ماجدة إبراهيم

البروتكول القاتل

السبت، 12 أغسطس 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قابلته منذ أكثر من خمس سنوات، نشاطه الملحوظ، وطموحه المفرط أبهرنى حتى أننى قلت له حرفيا «لو فى زى حضرتك ثلاثة فى البلد كانت مصر حالتها بقت أحسن»، إنه الدكتور شريف أبوالنجا، مدير مؤسسة 57357، ذلك الصرح الطبى الكبير.
 
لكننى لم يخطر فى بالى أن النجاح إلى حققته المؤسسة وتوسعاتها الضخمة وحجم التبرعات المهول الذى يصل لمستشفى 57357 سيغير النفوس.. سيجمد القلوب.. سيجعل قامة فى مثل الدكتور شريف أبوالنجا تخرج من فمه كلمات غير مباليه مثل «مش عايزين دوشه، إحنا مش هنشيل مسؤولية بلد»، وغيرها من الجمل المستفزة.. التى لا ينبغى أن تقال فى أوقات المصيبة.
 
جنى ومازن أطفال فى عمر الزهور لم يكن لهم ذنب فى مرض نهش براءتهم وجعلهم بلا حراك.. لم يجدوا لهم مكانا فى مستشفى 57357 ذلك الصرح الذى بنى بتبرعات ودماء أبناء هذا الشعب.
 
وفى النهاية يموت الأطفال لمجرد أنهم سبق وأن دخلوا مستشفى أخرى قبل مستشفى 57.
وقال إيه الدكتور المحترم ذو القلب القاسى يقول «ده بروتكول»، فليذهب البرتكول إلى الجحيم.. ولتبقَ الإنسانية والرحمة، فإذا كان العدل هو ميزان الأمور وحاكمها فإن الرحمة فوق العدل.
 
وإذا كان البروتكول الملعون فوق بكاء الأطفال الأبرياء وحياتهم فالرحمة فوق أى مؤسسة وأى قانون.
 
ودعنى أسألك سؤالا مهما عزيزى الدكتور المحترم لو أن جنى ابنتك أو مازن كنت ستتركه يموت.
لماذا لم تنظر فى عيونهم لترى حسرة المرض وهزيمة الفقر والحاجة، هذا الصرح الذى ترأسه لم يكن له وجود لولا القلوب الرحيمة والعقول المستنيرة التى تبرعت واستمرت فى التبرع والمساندة.
 
ودعنى أتسائل من أين لمؤسسة خيرية تجمع أموالها عن طريق التبرعات الخيرية بهذا الكم من الإعلانات فى الصحف والمواقع والتليفزيون والراديو؟
قبل أن تطبق بروتكول وقوانين صماء.. تعلم أن تكون رحيما.. علم العاملين فى المؤسسة من أطباء وممرضات ومسؤولى علاقات عامة كيف يتعاملون مع أناس فى قمة ضعفهم.. فى مرض فلذات أكبادهم.
 
أى بروتكول الذى تطبقه ليزهق الأرواح ويدوس على آدمية البشر؟!
لو سمحت يا دكتور شريف راجع كل إعلاناتك ورسائلك عن المؤسسة العملاقة التى تملأ كل القنوات ليل نهار، لتعرف أنك تقول شعارات ولا تطبقها.
هذا الشعب الطيب يستحق أكثر من ذلك.. هؤلاء الأطفال الأبرياء وأهاليهم لا يعرفون البروتكول الذى تتحدث عنه.. ولا حتى معنى الكلمة.
 
أرجوك يا دكتور شريف انزل من برجك العاجى فى مكتبك بالمؤسسة وانخرط مع الحالات كما كنت تفعل فى بدايات مؤسسة 57357.
 
انسَ النجاح الزائف الذى تعتقد أنك بمفردك قد حققته.. وابحث عن النجاح الحقيقى وهو إنقاذ أطفال مصر من براثن مرض السرطان المميت..
 
هدفك لابد أن يكون كيف تمسح دموع هؤلاء الأطفال ومساندة آبائهم وأمهاتهم.. لا أن تحافظ على البروتكول، لكى تبقى المؤسسة شكلها جميل، والجميع يشكر فى أدائها.. فى حين أن جدرانها ملوثة بكل طفل بكى لأنه لم يستطع تلقى العلاج فى الوقت المناسب.
 
محاصرة بدعوات البسطاء ممن أغلقت فى وجوههم أبواب مؤسستك حتى مات أبناؤهم.
ونصيحة من أم مصرية احذر من دعوة المظلوم فهى ليس بينها وبين الله حجاب.
وأتمنى لكل من تسبب فى وفاة جنى ومازن نوما هادئا مريحا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة