إذا تأملت فى مدلول فوز ألمانيا أول أمس ببطولة كأس القارات لكرة القدم لأول مرة رغم مشاركتها بالفريق الاحتياطى، وقبلها بيومين فوز شبابها ببطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاما، وقبلها فوزها ببطولة كأس العالم التى أقيمت بالبرازيل عام 2014 ستتأكد أن هذا البلد شديد الجدية والإتقان والانضباط فى التخطيط والتنفيذ يستحق بالتأكيد كل ما يحققه من نجاحات على جميع المستويات.
وليس سراً أن التجربة الألمانية للنهوض والتميز الباهر فى جميع المجالات عقب الخسائر المدوية التى لحقت بها فى نهاية الحرب العالمية الثانية كان أساسها نظام تعليم صارم ومبدع، بالإضافة إلى ثورة صناعية خلاقة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان جعلت من الصناعة الألمانية خلال عقود قليلة صناعة رائدة يتطلع إليها كل العالم، وقد صهرت الدولة كل ذلك فى بوتقة قامت من خلالها بتوفير بيئة حياة وعمل هى الأكثر نظاماً وجدية على مستوى العالم.
أرجو الله سبحانه وتعالى ونحن فى مرحلة نعيد فيها بناء بلادنا فى جميع المجالات أن نقتدى بالتجربة الألمانية كحكومة ومواطنين، لأنها قد برهنت بالدليل القاطع على أن التخطيط السليم والتعليم المتميز والجدية والإتقان هم أقصر الطرق للنجاح والتقدم.