أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

قطر.. أزمة تحتاج للنفس الطويل

الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياسيون والدبلوماسيون يدركون جيداً أن المعركة مع الإرهاب ومموليه وداعميه لن تنتهى بين يوم وليلة، وإنما ستأخذ بعضاً من الوقت، خاصة إذا كان الهدف الأساسى هو معالجة القضية من جذورها، دون الاكتفاء بالقشور والسطح.
 
أقول ذلك بمناسبة ظهور أصوات تستعجل توجيه ضربة حاسمة لإمارة قطر، والنظام الإرهابى الذى يحكمها حالياً، دون الأخذ فى الاعتبار أن أى ضربة قاضية أو حاسمة ليست ببعيدة، ومن السهل جداً اتخاذها، لكن الأهم من ذلك هو تنظيف الأرضية بالكامل، حتى لا تكون هناك فرصة لأى جماعة إرهابية أن تنشط أو تجد من يوفر لها الملاذ الآمن، خاصة أن كل التجارب السابقة تؤكد أن القضاء على الإرهاب يحتاج لاستراتيجية تعتمد النفس الطويل كأساس لها، إذا أرادت الوصول إلى نتيجة منطقية، لكن مجرد العمل على تغيير نظام أو أسقاط رأس النظام، دون العمل على تغيير الفكر الذى يحكم النظام، فإننا لن نفعل شيئا، وسيكون الحل وقتيا، حيث سيعود الفكر الإرهابى مرة أخرى فى شكل جديد وبعباءة أخرى.
 
مشكلة قطر أنها منذ فترة وهى تعتمد دعم الإرهاب كفكر واستراتيجية، أصبحت متأصلة فى عقول الكثير من الأسرة الحاكمة، وأيضاً القطريين، وهو ما يفسر وجود العديد من الأسماء القطرية المتهمة بتمويل شخصيات وكيانات إرهابية، بما يؤكد أن التعامل مع قطر لا يجب أن يقتصر فقط على شخص تميم الإرهابى أو بقية أركان نظامه، وإنما مع الفكر الإرهابى والمتطرف الذى استشرى فى المجتمع القطرى، بدعم من تنظيم الحمدين.
 
الدول الأربعة «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر تدرك هذه الحقيقة جيداً، وتدرك أيضاً أن المعركة مع قطر ستأخذ بعض الوقت، خاصة أن النظام الحكام فى الدوحة بنى شرعيته على فكر الإرهاب والتدخل فى شؤون الدول الأخرى، لذلك من الصعب أن يتجاوب تميم مع كل المطالب المعروضة عليها، رغم إدراكه أنها مطالب واقعية إذا كان يرغب فعلا فى التعايش السلمى مع جيرانه فى الخليج العربى، أو مع بقية الدول العربية، لكنه لا يبحث عن التعايش السلمى، بقدر سعيه هو وبقية أركان نظامه للبقاء كقوة مناكفة للجميع، ولإرضاء عقدة النقص المسيطرة عليه جميعاً، نتيجة إحساسه أنه أقل من جميع من حوله، ليس فقط فى عدد السكان والمساحة، وإنما فى الفكر والعروبة والكثير من الصفات التى يتحلى بها العرب، ويفتقدها القطريون.
 
ما تقوم به الدول الأربعة تجاه قطر من وجهة نظرى يمثل خارطة طريق مهمة، فهى تحاول اجتثاث الإرهاب من أصوله وفقاً لترتيبات زمنية تم دراستها بعناية شديدة، واختيار التوقيتات المناسبة لها، لذلك فإن الدول الأربعة ليست فى عجلة من أمرها، لأن الهدف الذى تسعى له ليس هدفا وقتيا، وإنما يبحثون عن استقرار دائم للمنطقة، وهذا لن يتحقق الا بإزالة كل المسببات، وأهمها الفكر الإرهابى المنتشر فى قطر الذى يعد الرافد الأول للدواعش وبقية الإرهابيين فى الدول العربية.
 
الدول الأربعة تعمل وفق سياسة تجفيف منابع الإرهاب، وهذا ما ظهر من خلال إصدار القائمة الأولى للأشخاص والكيانات الإرهابية المدعومة من قطر، ثم تبعتها بقائمة ثانية، وربما خلال أيام نشهد القائمة الثالثة والرابعة، وبموازاة ذلك هناك حملة دبلوماسية قوية للدول الأربعة فى الخارج لكشف حقيقة النظام القطرى الإرهابى، وهو ما يعنى أن الدول الأربعة لا تبحث عن الضربة القاضية، وإنما أرادت السير فى طريق نهايته مبشرة للجميع، لأنه يحمل الخير للكل، الخير المتمثل فى تجفيف منابع الإرهاب بشكل كامل، بالإضافة إلى مواجهة الفكر الإرهابى المسيطر على النظام القطرى.
 
 كلنا ندرك أن الدوحة ستظل مستمرة فى نهجها بدعم المنظمات الإرهابية، كونها جزءا من مشروع أكبر يعمل على زرع الفتن وتفتيت المنطقة العربية على أسس دينية وطائفية وعرقية، وبالتالى لن تتوقف عن ذلك بين يوم وليلة، لأنها فى النهاية تعرف وتدرك أنها جزء من مخطط يستهدف دول المنطقة، حتى وإن حاولت تجميل وجهها القبيح بقرارات وإجراءات صورية لا تمت للواقع بصلة، ومنها ما صدر منذ أيام بشأن تعديلات لقانون مكافحة الإرهاب 2004، بعدما وقعت اتفاقية أو مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة بشأن مكافحة دعم التنظيمات الإرهابية، فهذه كلها أمور تبدو شكلية، لأن الدوحة لم تتخذ أية إجراءات على الأرض، فالإرهابيون  مازالوا مورجودين على الأراضى القطرية، وعلى رأسهم مفتى الإرهاب يوسف القرضاوى، كما أن التمويلات لا تزال تتدفق من خزائن الدوحة على الجماعات الإرهابية فى دول المنطقة، وسبق لقطر أن تخلت عن التزاماتها السابقة التى وقعت عليها فى الرياض عامى 2013 و2014، لأنها قائمة على مبدأ عدم الالتزام بالاتفاقيات ولا المعاهدات، وعدم مراعاة حسن الجوار والعلاقات بين الدول الخليجية والعربية، وكل هذه أمور لا يمكن علاجها فى فترة زمنية قصيرة، وإنما تحتاج لبعض الوقت. 
 
فى المجمل فإننى مؤمن بأن التعامل مع نظام الإرهاب الذى يحكم قطر يحتاج للنفس الطويل، وإجراءات تصاعدية تستهدف تنظيف الأرض بالكامل من الإرهاب فكراً وتنظيماً.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

لابد من زيادة الضغوط عليهم بنفس اسلوبهم بدعم المعارضة القطرية لاسقاط النظام الانقلابى

لا لابد من مخاطبة العالم كله بان الشعب القطرى يريد تغيير النظام الانقلابى فى قطر ولدينا رسالة موقع عليها من افراد بالاسرة الحاكمة تناشد العالم تغيير هذا النظام السفيه الذى يعتمد على المرتزقة لحمايته ولايستطيع الدمية تميم الخروج من قطر الا بتعليمات من تنظيم الحمارين حمد بن جاسم وحمد بن خليفة ولابد ان نكشف للعالم هذا النظام الاستبدادى المتخلف ديمقراطيا عن اقل دولة افريقية يوجد بها انتحابات وبرلمان بينما هذا النظام يوجه ابواق دعايته الاعلامية بالحقيرة نحو الخارج ونسى انه يفتثر الى ابسط قواعد الديمقراطية او حرية الراى او حتى السسادة الوطنية فيحميه خليط من المرتزقة من كل مكان ووقت الخطر سيحدث حرب طاخنة على ارض قطر بين هؤلاء المرتزقة طمعا فى السيطرة على الحكم وتقشير الموزه !!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة