خلف تنظيم داعش الإرهابى آثار تدميرية بالغة على آراضينا العربية تتجاوز كل أفعال القوى الاستعمارية على مر العصور، ولم تكن الآثار التدميرية تلك على الواقع السياسى للدول أو على نفوس شعوبها فقط، ولكنها تمس التراث والتاريخ، فما قام به داعش لا يجرأ أى استعمار على فعله من تدمير للإرث الإنسانى فى كل من سوريا وليبيا والعراق.
داعش تدمر مدينة نمرود الأثرية
وعصفت داعش بكل ما هو أخضر ويابس وكل ما يضفى على سوريا وليبيا والعراق قيمة عز وفخر، بل وجاءت بغاية طمس ومسح هويتنا وتراثنا وتدمير كامل لآلاف السنين من الفخر بالهوية الراسخة والتراث القائم فى دول الرافدين بالأخص.
حرب داعش على التراث
وتحت عنوان "الغل والحقد والذبح"، وعلى هذا النهج، دمرت داعش قائمة غنية بتراث البشرية أجمع، وواصلت الاعتداء على التراث الأثرى والثقافى الأكبر فى العالم. واتخذت داعش منهجًا سميته بـ"التطهير الثقافى" للقضاء على الإرث التاريخى لسوريا وليبيا والعراق.
العراق
وكما قال الشاعر الألمانى هاينرينش هاين "فى كل مكان يحرق فيه الرجال الكتب والثقافة، ينتهى بهم الأمر إلى إحراق رجال آخرين"، وكما قالت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو "التراث هوية، وهو الانتماء"؛ جاءت داعش لتقضى على هويتنا وإحدى محددات انتمائنا، فمن مولهم وساعدهم وزودهم وساعد فى وجودهم، لايريد لنا ألا الدمار والضياع دون رجعة.
هدم الكنز الحضاري في النمرود
وتأتى أهم معالم التراث فى سوريا والعراق على قائمة الآثار المدمرة على يد التنظيم الإرهابى، ومنها:
مدينة نمرود الآثرية فى العراق؛ وأعتبرت منظمة اليونسكو تدمير مدينة نمرود بالعراق "جريمة حرب".
مدينة "نمرود"، أول عاصمة آشورية، تأسست منذ 3200 سنة، وهى غنية بالثروات، ومدى الضرر الذى وقع عليها بعد تدمير داعش لأجزاء منها لم يتضح للعلماء بعد، وقام التنظيم ببيع الكثير من القطع الآثرية من المدينة إلى الخارج.
داعش تدمر مدينة نمرود بالعراق
مدينة نينوى، أو آشور القديمة، وهى كانت من أولى الإمبراطوريات التى توسعت بقوة فى جميع أنحاء الشرق الآوسط قبل 600 عاماً من الميلاد. ويقول العلماء انها كانت أكبر مدينة فى العالم آنذاك.
حجم الدمار بموقع نمرود التاريخى
ونهبت داعش العديد من المخطوطات القديمة بها، والكتب، والآثار، وقامت بحرق مكتبة الموصل القديمة بالمدينة، كما قامت بتدمير أهم الآثار فى متحف الموصل، ما استدعى التنديد من منظمة اليونسكو ومجلس الأمن وتصنيف تلك الأفعال على أنها "جرائم حرب" كما جاء فى قرار المجلس رقم 2347.
داعش تدمر اثار العراق
واستولت داعش فى العراق على مدينة حترة الآثرية، فى 2014، وجعلت منها معسكراً للتدريب، وقاموا بتدمير التماثيل الآثرية بها، وقالت حينها رئيسة اليونسكو، إيرينا بوكوفا أن "تدمير الحضر يشكل نقطة تحول فى الاستراتيجية المروعة للتطهير الثقافى فى العراق"، ولكن تلك الأفعال كانت تتجاوز كونها استراتيجية تدميرية لداعش فقط ومحاولة بائسة لإثبات الوجود، بل كانت خطة واضحة لمحو تاريخ وهوية وتراث العراق واستكمال تدميرها تمامًا.
متحف الموصل
دير "مار بنهام"، وهو موقع مقدس تم تأسيسه فى القرن الرابع، نجى من هجومات المغول ولكن لم ينجو من الخراب الذى دمر بلاد الرافدين فى التاريخ الحديث. ولم تعتق داعش أثر إلا ودمرته بقدر المستطاع، فقامت بتدمير مسجد النبى يونس، بالموصل، بالمتفجرات بحجة التشدد وحظر الشرك.
تحطيم قبر النبى يونس
ضريح الإمام دور، بالقرب من مدينة سامراء، كان نموذجًا رائعًا لفن العمارة والديكور الإسلامى فى العصور الوسطى، وفجرته داعش فى 2014، أما فى سوريا، قالت جمعية الآثار السورية أنه تم تدمير أكثر من 900 موقع ونصب أثرى على يد التنظيم منذ 2011، ودمرت داعش الكثير من المواقع المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث الإنسانى بسوريا.
داعش وقت تواجدها بتدمر السورية
وقام التنظيم الإرهابى بتفجير معبدى بل، وبلعشمين ، وقوس النصر الذين بلغوا 2000 سنة من العمر بمدينة تدمر السورية فى 2015، كما قاموا بتخريب تل عجاجة الآشورى، ولم يكفوا عند هذا الحد، بل دمروا أيضًا مستوطنة يونانية آثرية على نهر الفرات بالقرب من الحدود العراقية المعروفة باسم "دورا أوروبوس"، وهى تضم أقدم كنيسة معروفة فى العالم.
لحظة تدمير معبد بلعشمين فى مدينة تدمر السورية
وفى ليبيا احتفل تنظيم داعش الإرهابى بذكرى سقوط الرئيس معمر القذافى بتفجير ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر الصوفى فى 2012، على اعتبار "زيارة قبره أو اتباع تعاليمه من الشرك بالله"، بمدينة زليتين الليبية، وهو كان من أكبر مراكز تحفيظ القرآن الكريم فى ليبيا، وكان الشيخ عبد السلام الأسمر يعدّ من أهم علماء ودعاة الإسلام فى القرن العاشر الهجرى، فهو من فقهاء المالكية وعالم فى عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن أبرز مشايخ التربية والسلوك على منهج أئمة التصوف، واكتمل المشهد التخريبى بتدمير جامعة ومكتبة تحمل اسم الشيخ.
تدمير الأضرحة
كما دمروا ضريح الشعاب الدّهماني فى طرابلس، وانتهكوا حرمة القبر سنة 2012 بالموازاة مع تدميرهم مقام الشيخ عبد السلام الأسمر، وراحت آثار السلف بعد سلسلة تفجيرات تضمنت ضريح سيدى محمد الأندلسى فى 2013.
اثارعراقيه فى السوق السوداء
الآثار المحطمة
تدمير الآثار بنينوى
تدمير الأسواق التاريخية بسوريا
مدينة تدمر-سوريا
هدم ضريح بسوريا
الجامع الأموى-حلب
تدمير أضرحة حلب
تفجير الاضرحة
داعش تتعدى على الإرث الإنسانى
داعش تسرق التاريخ
داعشى يحمل العلم فى مدينة الموصل قبل تحريرها
متحف الموصل قبل الاعتداء
متحف الموصل-العراق
مخطوطات تاريخية محروفة
موقع نمرود الآثرى قبل اعتداء داعش
هدم الأضرحة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة