قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قد أصاب بقراراته المتعلقة بحدود التعبير الحر ومفهوم خطاب الكراهية جماعات الأقليات الدينية والعرقية وغيرها، التى يقول عنها مؤسس الموقع مارك زوكبيرج إنه يريد أن يحميها بخيبة أمل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشبكة الاجتماعية التى يبلغ عمرها 13 عاما تصارع أصعب الأسئلة التى واجهتها فى أى وقت مضى، باعتبارها الوسيط الفعلى لثلث سكان العالم الذين يدخلون عليها كل شهر.
وكان زوكربيرج، قال فى فبراير الماضى فى ظل مخاوف متزايدة حول دور فيس بوك فى نشر الفيديوهات المباشرة العنيفة والأخبار الكاذبة، إن الموقع يتحمل مسئولية لتخفيف الآثار السلبية للخدمة فى عصر أصبح أكثر خطورة وأكثر إثارة للانقسام السياسى.
وتقول الشرطة إنها تلغى الآن حوالى 288 ألفا من المنشورات "البوستات" التى تندرج تحت خطاب الكراهية شهريا، إلا أن النشطاء يقولون إن معايير رقابة فيس بوك غير واضحة ومنحازة، تجعل من المستحيل على أى شخص معرفة ما يمكن أن يقول أو لا يقول. وكانت النتيجة أن جماعات الأقلية تقول إنهم يتعرضون لرقابة غير مناسبة عندما يستخدمون موقع التواصل الاجتماعى للحديث عن العنصرية أو لبدء حوار، مثلما حدث مع امرأة سوداء تعرضت لحادث عنصرى من رجل أبيض أمام طفليها، ولما كتبت ما حدث معها تم حذف منشورها. لأنه احتوى على الاعتداءات اللفظية التى تعرضت لها.
وما يزيد تعقيد الأمر لهؤلاء أن فيس بوك غالبا ما ينتقل من رقابة المنشورات إلى إغلاق حسابات المستخدمين لـ24 ساعة أو أكثر دون نفسير، وهو العقاب المعروف بين النشطاء باسم "حبس فيس بوك".
ويقول ستاسى باتون، أستاذ الصحافة فى جامعة مورجان، إنه فى عهد الحبس الجماعى، تأتى إلى هذا الفضاء الإلكترونى، الذى يبدو آمنا، ثم تتعرض لهجمات من المتصيدين وتوضع فى سجن فيس بوك، وهو ما يتناقض تماما مع مهمة زوكبيرج لخلق فضاء عام.
وفى يونيو، قالت الشركة إن نحو مليونى شخص يدخلون إلى موقع فيس بوك كل شهر، ومع النمو الهائل للشركة يأتى تحدى الحفاظ على المعايير المتسقة داخليا، حيث يواجه محتواها عددا كبيرا من دعوات التحكيم.
وتقول سوزان بينسيك، مدير مشروع الخطاب الخطير، وهو منظمة غير ربحية تبحث فى المحتوى الضار عبر الإنترنت وتهتم بحرية بالتعبير، إن فيس بوك ينظم الخطاب الإنسانى أكثر مما فعلت أى حكومة من قبل، وهو أشبه بقانون فعلى، لكنه قانون لا يزال سريا.
وكانت الشركة قد اعترفت مؤخرا فى مدونة إنهم كثيرا ما يخطئون لاسيما فى الحالات التى يستخدم فيه الناس مصطلحات محددة لوصفهم تجاربهم المريرة. ووعدت الشركة بتوظيف ثلاثة آلاف مشرف آخر على المحتوى ليصل إجمالى عددهم إلى 7500، وتبحث لتحسين البرامج التى تستخدمها لتحديد مستوى الكراهية، حسبما قالت متحدثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة