بالتأكيد يرصد كل منا ما حل بالمجتمع فى السنوات الأخيرة من تراجع لا تخطئه العين فى منظومة القيم والأخلاق التى كانت تنظم العلاقات بين الناس، وهو ما أسفر عن انتشار ظواهر وسلوكيات اجتماعية سلبية عديدة تتعلق بجوهر الحياة اليومية، مثل تفشى استخدام الألفاظ البذيئة لدى معظم الأطفال والشباب وتدنى لغة الحوار حال التختلاف فى الرأى حتى بين الطبقات المثقفة وتنتشار البلطجة وتستخدام العنف بصورة مخيفة وزيادة ظاهرة ممارسة الغش على نطاق واسع... إلخ.
وإذا دققنا البحث والتحليل حول الأسباب الحقيقية لتنتشار هذه الظواهر نجد أنه يأتى على رأسها بلا جدال غياب الحد الأدنى من الوازع الدينى والأخلاقى لدى كل من يمارسون هذه السلوكيات البغيضة، وهو ما يستدعى من الدولة بشدة تستنهاض همم علماء الاجتماع فى بلادنا لوضع الحلول العاجلة والملائمة التى تجعل المجتمع يستعيد ما كان يتحلى به من مكارم الأخلاق التى هى أساس بعثة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو ما أوضحه فى حديثه الشريف «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. متعنا الله وإياكم بحسن الخلق، لأنه الكنز البشرى الأغلى على الإطلاق.