أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

«بنطلونه يا أفندم بنطلونه»

الخميس، 17 أغسطس 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سأفترض أن الخبر الوارد أدناه كلاما صادقا لا يبحث عن «شو إعلامى» ولا سد خانة ولا تفاخر ساذج من نائب يريد أن يظهر أمام دائرته بمظهر الرجل القوى القادر على استدعاء الوزراء ومساءلتهم، والخبر يقول إن النائب بكر أبو غريب، عضو البرلمان بدارة البدرشين فى الجيزة، تقدم بطلب إحاطة للدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، مُوَجَّه للكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، بسبب تدنى الذوق العام، حدد النائب أوجه اعتراضه على أداء وزارة فى ثلاث نقاط الأولى: غلق قصور الثقافة فى المحافظات وترك الشباب للفكر المتطرف، والثانية هى صمت وزارة الثقافة ووزيرها على الكم الهائل من أغانى المهرجانات التى تنشر فكرة تعاطى المخدرات، وتشجع الشباب على تعاطى الحشيش، والتحرش الجنسى بالفتيات، وتثير الغرائز بكلماتها الخادشة للحياء، والثالثة هى صمت الوزارة على انتشار ظاهرة «البنطلونات المقطعة» بين الشباب سواء الولاد أو البنات مبديا دهشته فى القول: بصراحة أنا مش عارف إزاى دول اللى هيشيلوا اسم مصر؟
 
لا اعتراض هنا على اعتراضات النائب الموقر، لكنى فى الحقيقة لا أعرف كيف يوجه اللوم إلى وزارة الثقافة فى حين أن اللوم، كل اللوم، يقع على «المجلس الموقر» الذى رفض زيادة ميزانية وزارة الثقافة لتواجه الإرهاب والتخريب، وهو ما حدث فى مايو الماضى حينما طلبت وزارة الثقافة مليارا و639 مليون جنيه لكى تتمكن من تجهيز وإنشاء بعض ما تحتاجه مصر لكى تفشى الثقافة فى ربوعها، لكن ما تمت الموافقة عليه فى هذا الشأن هو مبلغ 444 مليون جنيه فحسب، وهو مبلغ يقل عما كان مخصصا للوزارة فى العام الماضى بمقدار 50 مليون جنيه، ووقتها كتبت فى مقال بعنوان «تجهيل الشعب» «إننى لا أجد توصيفا مناسبا لتلك الحالة المتردية من عدم تقدير المسؤولية واللامبالاة بمصير شعب ينهش فى حضارته الجميع، من أجل إخراجه من دائرة النور ووضعه فى دوامات الظلمة، فلماذا يصبح نوابنا من معاونى الإظلام فى مصر؟ ولهذا أعود وأقول أننى سأفترض أن سيادة النائب المذكور جاد فى سعيه، مخلص فى نيته، وأطالبه أن يقود هو وزملاؤه فى البرلمان من أجل زيادة مخصصات الثقافة لكى تتمكن من محاربة الجهل والإرهاب الذوق الهابط والبناطيل المقطعة، وإلا سيصبح نداء النائب شبيها بنداء «الشاويش عطية» فى أحد أفلام إسماعيل ياسين، حينما اشتكى للضابط من «سمعة» قائلا: «بنطلونه يا أفندم بنطلونه».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

البنطلون المقطعه

البنطلون عنوان المرمطون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة