بدبلوماسية لا يقودها طيش، وبحكمة لا ينقصها حزم، تواصل الدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر تحركاتها لتجميد دور نظام تميم بن حمد فى دعم الإرهاب وإيواء الكيانات الإرهابية وإمدادها بالمال والسلاح فى وقت سقطت فيه العاصمة القطرية الدوحة فى قبضة الاحتلال التركى ـ الإيرانى الذى فتح الحكومة القطرية أبوابها طواعية لاستقباله لا لشئ سوى استفزاز الدول العربية الكبرى.
وفى الوقت الذى آثر فيه الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين اتباع سياسة النفس الطويل فى التعامل مع ممارسات تميم بن حمد الداعمة للإرهاب وتمسكه بإيواء تنظيمات وكيانات إرهابية من بينها الإخوان والقاعدة وطالبان، فضلا عن تمويل تنظيم داعش عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة، وإرجاء فرض عقوبات اقتصادية جديدة على الدوحة لحين انعقاد قمة المنامة المرتقبة، بدأت الإمارة الراعية للإرهاب تستشعر خطورة الموقف، بعدما بات القوات التركية والإيرانية تشكل خطرا مباشرا على النظام القطرى الحاكم بدلا من حمايته، وسط اضطرابات شعبية واحتجاجات تشهدها الدوحة من آن إلى آخر بعدما أجهضت تلك القوات جمعة الغضب، وتعاملت بعنف مع المحتجين.
ومن الدوحة إلى واشنطن والعواصم الغربية، تحاول قطر استجداء الدعم واستمالة مواقف عددا من الدول عبر رشاوى وعمولات مشبوهة لكسب التأييد. ففى ابتزاز لافت للولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت شركة الخطوط الجوية القطرية اعتزامها شراء حصة فى أسهم شركة "أمريكان إيرلاينز" رغم مقاومة من شركة الطيران الأمريكية.
وقالت صحيفة فينانشيال تايمز البريطانية فى تقرير لها، إن الخطوة تأتى فى محاولة لكسب تأييد واشنطن واستمالة موقفها، وكذلك لإنقاذ قطاع الطيران القطرى الذى بدأ التأثر بشدة من قرارات الدول العربية بحظر الطيران القطرى فى أجوائها بالتزامن مع غلق الحدود البرية المباشرة.
وكانت شركة الخطوط الجوية الأمريكية اتهمت منذ فترة طويلة منافستها القطرية بالاستفادة بشكل غير منصف من الإعانات الحكومية، وعلى الرغم من ذلك، نقلت "فايننشال تايمز" عن أكبر الباكر، المدير التنفيذى للخطوط الجوية القطرية قوله إن الشركة تعتزم شراء نحو 4.75% من أسهم الشركة الأمريكية فى السوق المفتوحة.
وكانت الشركة القطرية فاتحت الشركة الأمريكية الشهر الماضى بشأن رغبتها بشراء نسبة 10% من أسهم الشركة، وهى بقيمة 808 ملايين دولار على الأقل.
ونقل التقرير عن "الباكر" قوله إن الشركة القطرية تعتزم البدء بعملية شراء الأسهم على الرغم من مقاومة الشركة الأمريكية التى تتهم منافستها القطرية بالاستفادة غير العادلة من الدعم والإعانات الحكومية.
وأمام احتدام الأزمة، تعجز آلة قطر الإعلامية عن إخفاء حسابات الأرقام التى أشارت بدقة إلى خسارة اقتصاد الإمارة الراعية للإرهاب ما يقدر بـ70 مليار دولار منذ المقاطعة العربية الرسمية فى قطاعات عدة بمقدمتها الطيران والسياحة وسوق المال التى سجلت إخفاقات قياسية.
ومن البورصة إلى السيولة النقدية لم يتوقف النزيف، حيث أكدت تقارير غربية من بينها مؤشرات صادرة عن وكالة رويترز البريطانية تؤكد تراجع معدلات السيولة 12 ضعفا، فضلا عن ارتفاع هامش التضخم وزيادة الأسعار لمستويات قياسية، لتتفاقم أزمات قطر وتصل إلى وقف التداول على الريال القطرى فى العديد من الدوائر المصرفية العالمية ومن بينها بنك باركليز البريطانى، الأمر الذى دفع الحكومة القطرية لمطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلى بإدراج الريال ضمن سلة العملات التى يتم تداولها فى القطاع المصرفى الإسرائيلى فى محاولة للحد من سلسلة الخسائر التى لم تتوقف حتى كتابة هذه السطور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة