تواصل إمارة قطر تمسكها بموقفها الداعم للإرهاب، رافضة الانصياع للمطالب العربية التى اشترطتها كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين لرفع العقوبات الاقتصادية التى كبدت الإمارة ولا تزال خسائرًا قدرها مراقبون بما يقرب من 80 مليار دولار فى قطاعات عدة.
وبعد الخسائر الفادحة التى تكبدها قطاع الطيران القطرى بخلاف تراجع مبيعات الدوحة من البترول، يقترب قطاع الفنادق القطرية العالمية للحاق بموكب الخاسرين من العناد القطرى، وذلك بعدما أعلن عدد من رجال الأعمال والمواطنين الخليجيين مقاطعتهم الفنادق الدولية التى تمتلك قطر اسهمًا فيها فى الدول الأوروبية.
ودشن نشطاء خليجيون قائمة سوداء بأسماء الفنادق التى تديرها إمارة قطر من الباطن لمقاطعتها، الأمر الذى دفع صحيفة "فينانشيال تايمز" البريطانية وخبراء إلى التحذير من عواقب تلك الخطوة على الشركات والكيانات التجارية الأوروبية المرتبطة بالإمارة، والتى ربما تدفع ثمن تعاونها مع الدوحة الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط.
وعلى مدار الساعات الماضية، تفاعل عدد كبير من السياح ورجال الأعمال الخليجيون مع حملة مقاطعة الفنادق القطرية فى لندن وباريس، حيث أعلن معظم السياح ورجال الأعمال على مواقع التواصل الاجتماعى مقاطعتهم لهذه الفنادق، مؤكدين على أنه لا يمكن دعم الاقتصاد القطرى الذى يمول الإرهاب فى المنطقة ويهدد الأمن القومى العربى.
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز أمس السبت، عن مصادر اطلعت على القائمة التي يجرى تناقلها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى، أن القائمة تضم فنادق كليردج وكونوت وبيركلى التى تملكها شركة كونسليشن هوتيلز التابعة لشركة قطر القابضة، كما تضم القائمة فندق تشرتشل الذى تملكه هيئة استثمارية تابعة لرئيس الوزراء القطرى السابق الشيخ حمد بن جابر آل ثانى، وفندق كارلتون فى مدينة كان الفرنسية الذى تملكه شركة كتارا للضيافة القطرية.
وتشكل هذه الفنادق جزءًا من الممتلكات والعقارات والأبنية التي اشتراها مستثمرون قطريون فى لندن مساهمةً بذلك فى زيادة إجمالى الاستثمارات القطرية فى بريطانيا إلى 35 مليار جنيه إسترلينى، بحسب التقديرات الرسمية، كما أن هذه الفنادق من أشهر الفنادق في لندن يقيم فيها بانتظام زوار من الشرق الأوسط وخاصة خلال أشهر الصيف.
ولا تقع هذه الفنادق ضمن قائمة العقوبات التى فرضها الرباعي العربى السعودية ومصر والإمارات والبحرين منذ 5 يونيو بهدف معاقبة قطر لوقف دعمها جماعات متطرفة وتمويل منظمات إرهابية بل أن إدراجها على القائمة السوداء جاء بمبادرة من مواطنى الدول الخليجية.
وجرى فى البداية تداول القائمة من خلال موقع التواصل على واتس آب ولكن دائرتها اتسعت بعد إرسالها إلى مستثمرين ومستشارين وموظفين في البحرين والسعودية والإمارات، كما قال أشخاص وصلتهم القائمة.
وأكد أحد هؤلاء الأشخاص، على أن القائمة انتشرت "كالنار فى الهشيم" متوقعًا أن تلقى استجابة بين زوار بريطانيا من الشرق الأوسط.
وقال آخر: "اعتقد أن معظم الناس يعتبرونه تحذيرًا ويقررون التوجه لجانب الحذر، وسيقوم الناس بمقاطعة الفنادق".
وتأتى هذه المبادرة بعد مقاطعة من جانب أبوظبى لبنوك تملك قطر حصة كبيرة فيها مثل كريدى سويس ودويتشة بنك وباركليز، كما أفادت صحيفة فايننشيال تايمز، ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن رجل أعمال إماراتيًا هو صاحب المبادرة فى إعداد القائمة السوداء لتنبيه وفد سعودى يخطط لزيارة لندن فى الصيف إلى علاقة فندق كليردج بقطر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة