متى تنتهى أزمة المياه الجوفية التى تغرق قرى مدينة إسنا؟؟.. سؤال يطرحه أكثر من 50 ألف مواطن فى 10 قرى جنوبى "هويس إسنا" بمحافظة الأقصر، تلك الأزمة التى مازالت تدق ناقوس الرعب فى قلوب الأهالى منذ أكثر من 23 عاما، حيث يعيش الأهالى بتلك القرى المتضررة من المياه الجوفية مأساة حقيقة جراء دخول المياه لمنازلهم بصورة يومية، وتصل حتى أسفل أسرة المنازل المبنية بالطوب اللبن، بل والأدهى من ذلك أنها وصلت فى عدد من القرى إلى "مقابر الموتى" وأدت لانهيار عشرات المقابر.
من جانبها تقوم محافظة الأقصر بخطوات جدية فى تلك الأثناء لحل أزمة المياه الجوفية، حيث توجه محمد بدر محافظ الأقصر خلال جولة بالمدينة منذ أيام، إلى شارع الراهبات لمعاينة شكوى تقدم بها أحد المواطنين، عن وجود تسرب كبير للمياه داخل عدد من المنازل فى الشارع، حيث قام المحافظ بمعاينة عدد من المنازل على الطبيعة، ووجه بتشكيل لجنة عاجلة بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى لحل المشكلة، كما تفقد المحافظ منطقة مساكن الطيب المجاورة لشارع الراهبات، حيث وجه بسرعة سحب كميات الصرف الصحى المتسربة إلى أحد الشوارع فى المنطقة.
وقد أكد المحافظ، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه طالب رئيس مدينة إسنا بتوافد عربات الكسح للصرف بصورة يومية على القرى المتضررة، مشدداً على أنها ستنتهى تماماً فور الانتهاء من محطات الصرف المغطى الخاصة بخدمة تلك القرى فى جنوب إسنا، وهو مقرر له خلال الميزانية بالعام الجارى.
وفى اليوم التالى لجولة المحافظ لمتابعة كارثة المياه الجوفية توجهت لجنة من إدارة التسريب بشركة المياه والصرف الصحى إلى قرية أصفون، وقامت بعملية مسح لشبكات المياه، حيث أكد وليد الأدفاوى المسئول الإعلامى بالشركة، أن عملية مسح شبكات المياه استمرت 4 ساعات، بأحدث الأجهزة التى تكشف عن وجود تسريبات من عدمه.
ويقول الشيخ محمود عبد الكريم متطوع لدفن الموتى فى قرى الجنوب التى تتجمع فى جبانة قرية العضايمة، أنه يعيش مأساة كبيرة فى دفن كل متوفى منذ سنوات عديدة، مؤكداً أن المجهود الذى يتم خلال الدفن مرهق ويؤدى لتأخير إكرام المتوفى لأكثر من ساعة أو اثنين، حيث إن كل المقابر بالجبانة تسبح على المياه الجوفية، فيقوم بجلب الرمال والأتربة بكميات كبيرة جداً لتجفيف المقبرة لدفن المتوفى.
ويضيف الشيخ محمود عبد الكريم، لـ"اليوم السابع"، أنه فى أغلب الأحيان يتم الانتقال لأكثر من مقبرة بالمتوفى للبحث عما إذا كانت بها مياه أقل من السابقة، قائلاً: "اللى بيحصل فى الموتى ده حرام والله.. الأموات بيعوموا فى المياه الجوفية وده حرام شرعاً"، مؤكداً أنهم وأهالى تلك القرى قدموا عشرات الشكاوى للمحافظة والمجلس لحل تلك المشكلة، وتم تخصيص قطعة أرض بمساحة 5 أفدنة فى منطقة جبلية أعلى لإكرام الموتى، لكن استولى عليها العرب والبدو وقاموا بزراعتها بالقوة، ولم يستطع أحد مواجهتهم حتى المجلس يتغاضى عنهم.
آبار المياه الجوفية
أزمة الصرف الصحى
أطفال إسنا فوق مياه المجارى
المحافظ يتفقد المنازل
المياه الجوفية تغرق المنازل
المياه الجوفية
جولة المحافظ
سيارات الشفط
