قال الشهيد إلى الشهيد: لم أودع أبنائى وزوجتى كما ينبغى
قال الشهيد إلى الشهيد: ولم تودعهم وأنت معهم؟
قال الشهيد إلى الشهيد: كانت الأرض ساخنة، والشظايا تتطاير، والنار تتصاعد، لكنى لم أكن أفكر فى شىء سوى ابنتى التى ستسأل عندى، حينما يعرضون إعلانا جديدا للعبة جديدة.
قال الشهيد إلى الشهيد: تفاديت رصاصتين، ولم أستطع أن أتفادى الثالثة، لأنى حينما رأيتها رأيت معها شربة ماء ونسمة هواء وعطر من نور السماء.
قال الشهيد إلى الشهيد: وددت أن آخذ معى قبضة من تراب هذه الأرض، لتكون شفيعة لى عند الله، لكنى لم أنحن على الأرض، لأنى كنت أغطى أخوتى بإطلاق النيران على أبناء يهوذا.
قال الشهيد إلى الشهيد: تعالى ولا تخشى شيئا، فما تركت مثل ما ستجد، جنة هنا وجنة هناك، لكننا يا صديقى لم نعرف الزوال أبدا، وكيف يزول من مسته النار فحولته نورا، وفاضت منه الدماء فسقت حدائق الروح حتى صار هو والجنة شيئا واحدا.
قال الشهيد إلى الشهيد: أريد أن أعود لأقتل ذلك الذى قتلنى قبل أن يقتل أخوة وأعوانا ورفاقا كانوا لى حصنا، وكنت لهم درعا.
قال الشهيد إلى الشهيد: أخوتك رجال، والأرض لم تعقم بعد عن ولادة الأبطال، ونحن هنا أيضا نجاهد، نستقبل العائدين إلى حضن الله، نزف إليهم بشرى الغفران، ونصحبهم ليروا القديسين والصالحين والأنبياء، نشهد على إتمام الله لوعده، وتحقيق كلمته.
قال الشهيد إلى الشهيد: إلى متى سيظل أحفاد يهوذا هكذا، يختبئون كالجرذان ويهاجمون كالصراصير؟
قال الشهيد إلى الشهيد: إلى أبد الدهر يا صديقى، فنحن فلاحون، نحرث الأرض ببنادقنا، نرويها بعرقنا، ننثر فيها بذور المحبة لنقتل الكراهية، وكما يلتقط الفلاحون الديدان من حقول القطن، نلتقط نحن الإرهابيين والأعداء من كل مكان.
قال الشهيد إلى الشهيد: تحيا مصر
قال الشهيد إلى الشهيد: تحيا مصر
إهداء إلى الشهيد أحمد المنسى الذى وعد الشهيد رامى حسنين قبل عام بلقاء قريب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة