تتطور الأمور فى طريقها المتوقع والمنظور مع السفاح البدين صاحب الأطماع الكبيرة والنخوة الضعيفة والبصيرة الغائبة، ولم يكن لأحد أن يتوقع من السفاح أن يعض الأصابع على ما فات ويبدى الندم على أفعاله اللئام ، لأن أفعاله – كما أسلفنا فى مقالات سابقة – خطط مخطوطة ونوايا مدروسة من أجل أهداف سلطوية وتوسعية خبيثة .
وجاءت أحاديث مسئوليه خلال الأيام الماضية لتؤكد استمرار السفاح فى طريقه المختار ، مع تعزيز شرايين التموين البديلة وتأمين مشوار ( الصمود ) أمام هجمة الآخرين الحاسدين للسفاح البدين على دوره الرائع فى ( دعم استقرار دول المنطقة ومساعدة الشعوب في كل مكان على اختيار مصائرها وحكامها ) ولا بأس فى ذلك ، لأننا لم نتوقع من السفاح البدين خيرا ، وإن شعرنا بالأسى له ولشعبه .
إن للسفاح طريقا مرسوما ومعروفا جيدا، وهو يدبر لهذا الطريق فى الداخل والخارج فى آن واحد، فلا يظن أحد أن السفاح غافل أو ساه عن الداخل ، أو أن الداخل فى واد آخر ولا يعلم عن سفاحه شيئا مما يفعل في أماكن كثيرة من العالم وفي موطنهم موطن السفاح البدين نفسه، ففى الداخل تجرى عمليات عديدة ومتنوعة من أجل توليد القوى اللازمة لدعم خطط السفاح في الخارج وتضفير تلك القوى معا لتصير أقوى وأكثر فاعلية في خدمة أهداف السفاح وفى إرهاب معارضيه من الشخصيات ومن الدول وتوليد أجيال جديدة من حملة فكر السفاح البدين فى الداخل والخارج .. إذ لا يمكن لأية خطط مديدة الأجل أن تقوم على فكر رجل واحد أو أسرة واحدة من عدة أفراد، وإنما النجاح الفعلى أن ينجح السفاح البدين فى إقناع الداخل بطموحاته وتطلعاته الكبيرة وحقه فى نيل ما يصبو إليه من نفوذ وتوسع .
ففى مواجهة الداخل ، هناك طريقان متوازيان : الأول يتعلق بتسليط قادة الفكر الإرهابى فى نعيم السفاح البدين وثرائه وفنادقه ذات السبعة نجوم ومكافآته المتضخمة على كافة مواقع التدريس ومنابر الخطابة من أجل الترويج لفكر السفاح البدين وتأصيل أفكاره وتصويره كبطل مغوار وطفرة من طفرات التاريخ التى لا يأتى بها الزمان إلا نادرا.
ويواصل الإعلام المسموع والمرئى والمقروء عمل قادة الفكر الإرهابى فى تؤدة وإصرار ، بحيث لا يخرج عن دائرة التسلط ولا عن دائرة غسيل المخ كبير ولا صغير ولا سليم ولا معاق . وتظل – بالطبع – دوائر الحكومة في يد السفاح البدين ومعاونيه ، فلا ينفذ اليها الا من كان حاملا ومؤيدا لفكر السفاح مؤمنا بأهدافه وأساليبه . أما ثاني الطريقين ، فيتعلق بالرافضين لمنهج السفاح البدين والمعارضين له ، فتتم متابعتهم ومطاردتهم فى الداخل و الخارج وسجنهم وقهرهم لعلهم يرجعون أو – على الأقل – يتوبون عن المعارضة ويلزمون الصمت، ثم جاء السفاح بقواعد عسكرية لقوى أجنبية لحمايته من الداخل قبل الخارج . لحماية السفاح البدين من بني شعبه . فالواقع ، أن الخارج سوف يجد وسائلا كثيرة لمحاسبة السفاح البدين على جرائمه بالقانون ووفقا للنظم الدولية ، ولو طال الزمن . فهناك وسائل دبلوماسية ووسائل اقتصادية ووسائل سياسية وقنوات عديدة . ولا حاجة للخارج الى اللجوء الى ضربات عسكرية مكلقة وباهظة ماديا وسياسيا وضعيفة النتائج في ذات الوقت . لا حاجة للخارج المكلوم المصاب المطعون بضربات السفاح البدين الارهابية الى غارات عسكرية ترهق المكلومين أنفسهم ماديا وسياسيا قبل أن ترهق السفاح البدين الذي سيجد ذرائعا للولولة والصريخ كالسيدات في طلب النجدة من العالم . لا حاجة الى الخارج المصاب بطعانت السفاح البدين الارهابي الى ضرب السفاح البدين عسكريا ، وان تمنى كثيرون في بلاد كثيرة اغتالها السفاح وجماعاته الارهابية القاتلة أن يروا السفاح في معاناة كمعاناتهم وفي دمائه كما تركهم في دمائهم وفى خراب كما خرب بيوتهم وحولها إلى ركام وخرابات تعج بثعابين البشر من أتباعه .
في داخل وطن السفاح البدين معسكرات متنوعة أيضا لصنوف الجماعات والجيوش الإرهابية، وفي وطن السفاح البدين أيضا منابر كثيرة لاستقطاب الكتاب والأدباء والفنانين والرياضيين وإغوائهم بالمال الوفير وتذاكر سفر الدرجة الأولى على الطائرات المتجهة إلى هناك والنفحات المالية الكبيرة نظير مشاركات وجيزة لساعة أو بعض ساعة ، لتتسع قلوب أولئك لصورة السفاح البدين وتضاف صورهم لصور مؤيدى السفاح والسائرين فى ركابه ، وتصاب أقلامهم بالتردد والخجل من كتابة كلمة حق تدين السفاح البدين وجماعاته الإرهابية .
لقد صار الأخوان قابيل وهابيل عدوين فى يوم ما وقتل قابيل هابيل حسدا من عند نفسه لأخيه شقيقه على رضا الله - عز وجل - وتغير العالم حول القاتل ومن بعده الى يومنا هذا . ولا يوقف مسيرة الحياة عدوان أخ ، ولا وفاة سفاح بدين . حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه إلى الخير .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة