فتح الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، ملف جولة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأفريقية، فى برنامجه "آخر النهار"، المذاع على قناة "النهار".. تلك الزيارة التى تعكس رؤية الرئيس السيسى للسياسة المصرية الخارجية، ليحلل الكاتب الصحفى لماذا تحرك الرئيس فى هذه الجولة، والارتباط المباشر لتلك الزيارات بالوجود المصرى فى القارة السمراء، وعلى المستوى الإقليمى.
ويفتح خالد صلاح، زاوية النظر لهذه الزيارات التى حللها البعض كورقة سياسية فى ملف سد النهضة، قائلا أننا لو اقتصر تفكيرنا على أن جوهر ما يقوم به السيسى الآن فى إفريقيا هو سد النهضة نكون خاطئين، فالرئيس ورث هذه البلد "مضيقة على نفسها"، فالرئيس مبارك كان ينظر إلى الشأن المحلى وقرر الإنغلاق بسبب حالة الاستقرار التى كانت تعيشها البلاد، فأسقط دوائر مهمة كانت ضمن مصالحنا السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، وأهمها الدائرة الأفريقية.
وواصل الكاتب الصحفى تحليله موضحا أنه لا يمكن لمصر أو لأى دولة أن تكون معزولة، ولا يمكن للقضايا الداخلية أن تنعزل عما يدور فى الجوار الإقليمي، فقدرنا منذ فجر التاريخ حتى الآن هو الارتباط بصورة وثيقة بما يحيط بنا، فنحن فى القلب من عدد من الدوائر الإقليمية التى تحيط بنا، ويجب ان نرتبط بها ونتعامل معها،فالنيل يمر بـ9 دول أخرى لا بمكن الانعزال عنها، وأيضًا على ساحل البحر الأحمر نرتبط بالسعودية والأردن وإسرائل وفى أقصى الجنوب الصومال، والناحية الأخرى اليمن، وفى البحر المتوسط إسرائيل أيضا وسوريا، ولبنان، وقبرص واليونان، ثم الدول الإسلامية وفى القلب مصر والسعودية، وهناك إيران الشيعية، وتركيا الموالية للإخوان، وباكستان القوة النووية صاحبة الصراع التاريخى مع الهند، إذا كل قضايانا الداخلية ترتبط بالشأن الإقليمى والشأن الدولى.
وفى ربط بين أهمية الحضور المصرى فى المحيط الإقليمى وملف الإرهاب، أكد خالد صلاح اننا نواجه التنظيمات المتطرفة التى تأتى من ليبيا، ويحقق أمامها الآن الجيش الوطنى الليبى انتصارات كبيرة بدعم مصري، وبدعم كل الدول المخلصة فى حربها على الإرهاب، ثم قضايا النفط، التى تؤثر علينا، والصراع التاريخى الموروث فى فترات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتى السابق، حيث يحاول الكرملين استعادة بعض مجده وشغبه مع العم سام فى منطقة الشرق الأوسط، فتجد الروس والأمريكان فى سوريا والعراق، والروس والأمريكان فى لبنان والسودان، متابعا "فأنت طول الوقت شأنك المحلى مرتبط بأوضاع إقليمية ودولية".
وأوضح خالد صلاح أن العيش والبنزين والكهرباء والعمالة التى تذهب وتأتى تفرض التفكير طوال الوقت فى الشأن الدولى والإقليمى والإفريقى والعربى والإسلامي، وما حدث خلال آخر سنوات عصر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك هو انغلاق فى هذه المسارات، خاصة وأن خلال تلك الفترة كانت هناك تطورات اقتصادية على الأرض بمعدلات نمو مرتفعة وتحالفات مع رجال الأعمال، وحدث استقرار لدى هذا النظام الذى ظن أنه قادرًا بهذا الانغلاق الداخلى أن يحقق الاستقرار، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى يتجاوز ويعبر هذا الخطأ الذى حدث فى عصر الرئيس الأسبق مبارك ويفتح هذه الدوائر، ليس على أساس أن هناك أزمة نريد حلها، ولكن بفتح الدوائر لمصر من الناحية السياسية والاقتصادية فاستراتيجيا إفريقيا مهمة جدا بالنسبة لنا.
وأعاد خالد صلاح تأكيد أن استراتيجية العلاقات الدولية والخارجية فى عصر الرئيس السيسى تُبْنَى على فتح الدوائر المغلقة فى علاقات مصر الخارجية، موضحًا: "نحن فى السلاح ننوع مصادر السلاح، فنأتى بالميسترال من فرنسا، ثم طائرات من روسيا، والغواصات من ألمانيا، وننظم مناورات مثل النجم الساطع مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونحضر طائرات الرافال من فرنسا، ثم نتخانق مع الأمريكان على طائرات إف 16 وقطع غيارها".
وتطرق رئيس تحرير "اليوم السابع"، إلى الخطاب السياسى المصرى خلال الفترة الماضية، مشددا على أن مصر ليس لديها خطابًا "قليل الأدب" أو صاخب أبدًا مع أى دولة عربية، حتى مع قطر، يضبط الخطاب المصرى كلماته ولا ينجرف لكلمات جارحة، بل يقدم أداءً منضبطًا، ويفتح الدوائر مع الدول العربية.
وتابع خالد صلاح أن ما يدور الآن هو إيمان بدور مصر الإقليمى والاستراتيجى وإيمان أن أهم عناصر أمنها القومى هو سُبُل التعاون والتنسيق مع كل الدوائر المحيطة بها، عربيًا وإفريقيًا وإسلاميًا وأوروبيًا.
وأشار خالد صلاح إلى اطمئنانه تجاه تلك الاستراتيجية التى تمضى بخطى ثابتة فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية لمصر فى هذه الفترة، متابعًا: "ربما لن يظهر الحصاد أمام عينيك حاليا، ولكن على المستوى البعيد، هذا النوع من الزيارات والتفاهمات بين الدول يؤدى لتحقيق خير للبلد على المدى الطويل، فمصر يعاد بنائها على الصعيد المحلى والإقليمى والدولى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة