أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

لقاء عربى فى دبى لمناقشة الأزمة مع قطر

الإثنين، 14 أغسطس 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العرب الآن متفقون على شىء واحد، وهو أن قطر تعيش أزمة اقتصادية حقيقية تتمثل فى انهيار أداء قطاعاتها الاقتصادية، وعلى رأسها السياحة والطيران والعقارات، فضلاً عن ضعف أداء أسواق المال، وتراجع سعر العملة، فضلاً عن إدراك الجميع بأن نظام قطر إرهابى، وأنه بات مطلوباً من الدوحة مجموعة من الإجراءات التى تستطيع من خلالها استعادة ثقة جيرانه الخليجيين والعرب مرة أخرى، وأول هذه الإجراءات محاسبة نظام تميم الإرهابى وخلعه ومحاكمته هو وكل أركان نظامه القتلة.
 
الأربعاء الماضى استضاف رجل الأعمال الإماراتى خلف أحمد الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور الاقتصادية، لقاءً فكرياً بمقر المجموعة فى دبى حول الأزمة مع قطر، حضره عدد كبير من المثقفين والإعلاميين العرب، على رأسهم المحلل السياسى ورئيس المنتدى الخليجى للأمن والسلام العقيد ركن متقاعد بالجيش الكويتى الدكتور فهد الشليمى، ورئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية أحمد الجار الله، ورئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز» فيصل جلال عباس، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالخالق عبدالله، والشيخ وسيم يوسف، ومدير مكتب قناة العربية الإخبارية فى دبى الدكتور عبدالله المطوع، والمحامى الدولى خالد أبوبكر، والإعلامى خيرى رمضان، والكاتب الصحفى مجدى الجلاد، رئيس تحرير موقع مصراوى، ودار بينهم حوار على مدى ثلاث ساعات، تحدثوا عن الأزمة مع قطر والحلول المقترحة، مع تشخيص وتحليل للوضع الحالى فى الدوحة، وأجمع المشاركون على أن قرارات الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، آتت ثمارها بأسرع من المتوقع، حيث تراجعت العمليات الإرهابية فى مصر والعراق واليمن وليبيا، فى انعكاس منطقى لانقطاع التمويل القطرى، فضلاً عن انكماش القيادة القطرية داخلياً فى محاولة يائسة لإيجاد حل يخرجهم من المآزق الذى أوجدوا أنفسهم بها، كما توقع المشاركون فى لقاء الحبتور، أن تستمر الدول الأربعة فى إجراءاتها ضد قطر ربما لفترة تفوق الشهور، خاصة أن الدول العربية لن تقبل بفكرة أنصاف الحلول المطروحة حالياً، وأن الرغبة العربية فى خلع الإرهاب من جذوره سيتطلب مزيداً من الوقت.
 
اللقاء الفكرى فى مجمله كان فريداً من نوعه، لأنه جمع آراء مختلفة من الدول ذات الصلة بالأزمة مع قطر، فحضر مصريون وسعوديون وإماراتيون وكويتيون، ومشاركون ومتابعون من دول أخرى، كل منهم حاول أن يحدد من وجهة نظره أين تكمن المعضلة، وآليات الخروج منها، وسمعت خلال مشاركتى فى اللقاء مجموعة من الأفكار التى يمكن البناء عليها فى مواجهة الإرهاب الممول من قطر، ومنها كما ذكرت فى مقالة أمس، الدعوة التى وجهها للدول الأربعة بالتركيز على الجانب القانونى فى التعامل مع قطر، وإعداد ملف متكامل عن جرائم تميم وتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية، كآلية تحرك ناجزة بعدما صبر الحكام العرب على التجاوزات القطرية لأكثر من عشرين عاماً.
 
اللقاء كان فرصة مناسبة لتوضيح عدد من الأمور التى كانت غائبة عن الرأى العام، أو حاول الإعلام القطرى إثارة الشكوك حولها، منها على سبيل المثال القول بأن دول الخليج ومنها الإمارات تأثرت من الأزمة القطرية، وهو ما نفاه الحبتور بشكل تام، وقال نصاً إن «اقتصاد الإمارات بخير، وحتى فى أيام حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق، ثم احتلال الكويت مطلع التسعينيات، ظل اقتصاد الإمارات مستمرا ومتطورا، والآن لدينا تحسن فى الاقتصاد، إشغالات الفنادق على سبيل المثال كبيرة جدا، ولكننا رغم أوضاعنا الإيجابية نحزن للوضع الاقتصادى الذى وصلت له قطر الآن، بسبب حكامها وسياساتهم، رغم وجود شخصيات عاقلة وتتسم بالحكمة فى آل ثان، ولكنهم بعيدون عن المشهد».
 
ومن الأمور التى وضحها اللقاء الفكرى، تأكيدات المحامى الدولى خالد أبو بكر، أن المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة القطرية لا تتعارض مع حرية الصحافة، وشرح ذلك للحضور بقوله «نعم هناك حرية صحافة يجب أن تُحترم، لكن حينما تنزف الأوطان دما بسبب ممارسات بعض الأطراف، فهذه الحرية عليها الالتزام بالمسؤولية، وإن لم تلتزم فعلى القانون أن يظبط هذا الأمر».
 
الأمر الذى استوقفنى فى هذا اللقاء، أن السؤال الخاص بغلق قناة الجزيرة جاء فى وقت تتطاول فيه القناة القطرية على رموز عربية، ومنها الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، الذى أعدت له القناة القطرية فيلما وثائقياً لا يتناسب مطلقاً مع الأدوار الوطنية التى يقوم بها، فعلت الجزيرة ذلك فى حين وجدت من يقول إن إغلاقها يتعارض مع حرية الرأى والصحافة، وهم يدركون أن هذه الحرية لا يجب أن تستخدم مطلقاً لتوجيه الإساءة لآخرين، أو تستخدم من قبل جهاز مخابرات لتصفية الحسابات، وهنا كانت كلمة أبوبكر مناسبة جداً للحدث، وحملت رداً وافياً حينما قال «يتطاولون على محمد بن زايد، وأقول له ارفع رأسك، لا يضير السحاب نبح الكلاب»، مؤكدا أن موقف الجزيرة أصاب الجميع بالذهول، ومتسائلا أيضاً «عن أى تصالح نتحدث؟ ومع من؟ هل مع من أهانوا رموز الوطن العربى؟».
 
اللقاء الفكرى بشهادة كل الحضور كان مفيداً فى الكشف عن خبايا التحركات القطرية فى المنطقة، خاصة أن الحديث هذه المرة كان على لسان أشقاء خليجيين عانوا ومازالوا يعانون من التدخلات القطرية، لكن المهم فى اللقاء أيضاً أنهم لم يقتصر على الحضور الخليجى، بل فتح بابه للمشاركة المصرية، التى أثرت اللقاء بالأطروحات المختلفة وأيضاً توضيح حقيقة التدخلات القطرية فى الشأن المصرى عبر دعم جماعة الإخوان الإرهابية، والميليشيات المسلحة التى ترتكب العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء بإيعاز وتخطيط وتمويل من قطر.
 
شىء مفيد أن يجتمع العرب تحت مظلة واحدة، ليتناقشوا فيما بينهم حول تداعيات أزمة تهمهم، وهنا يجب توجيه الشكر لرجل الأعمال خلف الحبتور، الذى أكد أن مهمة رجال الأعمال تفوق فكرة التركيز فى الاستثمارات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة