سعيد الشحات

الأهلى صانع البهجة

الخميس، 17 أغسطس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل نحو 10 سنوات تقريبا التقيت مع معلق الكرة التونسى الشهير عصام الشوالى قبل أن يدخل كل منا فقرته مع الإعلامى أحمد شوبير، وتحدثنا فى شؤون كثيرة، مازلت أذكر منها روايته حول سبب تشجيعه للنادى الأهلى بالرغم من أنه تونسى.
 
قال الشوالى، إنه وأثناء دراسته الجامعية فى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى، لم يكن معروفا بعد، احتاج إلى معلومات صحيحة ودقيقة عن بدايات تأسيس النادى، وذلك بغرض تكوين أرشيف معلومات خاص به، فكتب خطابا باسم رئيس النادى صالح سليم يشتمل على ما يطلبه وأرسله عبر جهاز الفاكس الذى كان يعد الأسرع والأحدث وقتها.
 
فوجئ الشوالى، وحسب تأكيده، بأن الرد جاء إليه بعدها بيومين فيه كل ما يريده من معلومات، دون أن يتصل بأحد من العاملين بالنادى، فبهره هذه التصرف ولفت نظره إلى أنه أمام مؤسسة مختلفة، فهو فى هذا التوقيت كان طالبا جامعيا غير معروف بالمرة، وبعث بخطابه متوقعا أن لا يجد اهتماما من أحد لكنه فوجئ أن الرد جاءه بكل احترام وتقدير، مما أعطاه يقينا بأنه أمام مؤسسة تتعامل باحترام وتقدير مع الآخرين ومع كل من يخاطبها، وبعد سنوات وبعد أن أصبح عقله وقلبه مع الأهلى تماما زار مصر للمرة الأولى فزار النادى، وقابل صالح سليم، فتأكد بالفعل أنه أمام مؤسسة لا تخضع لأهواء فرد أو جماعة ولا تتحكم فيها وساطة، وإنما يحكمها قيم وقوانين ولوائح تسرى على الجميع.
 
التصرف الذى ترك أثره العميق على «الشوالى» وجعله «أهلاويا»، يحضرنى كما تحضر تصرفات أخرى مماثلة، وأخرى أكبر منها يحفظها كل أهلاوى كمجال فخر بناديه، وهل ينسى أحد مثلا ما قام به الأسطورة صالح سليم فى أغسطس عام 1985 حين قرر وقف كل اللاعبين الكبار وعددهم فرقة كاملة يتقدمهم محمود الخطيب ومصطفى عبده ومصطفى يونس لتمردهم احتجاجا على إقالة المدير الفنى محمود الجوهرى، وقرر خوض مباراة الأهلى والزمالك يوم 4 أغسطس بالناشئين الذين حققوا المفاجأة وفازوا على الزمالك بنجومه الكبار، تصرف صالح سليم وقتها دون أن يخضع لأى ابتزاز جماهيرى، أو خوف من نتيجة مباراة ضد الغريم التقليدى، انتصر فقط لمبادئ الأهلى وقيمه.
 
فى تاريخ الأهلى يمكن بسهولة أن نذكر حكايات وحكايات أخرى تقترب من الأساطير عن شخصيات قادته منذ رئيسه الأسطورى مختار التتش مرورا بالأسطورة صالح سليم والذين جاءوا بينهما وبعدهما، وجميعهم ومع اختلاف سماتهم الشخصية والقيادية عاشوا تحت يافطة الناى وشعاراته، فحافظوا على قيمه ومبادئه وروحه، وواصلوا الحافظ على نموذجه فى الكبرياء والانتماء، ولهذا فإن انتصاراته المتتالية وآخرها فوزه أمس الأول بكأس مصر أمام النادى المصرى البورسعيدى، وقبل ذلك فوزه ببطولة الدورى العام هو نتيجة طبيعية لهذا النموذج المؤسسى.
 
فى تاريخ النادى مراحل تغيب فيها البطولات الرياضية عنه فتغضب جماهيره أشد الغضب، لأنها لم تتعود معه على ذلك، ثم سرعان ما يعود إليها، ومن الخطأ حساب الفضل فى ذلك إلى قوة الفرق الرياضية وفقط، وإنما هى حالة متكاملة تبدأ وتنتهى بالإدارة بما تعنيه من فنون وحرفية وقيم فى التعامل.
 
مخطئ من يظن أن انتصارات الأهلى هى نتيجة لضعف الآخرين وعدم استقرارهم، فتلك حجة باهتة، وعلامة فلس، الأهلى ينتصر لأن لديه منظومة إدارة لا تخضع لأهواء رئيسه أو أى عضو فى إدارته، أو مديره، أو أى من نجومه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة