يعد السياسى والدبلوماسى اللبنانى المخضرم الدكتور غسان سلامة من أبرز الشخصيات التى تولت مهام بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا خلفا للألمانى مارتن كوبلر.
ويأتي ترتيب غسان سلامة السادس بين الممثلين الخاصين للأمم المتحدة لدى ليبيا في مسيرة بدأتها المنظمة الأممية بالمبعوث الأردني عبد الإله الخطيب بعد أسابيع من اندلاع ثورة 17 فبراير ليخلفه الدبلوماسي البريطانى إيان مارتن ( سبتمبر 2011 - أكتوبر 2012)، ثم السياسي اللبنانى طارق متري (12 سبتمبر 2012- سبتمبر 2014)، ثم الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون (أغسطس 2014 - أكتوبر2015) وانتهاء بالألمانى مارتن كوبلر(29 أكتوبر 2015-2017).
ويواجه المبعوث الأممى الجديد غسان سلامة العديد من الأزمات التى تعصف بالمشهد الليبى ولا سيما رغبة بعض الأطراف فى إدخال تعديلات على الإتفاق السياسى الموقع فى الصخيرات، إضافة لمشكلة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية فى الشرق والغرب وإيجاد حلول ناجعة لحل الكتائب والميليشيات المسلحة، إضافة لبحث أزمات النازحين والمهجرين.
ولد الدكتور غسان سلامة عام 1951 فى لبنان، ودرس القانون فى جامعة القديس يوسف، والقانون الدولى فى جامعة باريس، ثم حاز درجة الدكتوراة فى العلوم السياسية من جامعة باريس الأولى، وحصل على دكتوراة فى الآداب من جامعة باريس الثالثة، وقد أمضى الجزء الأكبر من حياته لاحقاً فى تدريس العلاقات الدولية، نظرية وتطبيقاً، فى عدد من الجامعات اللبنانية والفرنسية والأمريكية.
وتولى غسان سلامة منصب رئيس مجلس أمناء الصندوق العربى للثقافة والفنون "آفاق"، وعميد "معهد باريس للشؤون الدولية"، وعمل أستاذاً للعلاقات الدولية فى "معهد العلوم السياسية" بباريس وفى "جامعة كولومبيا" بنيويورك، كما شغل منصب وزير الثقافة فى لبنان بين عامى 2000 و2003، وكلف بمهام خاصة إلى جانب حقيبته، مثل تنظيم "قمة بيروت العربية" و"القمة الفرنكوفونية" فى لبنان، فكان فى كلتيهما رئيساً للهيئة التنظيمية وناطقاً رسمياً.
وعلى الصعيد الدولى، عين مستشاراً سياسياً لبعثة "الأمم المتحدة" فى العراق عام 2003، ثم عيّن بعدها مستشاراً خاصاً للأمين العام لـ"الأمم المتحدة" بين 2003 و2006، كما رشح مؤخراً لمنصب الأمين العام لمنظّمة اليونسكو، وحقق ترشحه تأييداً كبيراً بين الشخصيات الثقافية والسياسية فى لبنان والوطن العربى، ومن أبرزهم الروائى اللبنانى الفرنسى أمين معلوف الذى قال: "غسان سلامة هو الشخصية الأمثل لهذا المنصب".
واختار معرض الشارقة الدولى للكتاب عام 2016 المفكر والأكاديمى اللبنانى الكبير الدكتور غسان سلامة٬ شخصية العام الثقافية للدورة الخامسة والثلاثين للمعرض لسيرته الأكاديمية وعطاءاته الثقافية الحافلة بالإنجازات والمؤلفات التى قدمها للمكتبة العربية.
وعلى المستوى الشخصى له ابنة وحيدة هى ليا سلامة وتعمل كمعدة ومقدمة برنامج إذاعى سياسي شهير بإذاعة |فرانس أنتير" يحظى بمتابعة خاصة حتى من كبار الساسة الفرنسيين، إذ طلب الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند الصحافية سلامة إلى الإليزيه قبل أشهر لمناقشتها ببعض القضايا التي وردت في البرنامج.
اختير غسان سلامة عضواً فى عدد من المنظمات العالمية غير الحكومية، ومنها: مجموعة الأزمات العالمية فى العاصمة البلجيكية بروكسيل، ومؤسسة "أوبن سوساييتي" بنيويورك، و"مكتبة الإسكندرية"، و"مركز حل النزاعات" بنيويورك، و"مركز العمل الإنسانى" فى جنيف، وهو أحد مؤسسى "الصندوق العربى للثقافة والفنون"، ويرأس مجلس أمنائه منذ انطلاقته عام 2007.
وصدر له العديد من المؤلفات بالفرنسية والعربية، منها "المجتمع والدولة فى المشرق العربى"، و"السياسة الخارجية السعودية منذ عام 1945 - دراسة فى العلاقات الدولية"، و"نحو عقد عربى جديد - بحث فى الشرعية الدستورية"، و"من الارتباك إلى الفعل: التحولات العالمية وآثارها العربية"، و"أمريكا والعالم: إغراء القوة ومداها" وسواها، كما له مساهمات كبرى فى المجلّات المختصة بالشؤون الدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة