لم تكن تلك الصورة سوى تحصيل حاصل، لكنها عبرت واقعيًا عما نعرفه جميعًا، تميم عاريًا، هكذا ببساطة، مفتخرا بعريه، كما فى الصورة كذلك فى الحياة.
فى التفاصيل يتوقع الخبراء أن الصورة تم تسريبها من الهاتف الشخصى لتميم نفسه، وأن الذى سرب الصورة هو أحد أفراد العائلة الحاكمة لقطر، ومن المحتمل أيضًا أن تكون الصورة قد تسربت من أحد هواتف من أرسل لهم تميم صورته عاريًا، وقد سبق هذا العرى «الأميرى» عريا آخر، إعلامى، حيث تناقلت عشرات القنوات الفضائية والصحف صورة لأحد ضيوف قناة الجزيرة وهو يدلى بتصريحاته للقناة، وهو عار أيضا، وقبل هذا وذاك تمت تعرية نظام قطر من نسبهم حينما أصدرت أسرة آل الشيخ بالسعودية بيانا وقعه 200 من أعضائها، أبرزهم مفتى المملكة السعودية ورئيس الشورى ووزير الشؤون الإسلامية، نفت فيه نسبة أمير قطر إلى جدهم محمد بن عبدالوهاب، مؤكدين أن ادعاء الأسرة الحاكمة فى قطر بنسبتها إلى «الشيخ» دعوى باطلة كاذبة ومختلقة، ولا تمت للحقيقة بأية صلة، وهو ما يعد «التعرية الأكبر»، التى تحدث لحاكم فى التاريخ.
موسم العرى المكشوف قد بدأ، لا مجال للستر هنا، ومثلما يكون «الكبر على أهل الكبر صدقة»، كما قال الإمام على رضى الله عنه، فإن فضح العرى لأهل الفضائح صدقة أيضا، وعلى الأقل فإن فضح عرى تميم وضيوفه فى الجزيرة حق، فلم يفتر أحد عليهم، ولم يفبرك أحد لهم أحداثا أو وقائع، لم يبتكر خيال مريض قصة لا يتوافر فيها أدنى شروط المنطق، لم يزيف أحد حقيقة، أو يروج باطلا، لم يحرض أحد أحدا على شىء، لم يشترك أحد فى مؤامرة لإظهار عريهم «منهم فيهم» فضحوا بعضهم بعضا، فجعلوا المجاز حقيقة، والسبة التى يلصقها الناس بها واقعا.
جزيرة العراة، هذا هو نظام قطر، كل من يسايره عليه أن يخلع أدبه، أن يخلع صدقه، أن يخلع عفته، أن يخلع رجولته، أن يخلع مبادئه، أن يخلع شرفه، أو يخلع استقلاليته، أن يخلع عروبته، أن يخلع دينه، أو يخلع نخوته، تلك جزيرة العراة، شيدها خونة، وأسسوا على الخيانة من أول يوم، خائن يخون خائنًا، مستلب يمنح مستلبًا، عصابة كانت تقطع الطرق ذات يوم، فمنحهم الله هبة من عنده فبدلا من تغيير الخصال وتجميل الأفعال استمرأوا القبح واستعذبوا الهوان، فاستحقوا «التعرية».