دعوة قطر بتدويل الحج إجرامية ومجنونة وتعرّى أميرها العيل الطائش، الذى يسعى لمد سجادة النار وإشعال الحرب، ويجعل نفسه بوقا قذرا لإيران، التى اعتادت أن تثير هذا الهذيان قبل مواسم الحج، تمهيدا لإحداث أعمال شغب بين ضيوف الرحمن، ينجم عنها سقوط شهداء بملابس الإحرام البيضاء، تتاجر بجثثهم سياسيا، وتثير مزاعمها الكاذبة، بشأن عدم قدرة السلطات السعودية توفير الأمن.. إيران هى المجرم الذى يقتل القتيل ويسير فى جنازته، يولول ويشق هدومه ويذرف عليه دموع التماسيح.
قطر تلعب دور العميل القذر لإيران، وتستخدم سلاح تدويل الحج للانتقام من السعودية، وهى تعلم جيدا أن الدعوة مجرد وسيلة للضغط والابتزاز، وأن السعودية لا تألو جهدا فى توفير أقصى درجات الحماية والرعاية لضيوف الرحمن، وأن الأحداث العارضة التى وقعت فى سنوات سابقة، كان وراءها الحجاج الإيرانيون، ومعظمهم من الحرس الثورى الذين يندسون بملابس الإحرام، لارتكاب جرائمهم لإفساد الشعيرة الكبرى، ولم يحدث أبدا أن كان وراء تلك الأحداث حجاج من مصر، مثلا، أو المغرب أو شرق آسيا، ولم يتورط فى مثل هذه الحوادث سوى الإبرانيين.
نفهم لماذا تثير إيران مسألة تدويل الحج، ولكن لا نفهم أسباب تبنى قطر للدعوة، إلا إذا كان أميرها العيل لا يدرك أنه يلعب بالنار، وأنها سوف تحرقه وتدمر إمارته، فإيران تتوق لاسترجاع أمجاد الإمبراطورية الفارسية الزائلة، ولن تنسى ثأرها التاريجى القديم، ومازال يروعهم مشاهد اقتحام فرسان المسلمين لبلادهم، يدكون الحصون ويضربون القلاع، وتحلم أن تجعل الخليج العربى فارسيا، وتعتدى وتعربد وتحتل الجزر، وتستعرض عضلانها بالمناورات البحرية والمشروعات التدريبية، وتتمادى فى استخدام أسلحة الترويع والتخويف.
إيران تحولت إلى بلطجى الخليج بعد سقوط بغداد ورحيل صدام، ولو كان العرب يفهمون ويقرأون لأدركوا أن صدام رغم ديكتاتوريته وبطشه إلا أنه كان حارسا للبوابة الشرقية، وأن سقوط بغداد التى كانت تزهو بلقب قلعة الأسود، كان مقدمة للتغلغل الإيرانى الواسع فى المنطقة، فلم يكتفوا بالعراق فأحكموا قبضتهم على حزب الله وسوريا واليمن.. ألم يكن فى صالح العرب الذين هللوا وكبروا ورقصوا فى الشوارع أن يكتفوا بتحرير الكويت دون تدمير العراق، وأن تمتد نظرتهم إلى أبعد من تحت أقدامهم؟.. تخلصوا من ابتزاز الشيطان الأصغر ووقعوا بين أنياب الشيطان الأكبر.
الصغير لا يدرك أنه يلعب بالنار إلا إذا حرقت أصابعه والتهمت ذراعه، وأمير قطر ليس صغيرا فقط بل عميلا وخائنا ومتآمرا، ويلعب دور الأجير القذر، لتنفيذ مخططات إشعال الحروب فى المنطقة، وهدم جيوشها وتشريد شعوبها، وبعد أن نجح فى تمويل الإرهاب فى ليبيا وسوريا ومصر، أدار وجهته إلى جيرانه وأهله وعشيرته فى الخليج، ليلعب نفس اللعبة ويؤدى نفس المهمة، ولم تكتشف دول الخليج إلا مؤخرا أن فى أحضانها جاسوسا حقيرا، تتسلل أمواله وأصابعه لتنفيد مخطط الشر، فانتفضوا لأن النار اقتربت من القصور والعروش.
طفل الخطيئة الذى يحكم قطر حول إمارته إلى مستنقع للمؤامرات الدولية، جاء بالحرس الثورى الإيرانى قريبا من الحدود السعودية، واستغرب كيف وافقت أمريكا على أن يرابط حرس الشيطان الأكبر، بالقرب من قواعدهم العسكرية فى السيلية والعيديد، وهل تتصالح المصالح إلى هذه الدرجة، أما أنها السياسة الملعونة التى تفرض إرادتها؟.. فمن مصلحة أمريكا، فى تصورى، تضخيم نظرية الخوف، فيبرمون صفقات أسلحة بالمليارات مع دول الخليج، لمواجهة المخاطر الإيرانية، ثم يمدون حبال الود مع إيران التى يحمون دول الخليج منها!
خريطة التحالفات والمصالح تتغير بشدة فى منطقة الخليج، ولم تعد إيران مغضوبا عليها من أمريكا، وفى إطار حقل التجارب لا تمانع أمريكا فى أن تصبح إيران قوة إقليمية كبرى، حتى يتعادل ميزان الرعب فى الصراع السنى الشيعى، فيضربون هؤلاء بهولاء، ويرفعون رايات ويخفضون رايات، فكى أحميكم لابد أن يكون هناك خطر، وإذا لم يوجد الخطر فلابد من صناعته، وطالما ظل مستمرا فهذا مبرر البقاء وسحب الموال والتدفقات الساخنة، وقطر مجرد أصابع قذرة تحركها خيوط من وراء الستار فى الاتجاه المطلوب.
رأيى أن تميم لن يسقط بسرعة أو بسهولة، لأنه مجرد ورقة فى يد الطرف القوى يلعب به كيفما يشاء، فدوره مطلوب ولن يجدوا غيره لأداء المهمة، وإذا حرقوه فسيكون لديهم «كارت» آخر من نفس النوع بقناع مختلف، وإذا حاصروا شعبه فسيفتحون ثغرة إيرانية تركية لتزويده بالسلع والضروريات، والأتراك لهم نفس الأطماع والأهداف، ويحلمون بعودة الخلافة العثمانية، ويحتمون بالأمجاد الزائلة للتغلب على المشكلات الداخلية المتصاعدة.
ما حك جلدك غير ظفرك، وليس أمام دول التحالف الرباعى إلا أن يحافظوا على قوتهم وتماسكم، ولا يسمحوا بانفراط العقد ولا يخضعوا للتلميحات والإغراءات، فوجود مصر قوة، بما لها من تجارب وخبرات وقوة عسكرية رادعة، وما كان يهدد القاهرة اقترب من الرياض والمنامة وأبو ظبى، والربيع العربى الذى أفشلت نيرانه فسيكون مصيره الانحسار والفشل، إذا شددت دول التحالف إجراءات المتابعة الصارمة، لقطع خطوط إمداد الكيانات الإرهابية بالأموال والأسلحة، وبتر أصابع الأمير العيل وذيله وتعطيل أبواقه الإعلامية.
إنها الحرب التى تجىء بأقنعة وأشكال غير تقليدية، وتتخفى الآن فى الدعوة الإجرامية لأمير قطر بتدويل الحج، وأحيى وزير الخارجية السعودى الذى بادر بالقول إنها إعلان للحرب.