن المصالحة من الأساس غير مقبول بسبب استمرار التنظيم على الاعتماد على لجانه النوعية المسلحة فى ارتكاب العنف، وأبرزها حركتا حسم ولواء الثوار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة