فى العلن يظهر أمير الإرهاب تميم بن حمد، لكن خلف الستار يقبع حمد بن خليفة بن عبد الله العطية، الشخص الغامض فى الديوان الأميرى القطرى، الذى يلقب بصندوق قطر الأسود، ففضلاً عن كونه المستشار الخاص لأمير قطر، فهو أحد كبار المشرفين على سياسات الدوحة المثيرة للجدل، لدرجة أن القريبين من دوائر صنع القرار فى الدوحة يعتبرون العطية الأمير الفعلى، أو كما يقولون عنه "أمير قطر غير المبايع".
لماذا يلقب حمد بن خليفة العطية بالأمير غير المبايع؟، الإجابة تكمن فى الأدوار التى يقوم بها، ومنها أنه يشرف بل يحدد الكثير من سياسات الدوحة خاصة فى دعم التنظيمات والميليشيات الإرهابية بالمنطقة، وعلى رأسها جماعة الأخوان الإرهابية، وإمداد هذه الجماعات بالمال والترويج لهم عبر الأذرع الإعلامية القطرية وفى مقدمتها قناة الجزيرة.
فقبل أسابيع وثقت مكالمة مسربة بثها تلفزيون البحرين جانبًا مما يقوم به حمد من أدوار سرية تفوق ما هو مرسوم له كمستشار للأمير، ففى هذه المكالمة تنكشف علاقة العطية التآمرية بالمعارضة البحرينية، وعلى رأسها حسن على محمد جمعة سلطان، حيث يتضمن التسجيل الذى يعود إلى شهر مارس 2011، 4 مكالمات للتنسيق وتبادل المعلومات وأسماء المصادر التى ستظهر على قناة الجزيرة، وكان خلالها المعارض البحرينى هو البادئ بالاتصال، ويطلب مستشار أمير قطر خلال المكالمة الحصول على رقم شخص يمكنه التحدث لقناة الجزيرة، فيمده حسن على باسم النائب السابق خليل المرزوق، وفى وقت لاحق تحول المرزوق إلى ضيف دائم على قناة الجزيرة ما يؤكد صحة هذه المكالمة.
كما أن كل الوقائع تؤكد أن العطية كان على تواصل مع محمد الجولانى زعيم جبهة النصرة، وأنه من سهل له الظهور قبل عامين على شاشة قناة الجزيرة فى حوار مع الإخوانى أحمد منصور، ويرتبط ذلك أيضاً بما كشفه الإعلام اللبنانى قبل أسابيع حول تورط شقيقه، عبد العزيز بن خليفة العطية فى عملية تمويل مباشر لجماعات إرهابية تقاتل فى سوريا تحت غطاء جمعية للمساعدات الإنسانية، حيث صدر ضده حكم غيابى ببيروت بالسجن 7 سنوات لاتهامه فى إدارة ما تسمى حملة "مهد أهل الشام"، والتى كانت تقوم بجمع التبرعات فى دول الخليج لتسليح الإرهابيين فى سوريا، وعلى رأسهم جبهة النصرة الإرهابية التى دعت المواطنين القطريين فى أغسطس 2013 بالتبرع للحملة وإرسال أموال للمقاتلين فى سوريا لتوفير السلاح.
ووفقاً للتحقيقات التى أجرتها السلطات اللبنانية فقد ألتقى شقيق مستشار أمير قطر عبد العزيز العطية فى مايو 2012 بعمر القطرى الملقب بــ" ذئب القاعدة" وشادى المولوى، حيث نقل لهما آلاف الدولارات لتوفير السلاح لعدد من المقاتلين فى سوريا، وأقر المتطرف عمر القطرى أمام سلطات التحقيق اللبنانية بأنه سافر إلى لبنان للقاء شقيق مستشار أمير قطر عبد العزيز العطية، الذى دخل البلاد لأسباب طبية، وأنه حصل على 20 ألف دولار منه لنقلها للمقاتلين فى سوريا، وألقت السلطات اللبنانية القبض على عمر القطرى الملقب بـ"ذئب القاعدة" فى مطار بيروت خلال العودة وبحوزته آلاف الدولارات.
وبضغط من حمد بن خليفة العطية، تدخلت قطر للإفراج عن عبد العزيز الخليفة وهددت الدوحة بيروت بطرد 30 ألفا من مواطنيها ما لم تطلق سراح عبد العزيز المتورط فى تمويل الإرهاب، وهو ابن عم وزير خارجية قطر، وأدين فى قضية تمويل الإرهاب الدولى، أمام محكمة لبنانية.
المعلن أن حمد بن خليفة العطية عين مستشارًا خاصًا بدرجة وزير بقرار صادر من أمير قطر في يونيو 2013، بعد أنقلاب تميم الناعم على والده، ليواصل حمد بن خليفة العطية رسم السياسات للأمير الشاب رغم الفشل الذي منيت به مخططاته في ما يسمى بالربيع العربى، ووفقاً لما رصده قريبين من الديوان الأميرى القطرى، فقد ساهمت استشارات العطية فى أزمة كبيرة بين دول مجلس التعاون الخليجى وقطر فى عام 2013 ما دفع دول الخليج إلى مطالبة الدوحة بالتوقيع على اتفاق يلزمها بعدم التدخل فى شئون دول مجلس التعاون ووقف حملاتها الإعلامية ضد السعودية والإمارات والبحرين والكويت، وفى مارس 2014، سحبت دول خليجية سفراءها من الدوحة بعد أن كثفت الأخيرة حملاتها ضدها، وهو الأمر الذي أحدث زلزالًا في العلاقات الدبلوماسية الخليجية، وما أن هدأت الأمور حتى عادت للاشتعال مرة أخرى، بسبب تدخلات حمد بن خليفة العطية الذى يفرض سطوته وقراره على الديوان والأمير الصورى تميم بن حمد، مما أدى إلى الحالة التى تعيشها الدوحة حالياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة