سؤال بسيط يفرض نفسه فى اللحظة الراهنة التى يموت فيها فلسطينيون وهم يدافعون عن المسجد الأقصى، برصاص الاحتلال الإسرائيلى، أين جماعة الإخوان وحركة حماس وتنظيم داعش وأشاوس تنظيم القاعدة من جرائم الاحتلال فى القدس والمدن الفلسطينية؟ أين هؤلاء الزعماء والحنجوريون والمناضلون وقائدو الميليشيات والمحاربون من غوث الفلسطينيين تحت نير الاحتلال الإسرائيلى الغاشم؟ وماذا يعوقهم عن نصرة الأقصى ثانى القبلتين وثالث الحرمين؟ وما الذى يمنعهم من دحر الإسرائيليين وإلقائهم فى البحر؟ ولماذا لا يعلنون الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية أو الامبراطورية الإسلامية على كامل الأراضى الفلسطينية من عكا وحيفا إلى غزة ومن بحيرة طبرية إلى ميناء إيلات؟
الواقع يقول إن جميع التنظيمات والجماعات والحركات الإرهابية سمن على عسل مع إسرائيل، لا ترفع عليها سلاحا ولا تقتطع منها شبر أرض ولا تقترب من قطعان مستوطنيها ولا تدعو أعضاءها إلى الهجوم حتى بكلمة على تل أبيب، بينما تشحذ كل أسلحتها المستوردة، ومنها ما هو مستورد من إسرائيل لذبح العرب وتقويض دولهم وترويع شعوبهم ونشر الفوضى على أراضيهم، فماذا نفهم من ذلك؟ هل تجمع كل التنظيمات والجماعات الإرهابية على أن اليهود هم شعب الله المختار ومن ثم لا يجب التعرض لهم؟ أم أن الجماعات الإرهابية عقدت فى وقت واحد تحالفا سريا مع إسرائيل لتنفيذ مخطط واحد يحقق مصالح الطرفين المشتركة ضد الدول العربية؟ أم أن التنظيمات الإرهابية كلها صناعة أمريكية إسرائيلية؟
المنطق يقول إن الإجابة الأخيرة هى الأقرب إلى المنطق والواقع، فالرابح الأكبر مما يحدث للعرب وللدول العربية هى إسرائيل، ولم يكن أكثر المتفائلين بمستقبل الدولة العبرية يتصور أن تأتى اللحظة التى تنهار فيها معظم دول المواجهة مع تل أبيب، أين العراق الآن؟ أين سوريا؟ وما كان يراد بمصر لتجتاحها الفوضى والحرب الأهلية وينجر جيشها إلى مواجهة مع الشعب أو حروب جانبية تستهلك قوته ومقدراته حتى تتحطم القوة العربية بكاملها على صخور الفوضى غير الخلاقة وتنعم إسرائيل بمشروعها الاستعمارى من النيل إلى الفرات.
الحمد لله أن جيش مصر العظيم قد استجاب لثورة الشعب فى 30 يونيو ليقلب الطاولة على المتآمرين ويوقف المشروع الصهيو أمريكى لتدمير مصر والدول العربية، ولكن يبقى أن نعلم حقيقة الدور التدميرى الخسيس الذى تلعبه التنظيمات والجماعات الإرهابية حتى نواجهها جميعا ونسحقها مثل الحشرات تحت أقدامنا حتى نحمى أنفسنا وبلادنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة