فى مثل هذا اليوم قبل 43 سنة، شن الجيش التركى هجومه الثانى على جمهورية قبرص، منتهكا القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، رغم وقف إطلاق النار الذى تم الاتفاق عليه فى وقت سابق.
وغزا الجيش التركى قبرص فى 20 يوليو 1974، وأطلق المرحلة الثانية من الغزو فى 14 أغسطس من العام نفسه، واحتل بذلك أفضل جزء من ميسا أوريا وفاماجوستاو وكارباسيا ومورفو، وما زال الجانب التركى يتجاهل نداءات المجتمع الدولى بشأن قبرص، ويحتل مدينة فاماجوستا حتى اليوم، وووصلت جرائمه إلى أن "فاروشا"، القسم المسيج قبالة البحر من مدينة فماجوستا، أصبحت تسمى "مدينة الأشباح"، إذ ما زالت مهجورة وخالية من سكانها حتى اليوم.
كانت الغزو التركى لقبرص قبل 43 عاما قد جاء بعد خمسة أيام من الإطاحة بالحكومة الشرعية للرئيس الراحل، الأسقف مكاريوس الثالث، بعد الانقلاب العسكرى الذى نفذته الزمرة العسكرية الحاكمة فى اليونان وقتها، وتبع ذلك مؤتمران فى العاصمة السويسرية جنيف، لم ينتج عنهما شىء، الأول كان بين بريطانيا واليونان وتركيا، والثانى بمشاركة إضافية من الممثلين عن القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك.
ورغم أن المحادثات كانت وقتها قائمة، وكان يبدو أن اتفاقا قريبا على وشك التوصل إليه، شن الجيش التركي هجوما ثانيا، ونتيجة لذلك زادت تركيا من مساحة الأراضى التى انتزعتها، لتشمل منتجع فاماجوستا السياحى المزدهر فى الشرق، ومنطقة مورفو الغنية بإنتاج الحمضيات فى الغرب، وبهذا يكون قد أصبح ما يقرب من 37% من أراضى جمهورية قبرص خاضعا للاحتلال العسكرى التركى، وقد تم اقتلاع ما يقرب من ثلث السكان، أى قرابة 200 ألف من القبارصة اليونانيين، بشكل قسرى من ديارهم وممتلكاتهم، وقتل الآلاف أثناء الأعمال العدائية، واعتُبر أكثر من ألف شخص فى عداد المفقودين، فى حين ظل آلاف القبارصة اليونانيين والموارنة محاصرين.
وطالبت عديد من قرارات الأمم المتحدة باحترام استقلال قبرص ووحدتها وسلامة أراضيها، وعودة المهجرين إلى ديارهم، وانسحاب القوات الأجنبية من الجزيرة، بيد أن تركيا تجاهلت كل هذه القرارات، واختتمت الجهود الأخيرة من أجل التوصل لتسوية قبرصية فى منتجع كران مونتانا السويسرى الشهر الماضى، دون التوصل لحل.
وقال الرئيس نيكوس أناستاسيادس مرارا وتكرارا، إنه على استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات، إذا قبلت تركيا إنهاء الضمانات وحق التدخل، وأنها مستعدة لسحب قواتها من الجزيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة