سألت نفسى كثيرًا ماذا لو كان الضابط أخطأ أو تجاوز فى تعامله مع المواطنين؟!
وكانت الإجابة حاضرة، سأكتب فورًا وأحكى القصة وأطلب حق المواطن الضحية من الضابط المتجاوز.
لذا أعدت السؤال: لماذا نتباطأ فى الكتابة حينما تنقلب الصورة؟ لماذا لا نكتب بنفس الحماس، حينما يتجاوز مواطن فى حق ضابط شرطة، حينما يتعمد مواطن إهانة ضابط شرطة؟!
وكانت الإجابة حاضرة فورًا سأكتب القصة، كما كنت شاهدًا عليها، لأن الضابط المحترم يستحق، وكل ضابط محترم فى وزارة الداخلية يستحق، ووزارة الداخلية نفسها لا يجب أن نؤاخذها ككيان ببعض الأخطاء، مثلما لا نحب أن يرسم أحد للصحافة صورة غير جيدة بسبب ممارسات صحفى فاسد أو غير مهنى أو دون المستوى.
كنت حاضرًا هذا المشهد بكل تفاصيله فى مدينة الشيخ زايد أمام مول أركان الشهير، كنت حاضرًا ولا بد أن أحكى، لأن الأمانة تقتضى ذلك، وسوف أحكيها بالعامية:
كنت فى مكان، ونزلت لقيت العربية متكلبشة، تقريبًا كل العربيات اللى فى الصف المرور كلبشها نحو 10 عربيات، كلنا واقفين غلط، وفى جنب عليه يافطة ممنوع الانتظار.. أنا غلط قلت دقيقتين أشترى حاجة، وبسرعة نزلت لقيت العربية متكلبشة..
غلطان وعارف إنى غلطان، الضابط حضر بوجه بشوش كان حقيقى محترم وهادى جدًا تجمع أصحاب العربيات، وبدأ كل واحد يرمى إفيه رخم أول 3 دفعوا، وفكوا الكلابش ومشيوا رابع واحد قعد يهزر مع الضابط، والجو لطيف لحد دلوقت..
المواطن رقم 5 كان نموذجًا للمواطن قليل الأدب، شاب فى مقتبل العمر، وارتكب كل التجاوزات المستفزة لدرجة تدفعنى للقول إن الضابط لو كان كلبشه هو شخصيًا ماكنتش هزعل..
المواطن رقم 5 ممعهوش رخصة قيادة، الضابط قاله هسحب الرخص، أو تدفع غرامة 500 جنيه، السيد المواطن بدأ يسخر من الضابط، ويرفع من صوته ويتهمه بالرشوة على الضابط، مستخدمًا تعبيرات مثل أنا بمشى كده على طول مش هدفع 500 جنيه عشان كنت واقف نص ساعة مخالف، الضابط قاله: حقك ولكن القانون يقول بسحب الرخص، تحداه المواطن رقم ٥ لا مش هتسحب الرخص، شوف بس إنت عاوز إيه؟
الضابط قاله بلاش الطريقة دى أنا بكلمك بالقانون وطلع له نص المادة بتاعة القيادة بدون رخصة قيادة، وأن مخالفتها تقيم بتصالح قيمته ٥٠٠ جنيه أو سحب الرخص، بدأ السيد المواطن يرفع صوته أكتر ويسخر من الضابط، الضابط المحترم قاله تمام أنا القانون بيقولى هسحب الرخصة وقالها فى هذه المرة بحزم واختفت الابتسامة من على وجهه، السيد المواطن جاب ورا وقاله خلاص هدفع..
تمام.. لا مش تمام أول لما دفع الـ500 جنيه وخد الرخصة وقف بقى يعلى صوته ويسخر من الضابط، والضابط الشهادة لله ماردش عليه.
المواطن رقم 6 صاحب المواطن رقم 5 بيوجب مع صاحبه دخل يتريق على العساكر، الضابط قاله لو سمحت ادفع المخالفة، واتكلم مع العساكر كويس، المواطن رقم 6 قاله: هدفع النص إحنا فى الأوكازيون وبدأ برضه يقلش..
هدوء الضابط وأدبه كان مبهر الحقيقة لأن لو حد عمل معايا كده هديله بالجزمة..
سألت نفسى دلوقت.. يا ترى المواطن رقم 5، والمواطن رقم 6 اللى هم خالفوا القانون، وكانوا منتهى قلة الذوق والأدب، هيكتبوا إيه على الفيس بوك النهارده.. هيشتموا الداخلية، هيشتموا الضابط ويقولك خد فلوسنا، ويألفوا كام قصة تخلى حضرتك تقول شفت جبروت الداخلية.. وإحنا ندخل نزيّط معاهم.
كل التحية للضابط المحترم.. وكل ضابط محترم.. التعميم جريمة.. وعدم الإنصاف فى الحكى يهدر حقوق الجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة