سقطت الدولة اللبنانية فى فخ "خلية العبدلى".. تلك الخلية الإرهابية التى كشفت عنها السلطات الكويتية وأثبتت تورط عناصر من حزب الله اللبنانى فيها، الأمر الذى زلزل أركان بيروت، بعد أن لاحت فى الأفق أزمة دبلوماسية وشيكة بين لبنان والكويت، ورغم أن هناك تباين بين مختلف الأطياف فى الداخل اللبنانى حول حقيقة تلك الإتهامات، إلا أن الجميع اتفق على ضرورة التحرك بشكل عاجل لتسوية الملف قبل أن تخسر بيروت عاصمة خليجية هامة بالنسبة لها.
وفى إطار تحرك الدولة اللبنانية بكل أركانها لمحاولة امتصاص غضب الكويت بعد "خلية العبدلى" قررت أوساط سيادية إيفاد وفدا رفيع المستوى للجارة الخليجية، يرأسه سعد الحريرى رئيس الوزراء برفقه مسئولين أمنيين ودبلوماسيين، حيث أكدت مصادر لبنانية أن هناك توافق على ضرورة وجود الحريرى لاستغلال علاقاته الجيده مع الخليج، ما سيضفى مصداقية على رغبة بيروت فى حل الأزمة.
حسن نصر الله
سعد الحريرى يلتقى أمير الكويت
ويلتقى الحريرى خلال زيارة تبدأ غدا الأحد وتستمر يومًا واحدُا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وكبار المسئولين، محاولاً استيعاب تداعيات تورط حزب الله فى "خلية العبدلي"، واتفقت الأوساط السياسية فى بيروت على أن ينقل الحريرى إلى المسئولين فى الكويت رسالة تؤكد على تمسّك لبنان الرسمى بأفضل العلاقات بين لبنان والكويت، وأن لبنان يتابع مضمون المذكّرة الكويتية فى شأن خلية العبدلى ويتمسك بجلاء ملابساتها».
وكشف الحريرى خلال جلسة لمجلس الوزراء قبل أيام عن الزيارة المرتقبة للكويت، بعدما أثار وزير الشؤون الاجتماعية المنتمى لحزب القوات اللبنانية، بيار بوعاصي، مسألة خلية العبدلي، مقترحا تشكيل وفدٍ وزارى ليزور الكويت " لتوضيح الأمور، فتكون شفافة بين الجانبين".
واستبقت الخارجية اللبنانية زيارة رئيس الحكومة بسلسة اتصالات بالمسئولين الكويتيين لتمهيد الطريق أمام الوفد الذى سيبدأ زيارته للكويت مساء اليوم، حيث أكدت وزارة الخارجية اللبنانية أن الوزير جبران باسيل وحرصا منه على افضل العلاقات مع الكويت، أجرى اتصالات، عدة فى المرحلة الأخيرة مع مسئولين فى الدولة الكويتية لمعالجة القضية المطروحة أسباباً وتداعيات، كان آخرها مع وزير الخارجية صباح الخالد الحمد الصباح، حيث تم الاتفاق على كيفية متابعة القضايا المثارة وحلحلتها.
نصر الله يضع الحريرى فى مأزق خليجى
الخارجية اللبنانية تحاول احتواء الغضب بالتصريحات
وأكدت وزارة الخارجية اللبنانية، حرص لبنان على تمتين العلاقات مع الـكـويت الشقيقة، وشجبه أى تدخل فى الشؤون الداخلية لأى بلد عربى بحسب ميثاق الجامعة العربية، وهذا ما عكسه باسيل، منذ الْـيَـوْم الأول لتسلمه الرسالة الاحتجاجية الكويتية من السفير الكويتى فى لبنان، عبدالعال القناعى بشأن اتهام "حزب الله" بالتورط فى "خلية العبدلى" الإرهابية.
وأصبحت قضية "خلية العبدلي" فى دولة الكويت قنبلة موقوتة تهدد رئيس وزراء لبنان وحكومته، خاصة بعد أن سلمت الكويت قبل نحو أسبوعين حكم المحكمة الكويتية، الذى ثبت فيه مشاركة ميليشيات "حزب الله" فى التخابر والتمويل وتقديم الأسلحة لما يعرف بخلية «العبدلي»، وأكدت الكويت أن ميليشيات حزب الله تمثل تهديدًا لأمن واستقرار البلاد، وأن علاقته بعناصر الخلية الإرهابية تعد تدخلًا سافرًا وخطيرًا فى الشأن الداخلي.
وطالبت الكويت بيروت، بممارسة مسؤولياتها تجاه تصرفات حزب الله غير المسئولة، باعتباره أحد مكونات الحكومة اللبنانية القائمة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لردع ووقف ممارساته، وإفادة الحكومة الكويتية بما تم اتخاذه من إجراءات فى هذا الشأن.
المتهمون فى خلية العبدلى
مصادر لبنانية، أكدت أن أى تطمينات شفوية من جانب الحكومة اللبنانية لن تجدى هذه المرة، لافته الى أن المذكرة التى قدمتها الكويت لبيروت كانت شديدة اللهجة وتطالب بإجراءات محدده لردع حزب الله ووقف ممارساته وتدخلاته فى شئون دول المنطقة، مشدده على أن محاولة نصر الله للالتفاف على الاتهامات الكويتية لم تجد صدى لدى دول الخليج، حيث خرج فى خطاب مباشر ونفى الاتهامات وامتدح القيادة الكويتية وسياستها الحكيمة تجاه قضايا المنطقة، موضحه أن كلامه لم يجد له مستمع فى الكويت.
توقيت الأزمة وتحركات الرباعى العربى ضد الإرهاب
توقيت تفاقم أزمة خلية العبدلى والكشف عن علاقة حزب الله بها لا يمكن قراءته بمعزل عن الحرب التى يشنها الرباعى العربى ضد قطر وسياستها الداعمة للإرهاب، حيث أكدت المصادر أن المنطقة العربية تغلى ويتم بشكل يومى كشف خيوط تمويلات الإرهاب فى المنطقة مشددا على أن علاقة حزب الله بالدوحة ليست خافية على أحد، وبالتالى فان تقاعس الحكومة اللبنانية عن اتخاذ موقف حاسم من تلك القضية قد يعرض بيروت الى حصارا خليجيا جديدا.
وكشفت تقارير محلية كويتية عن جرائم الحزب اللبنانى فى محاولة لضرب وزعزعة استقرار الكويت، حيث أكدت أن حزب الله والحرس الثورى الإيرانى توغلا فى الكويت بعد انتصار الثورة الإسلامية مع بداية الثمانينات، لافته الى أنه تخفى خلف تسميات عده منها «طلائع تغيير النظام للجمهورية الكويتية»، و«قوات المنظمة الثورية» فى الكويت و«صوت الشعب الكويتى الحر» ومنظمة «الجهاد الاسلامي» التى كانت العامل المشترك لكل اذرع الحرس الثورى الايرانى فى المنطقة والعالم.
السلطات الكويتية تبحث عن بقية المتهمين
الكويت تتحدث عن التاريخ المشبوه لـ"حزب الله"
وأشارت التقارير الكويتية الى أن تلك التنظيمات عرفت بتعاونها الوثيق والكامل مع مليشيا«حزب الله» اللبنانى خصوصا فيما يتصل بأعمال التفجير وخطف الطائرات التى جرت فى الكويت، كما قام الحزب بإنشاء عدة فرق كشفية ومؤسسات اجتماعية لتكون ستارا لأعمال التدريب التى كان يخضع لها شبان الكويت، على يد عناصر تم تدريبها سابقا من قبل الحرس الثورى الايراني.
وأمام هذا التاريخ المشبوه لحزب الله فى الكويت فإن بيروت مطالبه باتخاذ قرارات رادعة تجاه حزب الله، إلا أن هناك شكوك لدى البعض بأن "الحكومة اللبنانية ورئيسها لم ولن يتخذوا قراراً صارماً، فى ظل مشاركة نصر الله فى الحكومة، وسيطرته على البرلمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة