"بوجه جميل وطلة ساحرة تشبه الأميرات وهى ترتدى الفستان الأبيض" هكذا ترى الفتاة نفسها عندما تحلم بليلة العمر، هذا الحلم الذى يظل يراودها حتى تحين اللحظة التى يتحول فيها لأمر واقع، لكن هل تتغير تلك الأحلام مع التقدم فى العمر، وهل تختلف بالفعل مواصفات فتى أحلام الفتاة بمجرد اقترابها من عمر الـ 30، هذا ما سألنا عنه الفتيات.
أما سمر سمير صاحبة الـ 30 عامًا فترى أن الفتاة حتى وإن كان لديها فارس أحلام أو تفكر فى شخص معين فإن الخوف مما يحدث حولها من علاقات مشوهة بين الأزواج تنتهى بالطلاق أو حتى معاملة سيئة بين الأشخاص المخطوبين يدفعها للتراجع فى قرارها، لأنه يجعلها تشعر بأن أغلب الرجال سيئون إلا من رحم ربى، وبالتالى فهى تفكر ألف مرة قبل اتخاذ قرار الزواج حتى ولو كان من فارس أحلامها الذى طالما رغبت فيه خوفًا من أن رجل سيء باعتبار أن المظاهر دائمًا ما تكون خداعة.
وتقول أمانى جمال التى تبلغ من العمر 29 عامًا أن الفتاة تحلم بعد الثلاثين برجل يعاملها باحترام ويقدر نجاحها ويتحمل المسئولية، وأهم شيء أن يعطيها مساحتها من الاستقلالية، والشعور بالأمان والاحترام.
تحكى أسماء أبو بكر "29 سنة" تجربتها قائلة: "لما اتخطبت أول مرة كان خطيبى رومانسى وبيعرف يتكلم كويس، بس حياته نفسها مملة وعشان كده ما عرفتش أكمل، بعدها عرفت إن حتى لو الراجل كلامه قليل وما بيعرفش يكسب البنت بكلمة، إلا أن المهم يكون قادرًا على تحمل المسئولية، وأهم حاجة هى الاحترام".
ورفعت هبة مصطفى "28 سنة" شعار الرجولة والأمان قائلة إنهما أول شيء تبحث عنه الفتاة عندما تقترب من عمر الثلاثين وعبرت عن ذلك قائلة "أنا شايفة إن البنت فى السن ده أكتر حاجة بتركز عليها فى فتى أحلامها هى الرجولة والأمان اللى بتحلم بيهم طول عمرها ومالقيتهاش طول الفترة اللى فاتت"، وأضافت أن الفتاة فى تلك المرحلة العمرية لن تفكر بأى حال من الأحوال فى الإمكانيات المادية، بل على العكس يكون لديها استعداد للتخلى عن الشبكة أو الشقة التمليك، وأن تبدأ معه "من الصفر" وكأنها ابنه 18 عامًا وليس 30.
اختصرت روح منتصر "29 سنة" احتياجات الفتاة فى تلك المرحلة فى جملة بسيطة وهى "البنت فى الوقت ده بتحتاج للاحترام والسند والأمان أكتر من الماديات والمظاهر".
وأشارت شيماء جمال الدين "36 سنة" إلى أن الفتاة فى تلك المرحلة العمرية تنظر الأمور بنظرة أعمق وأوضح، وعدم اهتمامها بظواهر الأمور، وبالتالى يكون الاختيار صعبًا لأن التصرفات السيئة أصبح من الصعب "تتدارى" عنها مثل الماضى عندما كانت فى سن صغيرة، خاصة إذا كانت تمتلك حياتها الخاصة ووظيفتها التى استطاعت فيها عمل "كارير" لنفسها، لأنه يساهم فى ارتفاع سقف طموحها رغمًا عنها، لأن الرجل الشرقى لا يقبل امتلاك المرأة للأفضلية عليه، وبالتالى يتولد لديها الخوف من محاولته للتأثير على استقلالها.
ترى سارة سيد "28 سنة" أن المرأة تمتلك خبرات محدودة خلال مرحلة بداية العشرينات من عمرها، ما يدفعها للرضى بأقل ما يقدم إليها، كأن تعتقد أن الحب وحده كافيًا لقيام علاقة زوجية، لكن مع مرور الوقت وتعدد الخبرات سواء فى الشغل أو أثناء عملها على تطوير ذاتها عن طريق الكورسات المتعلقة بالتنمية البشرية وتطوير المهارات تبدأ الصورة تتضح أمامها، فترى حقيقة أن الحب ليس أهم شيء فى الزواج كما كانت تعتقد، وأن هناك ما هو أهم كالاهتمام والاحترام والتقدير، وأنهم أساس أى علاقة، وأنه مهما بلغت درجة حبها للشخص فكرامتها فوق الاعتبار، وعن نفسها قالت: "أنا بعتبر حياة ما قبل الثلاثين بعام أو عامين هى مرحة اكتمال النضع الفكرى والعاطفى، لأنها بتساعد البنت تشوف كل حاجة بعين مختلفة، وأى بنت سن الثلاثين بيضفى عليها بريق النضج والخبرة وجمال التصرف والروح".
وأخيرًا قالت آية مدحت "28 سنة" إن الفتاة كلما كبرت فى العمر كلما امتلكت خبرة أكثر فى الحياة، وبالتالى تتغير مواصفات فتى أحلامها مع هذه الخبرة، لأنها تكتشف أشياء مختلفة عن تلك التى كانت تفكر فيها وهى فى عمر أصغر، وقالت: "اعتقد إن الجواز فى المرحلة دى بيكون عن اقتناع أكتر وبتبقى البنت متفهمة الوضع والحياة الجديدة والمسئولية، والأهم إنها بتعرف إن الحب مواقف مش كلام وخلاص، يعنى مش هياكل معاها جو التسبيل والحاجت دى".
رأى خبيرة علاقات:
تقول خبيرة العلاقات لانا محيى إن تفكير الشباب بشكل عام يتغير بمجرد انتهاء عامهم الـ 25، لتبدأ مرحلة جديدة من النضج الفكرى والعاطفى والعقلى، فمع أواخر الـ 18 عامًا وحتى العام الـ24 لا تزال الفتاة فى مرحلة المراهقة العاطفية التى تدفعها أحيانًا لاتخاذ بعض القرارات مثل الارتباط بأول شخص تشعر أنه تحبه، ويكون الاختيار ناتج عن الاندفاع العاطفى، لذا غالباً ما يبوء بالفشل نتيجة عدم نضح التفكير فى تلك المرحلة.
وتضيف أن الفتاة تمتلك فى تلك المرحلة العمرية الصغيرة مشاعر وأفكارًا تختلف عن تلك التى تكون لديها بمجرد وصولها لعمر الـ26 عامًا حيث النضوج الفكرى والعاطفى.
فنجد أن أغلب من تزوجن فى مرحلة عمرية صغيرة قبل مرحلة النضوع يندمن على تلك الخطوة فيما بعد، ويشعرن وكأن هذا الحلم الذى تم تحقيقه قديمًا لم يكن حلمًا بقدر ما كان رغبة فى تحقيق هدف "الزواج" فقط، ويحلمن لو كن يقدرن على العودة إلى الخلف من أجل اتخاذ قرارات مختلفة، خاضة لو تزوجت من رجل متقارب معها فى نفس المرحلة العمرية، حيث تصل الفتاة لمرحلة النضوج الفكرى والعقلى قبل الرجل، وبالتالى تشعر بأنها تتعامل مع شخص تافه وغير ناضج، وتندم على قرارها.
وتنصح الفتيات اللائى قررن الارتباط قبل العمر الذى تم تحديده مسبقًا بالحرص على اختيار رجل يعتمد عليه، وقادر على تحمل المسئولية جيدًا، خاصة إذا كانت أعمارهما متقاربة، حتى لا تندم فيما بعد، وحتى لا تفشل تلك العلاقة فى المستقبل.
وعن الفتيات اللاتى فضلن عدم الارتباط قبل بلوغ الـ 26 تقول لانا محيى: إنهن غالباً ما يحلمن بأشياء مختلفة عن تلك التى حلمن بها فى مرحلة سابقة من عمرهن، وتفكر أغلبهن بمبدأ "إيه اللى يخلينى أعمل فى نفسى كدا واتجوز وخلاص؟"، خاصة إذا كانت تمتلك عمل خاص بها ولا تحتاج لأحد.
وأشارت إلى أنه رغم وجود مخاوف من الوحدة أو عدم الزواج، إلا أنهن يفضلن دائماً عدم الارتباط أو الزواج إذا لم يتوفر فى شريك حياتهن كل ما حلمن به، وانتظرن من أجله العمر الماضى، وأنهن لا يمتلكن الاستعداد للتضحية بأنفسهن من أجل "جوازة والسلام".
وأصبحت الفتيات فى الفترة الحالية لديهم الخلفية المعرفية الكافية التى جعلتهن يعرفن أن الزواج ليس هدف فى حد ذاته من أجل، ولكنه وسيلة لتحقيق السعادة والاستقرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة