فى بدايات القرن الماضى كان الأتراك حاضرون بضعفهم ومؤامراتهم فى كل الهزائم التى لحقت عالمنا العربى، وكل قطعة فقدناها سقطت باتفاق–ضمنى أو مكتوب - مع السلطان العثمانى، واحتلت إيطاليا ليبيا بالتواطؤ والدبابات معا، وبعد الحرب العالمية الثانية لجأت إيطاليا المهزومة إلى الظل بعدما وزع مؤتمر يالطا الغنائم على المنتصرين، وبعد الفوضى العارمة التى خلفتها ثورات العرب مؤخرًا راودت الأحلام روما من جديد فى البترول الليبى، لكن المشهد تغير وتغيرت معه موازين القوى، وكان طبيعيًا أن تسعى مصر للحفاظ على الجارة متماسكة ومستقلة، وهذه أول الحقائق التى ستصطدم بها البارجة الإيطالية التى وصلت إلى سواحل طرابلس باستدعاء مريب من فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، وكلاهما، السراج وإيطاليا، يعرف أن عصر الاستعمار يستحيل استنساخه، ولم يتبقَ من أساليب الحرب الباردة سوى المكايدة بالقضايا الفرعية مثل مقتل الشاب ريجينى، وإذا أردت أن تعرف من الذى قتله عليك أن تمد الخط باستقامته عبر البحر المتوسط، بدءًا من أروقة جامعة كامبريدج فى إنجلترا وانتهاءً بحقول النفط على السواحل الليبية، وسأترك بقية التفاصيل لذكائك.