آلة وترية اشتهرت بالشجن والطرب وحرص عدد كبير من مطربى الزمن الجميل على العزف عليها إلى جانب الغناء، وهو يعد من الآلات الرئيسية فى التخت الموسيقى الشرقى، وتشتهر صناعته فى بغداد، كما يمتلك العود العراقى سمعة كبيرة جعلت كبار الملحنين والمطربين حول العالم يحرصون على اقتناءه دون غيره.
"القصعة والقمرية والفرس الذى يربط الأوتار، والرقبة والأنف والمفاتيح بالإضافة إلى الأوتار والريشة" تلك هى مكونات آلة العود التى لكل منها وظيفة لا تقل أهمية عن غيرها، فمنها من يساعد على زيادة رنين الصوت وقوته، ومنها ما يستحيل العزف من دونه كالأوتار والريشة.
تتعدد أنواع الأخشاب التى يمكن استخدامها فى تصنيع العود فمنها "الموجن والسرسوع والورد" وغيرها، ويمر بعدة مراحل من التصنيع بداية من تقطيع الخشب ووصولاً لتحويله إلى عود يمكن العزف عليه، هكذا بدأ محمود مصطفى الذى تعلم تلك الصنعة وهو فى الثامنة من عمره وظل يعمل بها لمدة 32 عام حديثه مع اليوم السابع عن تصنيع العود فى مصر.
يقول محمود أن تصنيع العود فى السابق كان يعتمد على "الصنايعى" فقط من البداية وحتى النهاية، ولكن الآن أصبح الاعتماد على الآلات التى تصنعه أسرع، إلا أنه مازال يفضل العمل بنفس الطريقة القديمة حتى الآن، وأضاف أن المهنة كادت أن تنقرض من مصر منذ حوالى 15 عام، إلا أن العازف نصير شمة كان له فضل فى إحياءها مرة أخرى، لأنه منذ أن بدأ العزف فى بيت العود زاد الإقبال على الشراء بشكل ملحوظ.
"الزبون كان بييجى يحجز قبلها بفترة طويلة عشان يستلم العود بتاعه، وكان ليه وزنه وقتها وبيتعمله حساب، لكن دلوقتى المصانع ساهمت إن أى حد ممكن يدخل المهنة ويطلع شغل" هكذا يصف مصطفى حال مهنة تصنيع العود فى الفترة الأخيرة، ويقارن بين العود المصنوع يدوياً وذلك المعتمد على الآلات الحديثة قائلاً إنه ينتج فى الشهر ما لا يزيد عن 5 أعواد فقط فى مقابل أن المصنع يستطيع إنتاج أكثر من 100 عود، وهذا ساهم بشكل كبير فى القضاء على "صنايعية" المهنة، فالعود الواحد يحتاج لحوالى أسبوعين حتى ينتهى تماماً.
وعن الأسعار قال إن تصنيع عود مخصوص لشخص يختلف عن شراء آخر جاهز، لأنه خلال التصنيع يختار الشخص أشياء مختلفة كأن يحدد الخامات المستخدمة، والشكل الذى يريده سواء كان قديماً أو حديثاً، أو صوت غربى أو شرقى حسب رغبته، أما المبتدئ فيلجأ دائماً لشراء أى عود يعجب بشكله، ولكنه لا يعلم أن الخامات تؤثر بدرجة كبيرة على صوت العود، إلا أن "الصنايعى" فى كل الأحوال هو المتحكم الأول فى تصنيع العود الجيد.
وصف محمود مصطفى المهنة قائلاً: "العود نفس وبصمة زى الأكل تماماً ورغم أنه لم يدرس الموسيقى ولكن يمكنه ضبط العود جيداً وصوته والتأكد من سلامة أوتاره، بالإضافة إلى امتلاكه القدرة على تصنيعه وفقاً للصوت الذى يطلبه العازف سواء كان شرقى أو غربى، ومن خلال الاستمرارية أصبح قادر على "جس العود" أو عزف أشياء بسيطة فقط.
تبدأ أسعارالعود من 1600 وتصل حتى 30 ألف جنيه، ويتحدد سعره وفقاً لنوع الأخشاب التى تستخدم فيه، إلى جانب حجم التفريغات والصدف المستخدم فى تصنيعه، وأغلى الأعواد التى يتم تصنيعها هى عود الـ "mark 3" ويعتمد على التفريغات بحيث تُجلب الأصداف ونُخرِج منها أشكال ورد ويتم تفريغها، ويتطلب عمل كبير، واختتم محمود مصطفى حديثه عن مهنة تصنيع العود قائلاً إنها العود تعطى لمن يحبها أكثر من غيره، والاسم هو الذى يحدد دخل صاحبه.