دعا ترينت فرانكس، عضو جمهورى فى مجلس النواب الأمريكى، روبرت مولر، المحقق الخاص فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، إلى الإستقالة بسبب علاقة الصداقة التى تربطه بجيمس كومى، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية والذى كان يتولى التحقيق فى الملف قبل أن يقيله الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بشكل مفاجئ فى مايو الماضى.
وبحسب صحيفة واشنطن تايمز، الثلاثاء، قال فرانكس إن علاقة مولر بكوميى تجعله غير مؤهل لقيادة التحقيق فى التدخل الروسي فى الانتخابات الرئاسية وأى تنسيق محتمل مع حملة ترامب، خاصة أن التحقيق يشمل ما إذا كان الرئيس الأمريكى أقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى من منصبه فى محاولة لتقويض التحقيق.
وأضاف فرانكس، النائب عن ولاية أريزونا وعضو فى اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكى ، فى بيان صدر اليوم الثلاثاء: "إن أولئك الذين عملوا معهم قد شهدوا أن مولر وجيمس كومى يتمتعان بصداقة وثيقة، وقد أدليا ببيانات علنية يثنون فيها على بعضهما البعض".
وإستشهد فرانكس بالقانون الفيدرالى الذى يمنع المستشار الخاص من العمل فى الدور المعين له، إذا كان الشخص لديه تضارب فى المصالح. وفى حالة مولر، قال عضو الكونجرس إن تضارب المصلحة هو "علاقة شخصية مع أى شخص له صله بشكل كبير بموضوع التحقيق".
تأتى دعوة فرانكس لاستقالة مولر بينما أعرب مشرعون آخرون عن قلقهم من أن الرئيس دونالد ترامب قد يتطلع لإقالة النائب العام، جيف سيشنز، كوسيلة لإقالة المحقق الخاص أو وقف تحقيقه.
وكان الرئيس الأمريكى قد أعرب عن ندمه لتعيينه سيشنز فى منصبه بسبب تنحيه عن التحقيق فى ملف العلاقات مع روسيا، و فى الوقت نفسه انتقد أعضاء من الإدارة الأمريكية، بعض المدعين العامين، الذين اختارهم مولر لفريقه الخاص، واتساع نطاق التحقيق.
وتعهد سيشنز، فى مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، نهاية الأسبوع الماضى، بالبقاء فى منصبه، على الرغم من أنه قال أن إنتقادات الرئيس الأمريكى له كانت "مؤلمة". وتابع ان ترامب يرغب بان "يقوم كل منا بعمله وهذا ما انوى القيام به".
وتنحى سيشنز فى مارس الماضى عن التحقيق حول التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 بعد أن تبين أنه أخفى خلال جلسة الاستماع أمام لجنة الكونجرس أنه التقى مرتين السفير الروسى فى واشنطن سيرجى كيسلياك.
وبينما لا يزال من صلاحيات ترامب التدخل وتوجيه أوامر بإقالة مولر، فإن بعض الصحف الأمريكية كانت قد أشارت، فى وقت سابق، إلى أن ريتشارد نيكسون هو أخر رئيس أمريكى أصدر أوامر بإقالة المحقق الخاص الذى يحقق فى قضية تتعلق بأشخاص على صلة بالرئيس، ونيكسون هو الرئيس الأمريكى الذى تم عزله فى 1973 على إثر فضيحة ما يعرف بـ"ووترجيت".
وكان قرار ترامب المفاجئ بعزل كومى من منصبه، تسبب فى موجة جدل وإتهامات عارمة سيطرت على أروقة السياسة فى الولايات المتحدة، نظرا لأنه يشرف على التحقيقات الخاصة بملف علاقة حملة ترامب بروسيا، فضلا عن ظهور تقارير تفيد بأن كومى طلب الإستعانة بمصادر أخرى فى التحقيقات.
وإلى جانب وجود محقق خاص، فإن الكونجرس الأمريكى يجرى تحقيقه الخاص فى الملف الروسى، ولكن بموجب إجراءات وزارة العدل، سيكون لمولر حرية كبيرة، بما فى ذلك الملاحقات الجنائية، إذا لزم الأمر، ذلك على الرغم من أن رود روزنشتاين، نائب المدعى العام، يتمتع بسلطة الإطاحة به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة