اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم، الأحد، بأعمال العنف الدموى التى شهدتها مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا بعد مسيرة من القوميين البيض واجهتها احتجاجات مضادة، مما أدى إلى مصرع ثلاث أشخاص على الأقل وإصابة آخرين.
اشتباكات
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الشرطة تعرضت لانتقادات بسبب أدائها الضعيف فى الفصل بين الطرفين، ونقلت عن شهود عيان قولهم إن أسوأ ما فى الأمر أن أشخاصا أصيبوا بينما كانت تقف الشرطة بجوارهم ولن تفعل شىء. وقالت الصحيفة إن الشرطة لم تتدخل إلا بعد دقائق عديدة من بدء الاشتباكات، وبدا أن عناصر الشرطة تتراجع فى البداية قبل أن تقف وتراقب الاشتباكات ثم تدخلت فى النهاية.
جانب من الاشتباكات
وكانت مدينة شارلوتسفيل قد شهدت أمس أعمال عنف بين القوميين البيض والمعارضين لهم أسفرت عن إصابة 14 شخص، فيما وقع حادث دهس متعمد على ما يبدو أدى إلى مصرع سدة وإصابة 19 آخرين خلال تلك المشادات.
جانب من الاحتجاجات
وعن رد فعل الرئيس دونالد ترامب على أعمال العنف، فقد دعا فى حديث مقتضب للصحفيين أثناء وجوده فى منتجعه للجولف بنيوجيرسى إلى إنهاء العنف، وحمل مسئولية ما حدث من كراهية وتعصب وعنف لأطراف عديدة، دون أن يحددها.
مظاهرات مناهضة للعنصرية
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن رد فعل ترامب قد اثار انتقادات لأنه لم يكن كافيا لهذا الحدث. فقال السيناتور الجمهورى كورى جاندر على تويتر "سيدى الرئيس يجب أن نسمى الشر باسمه". وأضاف أنه كان هناك عنصريين بيض وأن هذا كان إرهابا محليا، وهو نفس المصطلح الذى استخدمه عدد من أعضاء الكونجرس لوصف ما حدث.
بينما قال الديمقراطيون إن ترامب ليس مستعدا لتنفير قطاع من قاعدته الانتخابية البيضاء التى تؤيد التعصب. وأجبر الرئيس على نفى أى إشارة إلى أنه يحمل عداءات عنصرية أو عرقية، مشيرا إلى أن صهره جاريد كوشنر يهودى ملتزم، وأن ابنته إيفانكا قد تحولت إلى اليهودية، كدليل على شموله.
جدير بالذكر أن سبب الخلاف الرئيسى بين القوميين البيض ومعارضيهم فى مدينة شارلوتسفيل سببه تمثال يخلد ذكرى روبرت لى، يصور جنرال الكونفيدرالية بأنه أكبر من الحياة. ويرمز مصطلح الكونفيدرالية إلى ما يعرف بولايات الرقيق الجنوبية الأمريكية التى أعلنت فى القرن التاسع عشر انفصالها عن أمريكا.
واحتج القوميون على خطط المدينة لرفع التمثال، بينما تواجد المناوئين لهم لمعارضتهم. وهذا التمثال موجود فى المدينة منذ عام 1924، لكنه فى العامين الماضيين دعا عدد من السكان وبعض مسئولى المدينة والمنظمات إلى إزالته. وحدث الأمر نفسه مع عدد من رموز الحرب الأهلية الأمريكية فى مدن أخرى، حيث يراها البعض رمزا للعبودية والتفرقة العنصرية.
وتقول مجلة نيوزويك إن الجدل حول التمثال ليس السبب الوحيد لتحول المدينة إلى المقر الرئيس لقادة اليمين المتطرف لتنظيم مسيرتهم، فشارلوتسفيل لها تاريخ من العنصرية. فقد كانت أخر المدن فى أمريكا التى تمنع الفصل فى المدارس بين البيض والسود بعد قرار من المحكمة العليا. وفى عام 2015، تعرض المدينة لانتقادات للسلوك العنصرى عقب الاعتقال العنيف لماريس جونسون، الطالب الجامعى الأسود الذى واجهه ثلاث ضباط بيض افترضوا أنه يحمل بطاقة هوية مزيفة وضربوه قبل أن يقوموا بتقييده. كما أن ولاية فرجيينا بشكل عام لها روابط قديمة لحركة كو كولكس كلان البيضاء المتطرفة.
جانب من التظاهرات
جانب من المظاهرات
كروفر
محاولات ابعاد المتظاهرين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة