تحدثت صحيفة واشنطن تايمز، عن الأزمة المستمرة بين قطر ودول الرباعى العربى المطالب بوقف دعمها للإرهاب، وما يعانيه الاقتصاد القطرى من آثار وخيمة نتيجة استمرار مقاطعة الدوحة، مشيرة إلى أن هذا الإصرار يأتى إلتزامًا بالموقف الأصلى للدول العربية الأربعة، حيث يرونه فرصة لإنهاء التهديد الإرهابى المروع للأمن فى الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الفراغ الذى خلفته إدارة أوباما بسحب معظم القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، ملئه سريعا الإرهابيين القتلة، وقد ساهمت قطر فى عدم استقرار المنطقة من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة، وقد ألقى هذا الواقع أعباء على الجيش الأمريكى، وأدى إلى المزيد من الوفيات بين المواطنين والعسكريين الأمريكيين، كما استفادت روسيا وإيران من الوضع.
وأضافت أن اليوم تعمل الميليشيات المؤيدة لإيران، مثل حزب الله، بحرية من قم إلى العراق وسوريا ولبنان، والتقى قادة حماس مؤخرًا مع القادة الإيرانيين، وهم بالتأكيد لا يتحدثون عن تبنى الأيتام، بل ربما يدفعون بمزيد من الأيتام فى المنطقة، مشيرة إلى أن إيران وحلفائها لديهم أسلحة روسية مميتة مثل صواريخ إس-300 المضادة للطائرات، ما يجعل مهمة تدمير المنشآت النووية الإيرانية أكثر صعوبة.
وتقول واشنطن تايمز، أن إيران ليست وحدها، فتقوم قطر بإيواء وتمويل المتطرفين فى جميع أنحاء العالم وليس الشرق الأوسط فقط، وقد منحت محطة الجزيرة التليفزيونية للدعاة الإرهابيين منصة لنشر الكراهية والتحريض على العنف فى جميع أنحاء العالم الإسلامى والغربى.
وفي جلسة استماع عقدها الكونجرس مؤخرًا، تحدث ماثيو ليفيت من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مسئول سابق فى وزارة الخزانة فى إدارة جورج بوش، عن مخاطر الدعم المالى غير الرادع الذى تقدمه قطر للإرهابيين والقتلة، فضلًا عن إيوائهم داخل حدودها.
وقال ليفيت، فى شهادته أمام لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب فى 26 يوليو الماضى: "انتقدت الولايات المتحدة طويلا، الحكومة القطرية بسبب سياساتها تجاه الإرهاب، وخاصة أوجه القصور فيما يتعلق بالجهود المبذولة لمكافحة تمويل الإرهاب، وفى السنوات الأخيرة، منحت قطر لقادة حماس والإخوان المسلمين وحركة طالبان المأوى، كما وفرت منصة للقادة المتطرفين لنشر إيديولوجياتهم من خلال البرامج على قناة الجزيرة ".
وقالت الصحيفة أن الاستقرار فى الشرق الأوسط ظل مهددًا باستمرار، وذلك فى جزء منه بسبب أنشطة النظام القطرى، وأضافت أن الربيع العربى سرعان ما تحول إلى شتاء قاسى، حيث مكنت قطر الإخوان المسلمين من الاستيلاء على السلطة فى مصر ومحاولة ذلك فى ليبيا وسوريا، وهو ما أسفر عن نتائج كارثية.
وتابعت أنه يمكن إلقاء لوم الدمار والإضطرابات التى ضربت المنطقة، على أسرة آل ثانى الحاكمة فى الدوحة، حيث الأب حمد الذى حكم حتى عام 2013 حيث واصل أبنه تميم السياسة ذو الوجهين من الصداقة مع الولايات المتحدة وفى نفس الوقت دعم أعدائها من الإيرانيين والجماعات الإرهابية.
وتقول الصحيفة إن الأمر سوف يستغرق وقتا طويلا، وكثير من المال وجيل جديد لإصلاح الفوضى التى أحدثتها هذه الإمارة الصغيرة فى الشرق الأوسط، وقبل أن يبدأ الشفاء، يجب أن يكون هناك جهد لتطهير العالم العربى والإسلامى من فيروس الإسلاموية العنيفة الذى تنشره قطر.
ودعت الصحيفة إلى إنشاء حائط عربى سنى/أمريكى ضد التوسع الإيرانى فى المنطقة، وقالت أنه يجب على الإدارة الأمريكية، أن تواصل تعزيز فكرة أن أمريكا ستقف مع حلفائها الخليجيين ضد إيران من خلال تعزيز دفاعاتهم وحماية المصالح الأمريكية، عسكريًا إذا لزم الأمر.
وخلصت بالقول، أن واشنطن خلقت الوحش فى طهران من خلال السماح بتطوير الأسلحة النووية والصاروخية الإيرانية، كما تسامحت على دعم الإرهاب القطرى لفترة طويلة جدًا، ولذلك، يجب عليها أن تساعد على حماية حلفائنا من العواقب - بما فى ذلك إعادة قطر إلى المسار، مشيرة إلى أن ضرورة كبح جماح قطر لمواجهة الهيمنة الشيعية فى الشرق الأوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة