تعيش الأرجنتين اليوم حالة من الجدل السياسى، وذلك من خلال الانتخابات التمهيدية التى تشهدها اليوم، بعد إعلان رئيس الأرجنتين السابقة كريستينا فيرنانديز دى كيرشنر الترشح فى الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها فى 22 أكتوبر القادم.
وتجعل هذه الانتخابات الأرجنتين فى مفترق طرق للاختيار بين اليمين واليسار، فإعلان دى كيرشنر الترشح فى الانتخابات التشريعية يجعل البلاد أمام اختبارًا حقيقيًا.
فبمجرد ترشحها أعاد إلى الأذهان حقبة السياسات اليسارية التى تشمل إعادة الدعم وضبط أسعار العملة فى البلاد، إلا أنه فى نفس الوقت يعتبر الرئيس الحالى ماريسيو ماكارى الذى يمثل اليمين مثال جيد للرئاسة، حيث أنه أعاد الثقة الاقتصادية فى البلاد، وفتح استثمارات خارجية عديدة، وأعاد حالة الاستقرار الاقتصادى.
وقالت صحيفة "الموندو" الإسبانية، إن دى كيرشنر (2007-2015) تقاتل من أجل الفوز فى الانتخابات التمهيدية المقررة اليوم، والتى تجرى وسط حالة اقتصادية صعبة بالبلاد، كما يغلب عليها الشكوك المتبادلة بين أحزاب الائتلاف الحكومى والمعارضة بشأن أى خروقات محتملة قد تشوب العملية الانتخابية.
وترى الصحيفة، أن الرئيس الحالى ماريسيو ماكارى لديه كاريزما كبيرة وسط الأرجنتنيين، ونقلت قول نائب المدير العام للهيئة الوطنية للانتخابات، جوستابو ماسون، قوله أن "كل شىء جاهز" لضمان شفافية انتخابات اليوم".
وأشارت الصحيفة، إلى أن 33.2 مليون أرجنتينى سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع اليوم للتصويت فى الانتخابات التمهيدية التى ستشكل مقياسا للمناخ السياسيى قبل الانتخابات التشريعية التى ستشدها البلاد فى 22 أكتوبر المقبل، حيث سيتم تجديد ثلث أعضاء مجلس الشيوخ ونصف أعضاء مجلس النواب.
وأوضحت الصحيفة، أن بوينس آيرس، أول دائرة انتخابية فى البلاد، والمعقل التقليدى لحزب الرئيسة السابقة دى كيرشنير، ستكون المعترك الرئيسى لهذه الانتخابات التمهيدية، حيث تضم 12.3 مليون ناخب، مشيرة إلى أن الرئيسة السابقة ستنافس فى هذه الانتخابات التمهيدية بهدف الحصول على مقعد فى مجلس الشيوخ عن محافظة بوينس آيرس، خلال التشريعيات القادمة.
ومن ناحية آخرى، يأمل ماكرى فى أن ينجح فى تلك الانتخابات وأن يتدد قبضته داخل البرلمان، خاصة وأن الاقتصاد الارجنتينى نما بنسبة طفيفة 0.3% خلال الربع الأول من عام 2017 الجارى، ولكن من دون تراجع فى معدلات البطالة.
وأوضحت الصحيفة، أن التضخم المرتفع والبطالة من أهم العوامل الداعمة لفيرنانديز وعودتها للانتخابات، حيث أن الشعب الأرجنتينى سيجد ذلك فرصة كبيرة لتحسين الحالة الاقتصادية.
وفى حال انتخاب فيرنانديز فإن المهمة لن تكون الجديدة بالنسبة لها، فقبل أن تتقلد الرئاسة عام 2007، عملت عضو مجلس شيوخ عن إقليم بوينس آيريس، وقبل ذلك كانت عضو مجلس شيوخ عن إقليم سانتا كروز، حيث ينتمى زوجها الراحل الرئيس نيستور كيرشنر،كما أن نجل فرنانديز دى كيرشنر عضو بالبرلمان حاليا عن هذا الإقليم، بينما تتقلد شقيقة زوجها منصب الحاكم، ما يجعل الصورة تبدو وكأن المشهد السياسى تحول لشأن عائلى لآل كيرشنر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة